تابعنا
تعتبر مرحلة المراهقة جزءاً من مرحلة الطفولة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وتمتد من سن ثلاثة عشر عاماً إلى غاية سن الرشد وهي ثمانية عشر عاماً، ولها خصوصياتٌ غذائية يجب تسليط الضوء عليها.

تتميز مرحلة المراهقة بتغيرات عديدة تشمل النمو الجسمي وتغيرات هرمونية في الجسم، والأهم ما يحدث بها من تغيرات في شخصية المراهق لها تأثير كبير جداً على السلوك التغذوي.

الاحتياجات الغذائية للمراهق من الطاقة والعناصر الغذائية

للمراهق في هذه المرحلة احتياجات غذائية هامة وضرورية للحفاظ على نمو سليم، وتجنب المشاكل الصحية التي قد ترتبط بالسلوك الغذائي العشوائي، ولا بد للأهل والمراهق كمنظومة عائلية متكاملة من الحفاظ على نمط غذائي معين، يهدف إلى الانتقال لمرحلة الرشد بنمو سليم وصحة جيدة.

تقارب الاحتياجات الغذائية من الطاقة اليومية للمراهق 2000-2200 سعر حراري لكفاية جسمه من الطاقة والعناصر الغذائية الكبرى (البروتين، والكربوهيدرات، والدهون)، والعناصر الغذائية الصغرى وهي الفيتامينات والمعادن المتعددة.

بعض العناصر الغذائية تعتبر ذات أهمية أكبر من غيرها في هذه المرحلة مثل الكالسيوم وفيتامين د الهامين لصحة العظام والنمو السليم للبنية العظيمة، ويتم الحصول عليهما من الحليب ومشتقاته، مع ضرورة التعرض لأشعة الشمس يومياً لمدة نصف ساعة صباحاً، وكذلك الحديد خاصة للإناث لتعويض المفقود في الدورة الشهرية، وتجنب الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد (الأنيميا)، ومن أهم مصادر الحديد اللحوم الحمراء، مع ضرورة استهلاك مصدر لفيتامين ج كالبرتقال والليمون لزيادة امتصاص الحديد.

عنصر الزنك هام جداً للنمو السليم للعضلات الجسمية، ويتم الحصول عليه من اللحوم والحبوب الكاملة، واليود من مصادره وهي الملح المدعم باليود والأسماك.

أما العناصر الغذائية الكبرى فيعتبر البروتين ذا أهمية بالغة لنمو سليم، إذ إنه العنصر الأهم لبناء الجسم، في حين أنه لا غنى عن الدهون الصحية التي تزود الجسم بالأحماض الدهنية ومن ضمنها أوميغا 3 الهام جداً للنمو العقلي والتركيز، وتعتبر الكربوهيدرات مصدر الطاقة الرئيسي للمراهق.

اقرأ أيضاً:

يغفل عديدون عن أهمية النشاط البدني في مرحلة المراهقة، الذي يعتبر أساسياً لبناء العضلات والعظام بشكل سليم وصحي، فمثلاً يساعد النشاط البدني على ترسيب الكالسيوم في العظام.

المشاكل الصحية المرتبطة بالتغذية في مرحلة المراهقة، ونمط الحياة الصحي في هذه المرحلة

العديد من المشاكل الصحية في مرحلة المراهقة ترتبط بالتغذية وتنتج غالباً من السلوك التغذوي غير الصحي والنمط الغذائي العشوائي للمراهق، ومن أهم هذه المشاكل الصحية، خاصة في عصرنا الحالي، السمنة التي أصبحت تعتبر شائعة جداً بين المراهقين كنتيجة لتوجهات تغذوية غير صحية، إضافة إلى قلة الوعي بأهمية التغذية في هذه المرحلة وتأثيرها الكبير على الصحة.

من المشاكل الصحية الشائعة كذلك سوء التغذية، إذ ينمو المراهق بنقص في عديد من مخازن الفيتامينات والمعادن في الجسم ممَّا يؤثر عليه بشكل كبير، ومن ثم يواجه صعوبات عديدة، وهنا تظهر أهمية اتباع نمط غذائي صحي محدد لتزويد الجسم بكل احتياجاته وتجنب حصول سوء التغذية، ومن أمراض سوء التغذية والمشاكل الصحية التي ترتبط بها في مرحلة المراهقة فقر الدم (الأنيميا)، وكذلك قصر القامة وضعف التركيز وتأثيره على التحصيل العلمي.

على المراهق اتباع نمط حياة صحي يتمثل بوجبات صغيرة ومتعددة، تهدف إلى الحفاظ على التركيز والتمثيل الغذائي في الجسم للحفاظ على معدل النمو السليم، إذ يجب على المراهق استهلاك ست وجبات يومياً، وهي ثلاث وجبات رئيسية وثلاث وجبات خفيفة.

الحفاظ على التنوع والكفاية هام جداً ويجب استهلاك الوجبة على شكل طبق واحد مقسَّم، بحيث يحتوي الطبق على صنف من اللحوم (بيض، لحم، دجاج، سمك ومأكولات بحرية، بقوليات)، وصنف من النشويات كالخبز والأرز والشوفان والبطاطا وحبوب الإفطار، وصنف من الخضراوات الطازجة أو المشوية أو المطبوخة على شكل يخنة أو شوربة، وصنف من الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان، وتهدف طريقة الطبق المقسَّم إلى الحرص على استهلاك المراهق لكل الأصناف وعدم تركيزه على صنف دون الآخر.

أما الوجبات الخفيفة فيجب أن يتم تناولها من أصناف صحية مثل الفاكهة والمكسرات، مع ضرورة تجنب استهلاك الأطعمة الجاهزة والمصنعة والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة والمقرمشات كرقائق الشيبس.

لا يرتبط نمط الحياة الصحي بالوجبات وأصناف الطعام المتناولة فقط، وإنما يرتبط كذلك بسلوكيات صحية يجب اتباعها لنمو سليم وصحي، مثل تجنب السهر والحرص على النوم الكافي ليلاً لمدة 8-10 ساعات متواصلة، وكذلك تروية الجسم بالسوائل بكمية كافية للحفاظ على توازنه، وتنظيم مواعيد الوجبات لبرمجة الجسم وعمليات الأيض فيه هي المسؤولة عن البناء والهدم.

كيفية تجنب المشاكل الصحية المرتبطة بالتغذية في مرحلة المراهقة، وكيفية التغلب عليها في حال حدوثها

إن الحرص على تغذية صحية وسليمة والتزام المراهق نمط الحياة الصحي في مرحلة المراهقة يضمنان عدم حدوث أي مشاكل صحية مرتبطة بالتغذية في هذه المرحلة، حيث إن الكفاية والتنوع يؤديان إلى حصول الجسم على احتياجاته من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية كافة.

أما في حال حدوث المشاكل الصحية المرتبطة بالتغذية، فيجب اتباع أسس علمية تغذوياً وطبياً لعلاجها دون اللجوء إلى العشوائية، فمثلاً في حال معاناة المراهق من الوزن الزائد أو السمنة في مرحلة المراهقة فيجب اللجوء إلى استشارة المختص حول كيفية علاج هذه المشكلة دون التأثير على النمو، وهذه تعتبر من أهم النقاط التي يجب تسليط الضوء عليها نظراً لرواج لجوء المراهق إلى طرق غير صحية لعلاج السمنة، مثل اتباع الحميات الشائعة أو الحميات القاسية التي لا بد أن تؤثر على النمو السليم، وتظهر تأثيراتها في الحاضر أو المستقبل كمشاكل صحية تحتاج إلى تدخل طبي وتغذوي.

اقرأ أيضاً:

علاج السمنة والنحافة في مرحلة المراهقة هام جداً، وقد أثبتت الدراسات ارتباط السمنة والنحافة في هذه المرحلة بمعاناة الأفراد من السمنة والنحافة بعد مرحلة البلوغ، إضافة إلى زيادة احتمالية معاناتهم من مشاكل صحية كالأمراض المزمنة.

من الهام جداً عند ظهور أي أعراض لدى المراهق مثل قصر القامة غير المرتبط وراثياً، أو مشاكل في الدورة الشهرية لدى الإناث، أو أعراض مثل الخمول الحركي والدوخة والغثيان والإرهاق وضعف التركيز، أن يتم عرضه على الطبيب لإجراء فحوصات ترتبط بالأعراض الظاهرة على المراهق، فقد يشير الخمول الحركي مثلاً إلى فقر الدم، وتشير مشاكل الدورة الشهرية وعدم انتظامها إلى خلل هرموني معين.

التغذية الصحية والسليمة في مرحلة المراهقة ذات أهمية كبيرة جداً، وتعد المؤثر الأكبر على الصحة في المراحل العمرية اللاحقة، ولهذا يجب الحرص على اتباع أسس علمية وثوابت تغذوية تم إثباتها في الدراسات العلمية المختلفة.

العديد من المشاكل الصحية في مرحلة المراهقة ترتبط بالتغذية وتنتج غالباً من السلوك التغذوي غير الصحي والنمط الغذائي العشوائي للمراهق (Getty Images)
للمراهق في هذه المرحلة احتياجات غذائية هامة وضرورية للحفاظ على نمو سليم، وتجنب المشاكل الصحية التي قد ترتبط بالسلوك الغذائي العشوائي (Getty Images)
TRT عربي
الأكثر تداولاً