مع ازدياد الطلب عليها بعد الكارثة.. كيف تُجرى اختبارات مقاومة الزلازل في تركيا؟ (Others)
تابعنا

مباشرة عقب عاصفة الزلازل التي ضربت 11 ولاية جنوب شرقي تركيا يوم السادس من فبراير/شباط الجاري والتي خلفت دماراً هائلاً على رقعة جغرافية هائلة وأودت بحياة أكثر من 41 ألف شخص، بدأ معظم المواطنين الذين يعيشون في المباني القديمة يتساءلون عما إذا كانت مبانيهم سليمة ومقاومة للزلازل.

وعليه اتجه المواطنون بعديد من ولايات تركيا، وبالأخص تلك التي تقع قرب الصدوع الزلزالية كإسطنبول وإزمير، إلى شركات التفتيش والتقييم المختصة، بالإضافة إلى البلديات ومؤسسات الدولة لإجراء اختبار متانة مبانيهم ضد الزلازل.

فيما تشير الإحصائيات الأخيرة إلى زيادة بنسبة 100% بعدد طلبات الحصول على خدمة التقييم التي بدورها تكشف عن العناصر التي يمكن أن تحدث أضراراً هيكلية عند وقوع الزلزال. إذن كيف تجري هذه الاختبارات؟ وكيف يفحص الخبراء مقاومة المباني للزلازل؟ إليكم الحكاية كاملة بهذا التقرير.

ما خصائص المبنى المقاوم للزلازل؟

من أجل الحصول على مبنى مقاوم للزلازل لا يجب انتظار انتهاء أعمال البناء للتحقق من ذلك، بل يجب أن يبدأ ذلك منذ مرحلة التصميم، لا سيما أنه توجد معايير يجريها المهندس على تصميماته ليجعلها منيعة قدر الإمكان ضد الزلازل. كما يجب تحليل الأرض التي سيُبنى عليها المبنى جيداً، وبدء البناء وفق ذلك.

يجب أيضاً بناء المباني الأقل بعدد الطوابق في المناطق الأخطر، وإيلاء اهتمام خاص للأعمدة والعوارض.

فيما تتمثل الخطوة الثانية في التأكد من جودة المواد المستخدمة بتشييد المبنى، حيث يجب عدم التفكير في تقليص مصاريف بناء الهيكل الإنشائي الأساسي وتخصيصها لأعمال الديكور، بل يجب استخدام مواد عالية الجودة.

100% زيادة في طلبات التقييم

يمكن للمواطنين الذين يعتقدون أن بناءهم محفوف بالمخاطر أو يرغبون في معرفة ما إذا كان مقاوماً للزلازل أن يتقدموا إلى مؤسسات ومنظمات تحددها وزارة البيئة والتطوير العمراني وإجراء الاختبار. فعلى الموقع الإلكتروني للوزارة، توجد بلديات وغرف مهنية ومؤسسات عامة وجامعات ومؤسسات وشركات خاصة يمكن التقدم إليها للحصول على تقرير تقييم المخاطر.

يمكن إصدار تقرير تقييم المخاطر في وقت قصير، بخاصة بعد عملية الفرز من قبل البلديات وفقط عن طريق أخذ عينات من الخرسانة. ومع ذلك توجد حاجة إلى مزيد وقت لإجراء مسح تفصيلي، حيث تؤخذ قياسات وعينات من أجزاء مختلفة من المبنى لإخضاعها لعمليات وفحوصات مختلفة.

من جانبه قال رئيس جمعية تقوية الزلازل (DEGÜDER) سنان توركان إن على المكاتب الهندسية وشركات فحص المباني والمختبرات طلباً كبيراً، لا سيما بإسطنبول. وأضاف: "توجد زيادة بنسبة أكثر من 100% مقارنة بما نفعله. أظهر هذا الزلزال أيضاً عدم ثقة بالمباني التي شُيدت بعد عام 2000. الكل متردد بشأن المبنى الذي يعيشون فيه".

كيف تُجرى اختبارات مقاومة المباني للزلازل؟

لمعرفة ما إذا كان المبنى الذي تعيش فيه مقاوماً للزلازل يمكنك إجراء اختبار أساسي يسمى اختبار قوة المبنى، وهو الطريقة المستخدمة والأكثر فاعلية لقياس مقاومة المبنى للزلازل، إذ يقيم الخبراء الهيكل الإنشائي للمبنى من خلال فحص الحالة العامة للمبنى وتحليل الأرض وقرب المبنى من خطوط الصدع بالتفصيل. أخيراً تؤخذ عينات أسطوانية من الخرسانة باستخدام آلات الحفر.

من المهم للغاية أن تجرى الاختبارات من فرق مرخصة وفقاً للوائح الزلازل التي من خلالها يقيم الخبراء البناء على بعض المعايير.

ومعبراً عن أن أحد المعايير جودة الخرسانة قال توركان: "الحديد الكافي وجودته هما المعيار الثاني. أما الأساسات فهي المعيار الثالث. في ضوء كل هذا فإن التثبيت الصحيح لنظام البناء في الوقت المحدد هو بمثابة المعيار الرابع. من الضروري أن يكون لديك معرفة وخبرة هندسية لتقييم كل هذه المعايير معاً".

ووفقاً لتفاصيل مشروع "اكتشاف المباني" التابع لبلدية إسطنبول، فإن تحديد متانة المبنى يجري على النحو التالي: بادئ ذي بدء، من الضروري التقدم بطلب لتحديد متانة المبنى. يكفي أن يتقدم شخص بمفرده ليختبر مبنى، فالأغلبية غير مطلوبة.

تُجمع المعلومات التفصيلية باستخدام الطريقة المسماة "المسح السريع". بعد ذلك يجري تقييم لبيانات المسح، ورسم مخططات المبنى بأخذ قياسات الأعمدة والعوارض والأساسات، فضلاً عن الارتفاعات والمساحة.

في بعض الحالات تُزال طبقة الجص وتقاس صلابة الخرسانة بمطرقة مخصصة لفحص صلابة الخرسانة.

بعد ذلك يجري تحديد معدل الأمان من الزلازل لكل مبنى، والكشف عما إذا كانت المباني معرضة لخطر الزلازل.

TRT عربي