مشاريع ضخمة.. ماذا تعرف عن خريطة طريق تركيا لعام 2053؟ (Others)
تابعنا

في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء أعلن الرئيس أردوغان أن الخطة الرئيسية للنقل واللوجستيات دخلت حيز التنفيذ لتحقيق رؤية 2053، والتي تتصادف مع الذكرى الـ600 لفتح مدينة إسطنبول.

وفي مجمل تصريحاته، قال أردوغان: "من المتوقع أن يصل حجم التجارة العالمية، والذي يبلغ اليوم حوالي 12 مليار طن، إلى 25 مليار طن في عام 2023 و95 مليار طن في عام 2050. ومن المتوقع أيضاً أن يتضاعف الطلب على النقل عالمياً في عام 2025. ولهذا فإن الخطوات المهمة التي اتخذتها بلادنا في مجال النقل في العشرين عاماً الماضية، ستجعل من تركيا القوة اللوجستية العظمى في جغرافيا واسعة".

وخلال الـ20 عاماً الماضية التي تسلم فيها حزب العدالة والتنمية زمام السلطة في تركيا، زادت شبكة الطرق المقسمة من 6 آلاف و101 كيلومتر إلى 28 ألفاً و647 كيلومتراً، وزادت معها شبكة الطرق السريعة من ألف و714 كيلومتراً إلى 3 آلاف و633 كيلومتراً بفضل الاستثمارات التي نفذتها حكومات العدالة والتنمية المتعاقبة.

رؤية تركيا اللوجستية لعام 2053

وفي معرض حديثه خلال حفل إطلاق "رؤية 2053 للنقل" (Transportation 2053 Vision)، قال وزير النقل والبنية التحتية عادل قرة إسماعيل أوغلو: "عندما نصل إلى 2053، سنزيد شبكة الطرق المقسمة إلى 38 ألفاً و60 كيلومتراً وشبكة الطرق السريعة لدينا إلى 8 آلاف و325 كيلومتراً".

وفي نطاق الخطة الرئيسية للنقل والخدمات اللوجستية، سينفَّذ عديد من المشاريع الضخمة خلال الـ30 عاماً القادمة. ومن الأهداف الرئيسية في هذه الخطة زيادة مستوى خدمة الطرق إلى الحد الأقصى، إذ ستهدف المشاريع المستقبلية إلى إنشاء شبكات نقل "غير منقطعة ومريحة".

ومن المتوقع أن تلبي هذه الاستثمارات الطلب المتنامي بشكل آمن ومريح وفي الوقت المناسب، وذلك من خلال نقل الركاب والبضائع في تركيا التي ينمو اقتصادها ويزدهر مع تأثير اقتصادات السوق، وعبرها إلى القارات الثلاث التي تتوسطهم (آسيا وأوروبا وأفريقيا).

خطط طموحة

وأوضح قرة إسماعيل أوغلو أن الخطوات والاستراتيجيات اللازمة لإنشاء قطاع لوجستي تنافسي في نقل البضائع طُرحت مع خطة تهدف إلى تقديم أفضل البدائل لنقل الركاب من خلال النظر في جميع وسائط النقل بنهج متكامل، وقال إنهم يركزون على النقل واللوجستيات والرقمنة.

ولفت أيضاً إلى أنهم سيعملون على زيادة الوصول العادل إلى خدمات النقل وتحسين جودة البنية التحتية ورفعها إلى أعلى مستوى، الأمر الذي يضمن خفض التكاليف بما لا يؤثر عكسياً على الكفاءة والإنتاجية في النقل والخدمات اللوجستية.

وبالإضافة إلى الاعتماد على المركبات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة، والتي تعتبر ركيزة أساسية في رؤية الطموحة بين عامي 2025 و2030، يجري التخطيط أيضاً لزيادة حصة نقل الركاب عبر خطوط السكك الحديدية في تركيا من 0.96% إلى 6.20%، وزيادة حصة نقل البضائع من 5.08% إلى 21.93%، فضلاً عن رفع عدد الولايات التي لديها وصلات قطار فائق السرعة من 8 إلى 52.

تركيا تتحول لمركز لوجستي ضخم

أكد وزير النقل التركي على أن عملية التجديد هذه تركز على التنمية الشاملة في مجالات النقل والاتصالات وتهدف إلى دمج العالم مع تركيا، حيث قال: "سنضمن النزاهة في أنشطة النقل والخدمات اللوجستية من أجل أن نصبح رواداً عالميين في مجال النقل والخدمات اللوجستية".

وفيما تخطط الولايات المتحدة لبناء بنية تحتية بقيمة 2 تريليون دولار والصين بنحو 590 مليون دولار، كشفت تركيا عن خططها الطموحة التي ستجعل منها بلا منازع مركزاً لوجستياً مهماً في قارات العالم القديم. ولفت أردوغان إلى أن تركيا دولة قطعت شوطاً طويلاً بالفعل في هذا الصدد باستثماراتها البالغة 172 مليار دولار في 5 قطاعات رئيسية من 2003 إلى نهاية 2021.

وإلى جانب مشاريع الطرق والسكك الحديدية والمطارات، أشار أردوغان إلى أن المواني تكتسب أهمية متزايدة من حيث تكامل وسائط النقل وخاصة في ربط ممرات النقل الدولية. وقال: "لهذا الغرض، سنزيد عدد المواني لدينا من 217 حالياً، إلى 255 في عام 2053. ومن ناحية أخرى، فإن مشروع "قناة إسطنبول" له أهمية حاسمة من حيث للحد من حركة السفن في مضيق البوسفور وزيادة قوة بلدنا من منطلق موقعها الجغرافي السياسي".

TRT عربي