FBI أطلق مذكرة بحث بحق المستثمرة البلغارية روجا إغناتوفا لتكون الوجه النسائي الوحيد في لائحته لأكثر 10 أشخاص مطلوبين (Others)
تابعنا

أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI مذكرة بحث بحق المستثمرة البلغارية روجا إغناتوفا، لتكون الوجه النسائي الوحيد في لائحته الـ10 أشخاص الأكثر مطلوبية، وذلك بعد إدانتها بجرائم الاحتيال المالي باستخدام العملات المشفرة، والتآمر بغرض الاحتيال وتبييض الأموال.

وكانت إغناتوفا قد اختفت عن الأنظار منذ 2019، بعد أن بلغت حصيلة احتيالاتها 4 مليار دولار، كما يرجح أن تكون قد أجرت عمليات تجميل لتغيير ملامحها. فيما تعد هذه العمليات، وفق مختصين، أحد أكبر مخططات الاحتيال الدولية.

أكبر مخطط احتيال دولي

منذ 2017 وتحقيقات الـFBI تلاحق إغناتوفا، فيما تعود أطوار القصة إلى ثلاث سنوات قبلها، في 2014، حين أسست شركتها للتسويق الهرمي للعملات الإلكترونية "Onecoin".

وعمدت إغناتوفا من أجل الترويج لعملتها الجديدة، إلى إطلاق حملة إعلانية واسعة تضمنت حفلات صاخبة ولقاءات جماهرية، دائماً ما كانت تردد خلالها شعار: "في الغد لن يصبح هنالك بيتكوين"، في إشارة إلى طموح عملتها في التفوق على العملة المشفرة الأعلى سعراً في السوق. كما نجحت المحتالة البلغارية في إقناع عدد من الأفراد والمؤسسات الموثوقة للاستثمار في مشروعها، ما عزز مصداقيته.

هذه الخطة التسويقية المحكمة، جعلت الإقبال على "Onecoin" يتضاعف، وأصبحت إحدى العملات الأكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين كي يضعوا أموالهم فيها. إضافة إلى هذا، ساهم السعر المرتفع نسبياً للعملة عند أول إخضاع للتداول، في زيادة جاذبيتها أيضاً، بحيث أصبح المستثمرون يرون فيها منافسة "بيتكوين" المستقبلية.

وحددت إغناتوفا ثلاثة عروض استثمار في عملتها؛ تبدأ من 140 يورو بالنسبة لعرض المبتدئين، ثم 5 آلاف يورو للعرض المتوسط، و118 ألف يورو للعرض الأكبر، بيد أن الحقيقة أن العملات التي يجري تداولها بهذه الأموال مزيفة تماماً، كون "Onecoin" لا تعتمد على تعدينها عبر سلاسل تشفير كالعملات المشفّرة الأخرى، وبهذا اكتملت عناصر عملية الاحتيال.

ويُقدّر عدد الأشخاص الذين استثمروا أموالهم في "Onecoin" بنحو 3 ملايين شخص، فيما تبلغ حصيلة عائدات روجا إغناتوفا من هذه العملية 4 مليارات دولار تقريباً، حسب مكتب التحقيقات الأمريكي.

تاريخ طويل في الاحتيال

وُلِدت إغناتوفا عام 1980، بمدينة روسه شمال شرقي بلغاريا، لعائلة من أصول غجرية، وانتقلت مطلع التسعينيات، برفقة عائلتها، إلى ألمانيا. ومن أهم إنجازاتها الأكاديمية والمهنية، أنها حصلت على دكتوراه في القانون الدولي الخاص، وعملت لدى مجموعة ماكنزي المالية الدولية.

وليست قضية "Onecoin" عملية الاحتيال الأولى التي تدان فيها إغناتوفا، إذ إن المحكمة الألمانية أدانتها عام 2012 بالتهم نفسها، بعد أن استحوذت هي ووالدها على إحدى الشركات التي أعلنت إفلاسها بعد ذلك بوقت قصير في ظروف مريبة.

وفي 2014، شاركت إغناتوفا في عملية احتيال دولي واسعة ومتعددة المستويات، شملت التسويق الهرمي لعملة "Bigcoin"، قبل أن تطلق في السنة نفسها مشروعها الخاص "Onecoin"، الذي جنت منه أموالاً طائلة.

وإثر إعلان المحكمة الأمريكية إدانتها بتهم الاحتيال والتآمر وتبييض الأموال، كانت آخر مرة تُرصد فيها إغناتوفا خلال ركوبها طائرة متوجهة من صوفيا إلى أثينا، لتختفي بعد ذلك عن الأنظار.

TRT عربي