رسم تخيلي لشبكة الأقمار الصناعية ستارلينك الخاصة بشركة سبيس أكس. (GETTY) (Others)
تابعنا

لعبت خدمة الإنترنت من "ستارلينك" التي قدمتها شركة "سبيس أكس" لصاحبها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك دوراً مهماً في الحفاظ على الاتصالات بين القوات الأوكرانية طوال عمر الحرب المشتعلة منذ 8 شهور. الأمر الذي استدعى موسكو مؤخراً للخروج بتصريح توعدت فيه استهداف الأقمار الصناعية التجارية الأمريكية إذا جرى استخدامها لمساعدة أوكرانيا، ولكن دون تسمية نظام "ستارلينك". وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

من جهتها، حذرت واشنطن من أنها سترد بطريقة "مناسبة" على أي هجوم روسي على أقمار صناعية تجارية أمريكية، وذلك في أول تعليق من واشنطن على تصريحات مسؤول بالخارجية الروسية قال فيها الأربعاء: "إنه إذا جرى استخدام الأقمار الصناعية الأمريكية لمساعدة كييف، يمكن أن تكون هدفاً مشروعاً للرد الانتقامي".

وعن احتمالية انتقال الحرب إلى بعد جديد يكون مسرحه الفضاء، وصف قائد قوة الفضاء الأمريكية الجنرال جاي ريموند في مقابلة مع بي بي سي، يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، الحرب الأوكرانية بأنها "الحرب الأولى التي لعبت فيها القدرات الفضائية التجارية دوراً مهماً حقاً"، مشيراً إلى أنه أول صراع كبير يعتمد فيه كلا الجانبين على الفضاء.

هل نشهد استهداف الأقمار التجارية؟

بعد أقل من شهر من تصريحات مماثلة كان أدلى بها في سبتمبر/أيلول الماضي عندما قال إن استخدام الأقمار الصناعية غير العسكرية يمثل مشاركة غير مباشرة في النزاعات العسكرية، جدد المسؤول بوزارة الخارجية الروسية كونستانتين فورونتسوف من تصريحاته التي اعتبر فيها استخدام الأقمار الاصطناعية التجارية "في الفضاء الخارجي لأغراض عسكرية" من قبل الدول الغربية "نزوعاً خطيراً للغاية"

ورداً على تصريحات فورونتسوف الأخيرة، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: "سنواصل السعي بكل الوسائل لفضح وردع ومحاسبة روسيا عن أي هجوم من هذا القبيل في حالة حدوث ذلك".

ولدى سؤاله عما إذا كانت روسيا لديها القدرة على شن مثل هذا الهجوم، قال كيربي: "يمكنك أن تنظر إلى السجل العام بنفسك وترى أن الروس كانوا يحاولون السعي وراء التكنولوجيا والقدرات المضادة للأقمار الصناعية".

ومع ذلك، لا يمكن تحديد إذا كانت تهديدات موسكو حول اتخاذ إجراءات ضد الأقمار الصناعية الأمريكية تشير إلى ضربات جسدية أو تعطيلها من خلال الهجمات الإلكترونية، حسبما أوردت وول ستريت جورنال في تقريرها الذي نُشر الخميس.

ما دور أقمار ستارلينك في الحرب الأوكرانية؟

حذر الجنرال ريموند من أن "مجموعة كاملة من التهديدات" قادمة من الفضاء، حيث أكثر من 5000 قمر صناعي يعمل معظمها لأغراض تجارية. لكن من بينها مئات الأقمار الصناعية العسكرية المخصصة تملك الولايات المتحدة وروسيا والصين أكبر عدد.

وعلى الرغم من أن قائد قوة الفضاء الأمريكية تجنب إعطاء تفاصيل دقيقة عن الكيفية التي تساعد بها الولايات المتحدة وحلفاؤها أوكرانيا، إلا أنه أوضح الخدمة التي قدمها الغرب لأوكرانيا من الفضاء قائلاً: "نحن نستخدم الفضاء للمساعدة في الضرب بدقة، ونستخدم الفضاء لتقديم تحذيرات بشأن الصواريخ، وأي تهديد يمكن أن يأتي إلى الولايات المتحدة أو حلفائنا أو شركائنا".

وخلال الحرب، ظهرت خدمة ستارلينك، التي قدمها ماسك مجاناً دعماً لأوكرانيا في حربها الدفاعية ضد القوات الروسية، أداةً مهمة للجيش الأوكراني الذي حافظ على ارتباط قواته في الخطوط الأمامية للحرب حيث لا تتوفر الخدمة النظامية. وأشاد المسؤولون الأوكرانيون بالنظام، مشيرين إلى الحالات التي تمكنت فيها شركة ستارلينك من توفير اتصالات بعد أن دمرت الهجمات الصاروخية الروسية البنية التحتية الأوكرانية بهدف قطع التواصل بين القوات والقيادة.

وبفضل الدعم الغربي السخي في هذا المجال، تمكنت أوكرانيا من الوصول إلى كميات غير مسبوقة من صور الأقمار الصناعية التجارية، والتي بدورها مكنتها من تحديد الأهداف وتنسيق ضرباتها هجماتها لاستعادة جزء كبير من الأراضي المحتلة في الشهور الأخيرة.

هل نشهد انتقال الحرب إلى الفضاء؟

حسب بي بي سي، تعتمد روسيا، ومؤخراً أوكرانيا، على أقمار تحديد المواقع الاصطناعية للقيام بضربات دقيقة على أهداف رئيسية. وفيما تستخدم صواريخ كروز الروسية أقمارها الصناعية الخاصة بتحديد المواقع من طراز Glonass للعثور على أهدافها، استخدمت أوكرانيا صواريخ هيمارس، التي يصل مداها إلى 50 ميلاً (80 كيلومتراً) والموجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي، لتدمير الأهداف الرئيسية مثل مخازن الذخيرة ومراكز القيادة خلف خط المواجهة.

ومع تزايد الاعتماد على الفضاء وأنظمة الملاحة الاصطناعية، تصاعدت حدة المخاوف من انتشار الصراع إلى ما وراء البر والبحر والجو، إلى الفضاء الخارجي. لا سيما أن روسيا والصين أجرت مؤخراً تجارب لتدمير أقمارها الصناعية المعطلة.

وفي سياق متصل، حذر رئيس أركان الدفاع في المملكة المتحدة الأدميرال توني راداكين مؤخراً من أن روسيا قد تنفذ هجمات على أهداف غربية في الفضاء. وأضاف قائلاً: "توجد مجموعة كاملة من التهديدات التي نشعر بالقلق نحوها"، مشيراً إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) قد يتعرض لضرر مقصود عبر أنظمة الحرب الإلكترونية أو أسلحة الطاقة المباشرة مثل الليزر، أو الصواريخ التي يجرى إطلاقها من الأرض والتي يمكن استخدامها لاستهداف الأقمار الصناعية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً