يتحقق مسؤولو الصحة الذين يرتدون بذلات المناعة من درجات حرارة الجسم للمسافرين الذين يصلون من مدينة ووهان يوم الأربعاء 22 يناير 2020، في مطار بكين، الصين       (DPA)
تابعنا

مع ارتفاع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية إلى 17 حالة وفاة، مما يثير الذعر في جميع أنحاء العالم، تشير حوادث التفشي السابقة لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحادّ SARS، والمتلازمة التنفسية الشرق أوسطيةMER، إلى أن العالم قد لا يشهد وباءً في الوقت الحالي، وفقاً لأوندر أرغونول، الأستاذ الجامعي الذي يعيش في إسطنبول والمتخصص في الأمراض المعدية.

أصاب فيروس ووهان المسمى "فيروس كورونا المستجد 2019" أو "2019-nCoV"، أكثر من 500 شخص في الصين، وانتقل الآن إلى دول أخرى مثل كوريا وتايلاند واليابان والولايات المتحدة.

يقول الدكتور أوندر إن أول تفشٍّ كبير لفيروس كورونا ظهر في صورة متلازمة الالتهاب التنفسي الحادّ في عام 2003، وتُفيد التقارير بأن مصدره كان الثدييات الصغيرة في الصين.

تُعرِّف مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فيروس كورونا بأنه عائلة كبيرة من الفيروسات "بعضها يسبّب أمراضاً للبشر، والبعض الآخر يتنقل بين الحيوانات"، وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. في بعض الحالات النادرة يمكن لفيروسات كورونا الخاصة بالحيوانات "أن تتطور وتصيب البشر ثم تنتشر بين البشر".

وفقاً للدكتور أوندر، الذي يشغل أيضاً منصب مسؤول التعليم والاتصالات في الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ESCMID)، فقد أُبلغ عن إصابة نحو 10 آلاف شخص بفيروس متلازمة الالتهاب التنفسي الحادّ في عام 2003، ومات منهم نحو 10%، وقال مفسراً: "بالتالي كان مرضاً مميتاً بنسبة 10%".

وأضاف أوندر أن المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية كانت تفشِّياً كبيراً آخر لفيروس كورونا حدث في عام 2012. المعلومات السريرية حول هذه الفصيلة من الفيروس ليست قاطعة. ووفقاً للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، فليس واضحاً هل كان مصدره الحيوانات أم لا. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن نسبة الوفيات من المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية نحو 34.4%.

قال الدكتور أوندر: "الآن لدينا الالتهاب الرئوي الذي يسبّبه فيروس كورونا الذي ظهر في ووهان"، وأضاف مطمئناً: "لا نتوقع حدوث وباء في هذه اللحظة".

لكنه يشير إلى أنه "قد يصاب آلاف جُدُد بالمرض".

ويشير إلى أن نسبة الوفيات تُقدر بنحو 3%، إذ ماتت 17 حالة من بين 509 حالات مصابة وفقاً للتقارير.

ولفت أيضاً إلى أنه لا مصل أو علاج لفيروس كورونا المستجد حتى الآن، وبالنظر إلى الحالات السابقة لفيروس كورونا باعتبارها مؤشراً، فقد تحتاج شركات الأدوية إلى بعض الوقت لتأتي لنا بأدوية يمكنها مكافحة الفيروس.

يقول الدكتور أوندر إن الفيروس وصل حتى الآن إلى الولايات المتحدة، ومن الممكن أن تكون في تركيا حالات إذا لم تأخذ الدولة حذرها. ويقترح فحص المسافرين الدوليين، وقال مفسراً: "ربما ليس كل القادمين من الصين، لكن خصوصاً القادمين من مدينة ووهان".

وقال إن المسافرين الدوليين القادمين من مدينة ووهان يُفحصون ويُحجزون في الحجر الصحي إذا لزم الأمر في الدول الأخرى، وفي حالة تركيا يجب أن تأخذ الخطوط الجوية التركية حذرها.

وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه يوم الأربعاء 22 يناير/كانون الثاني، إن تركيا استعدت بالكاميرات الحرارية والاحتياطات الأخرى لمجابهة انتشار فيروس كورونا المستجد المشابه للإنفلونزا، لكن حاليّاً لا توجد حالات إصابة أو مرضى معرضون للإصابة.

زاد انتشار "الفيروس المستجد" المخاوف حول سلامة صناعة السفر الدولي، بخاصة قبل موسم العطلة الصينية. يبدأ العام الصيني الجديد يوم 25 يناير/كانون الثاني، وتستمرّ الاحتفالات حتى 8 فبراير/شباط.

عندما تَفشَّى فيروس متلازمة الالتهاب التنفسي الحادّ في بداية الألفينيات، تأثرت شركات الخطوط الجوية والمطارات، إذ أبعد الخوف من العدوى المسافرين عنها.

فحص المسافرين القادمين إلى مطار بكين للتأكد من سلامتهم من الاصابة بفايروس كورونا  (DPA)
TRT عربي
الأكثر تداولاً