المناطق التي تتحدث التركية (Nature) (Others)
تابعنا

وفقاً للمقال الذي نُشر في مجلة (Nature) العلمية ذائعة الصيت والتي تعد واحدة من أبرز الدوريات العلمية في العالم العلمي، ذكر باحثون أن دراساتهم الجينية والأثرية على لغات عائلة اللغة الألطية وصلت إلى نتيجة مفادها أن عائلة اللغات هذه قد استخدمها المزارعون الذين عاشوا في "وادي لياو"، فيما يُعرف الآن بالصين، منذ 9 آلاف عام.

وتتفرع اللغة التركية التي يتحدث بها نحو 3% من سكان المعمورة من عائلة اللغات الأورالية-الألطية، التي تُنسب إلى جبل "ألطاي" في آسيا الوسطى. وتعتمد 5 دول أخرى إلى جانب تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية، اللغات التركية ولهجاتها لغةً رسميةً لها، هي أذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وقرغيزيا وكازاخستان.

وحسب دراسة أخرى أعدها رئيس جمعية اللغة التركية (TDK) السابق، شُكرو خالوق أقالين، عام 2008، جاء فيها أنه من بين إجمالي 6 آلاف و912 لغة متحدَث بها حول العالم، تعد التركية من بين أكثر 5 لغات استخداماً في العالم.

9 آلاف عام على التحدث بالتركية

حسب المعلومات الواردة في المقال الذي نشرته مجلة "نيتشر"، يمكن القول إن التركية قد تحدث لها في مناطق شاسعة شمال شرق آسيا منذ نحو 9 آلاف عام.

وفحصت الدراسة الأعمار "الشائعة" للغات المتفرعة من عائلة اللغة "الألطية" وسبب انفصالها عن بعضها البعض، وذلك بناءً على دراسة الأسماء المعطاة للمنتجات الزراعية مثل بعض الأدوات والفواكه والخضراوات في العصر البرونزي والعصر الحجري الحديث.

ولم تعتمد الدراسة على دراسة الهياكل النحوية المشتركة وكلمات اللغات التي تنتمي إلى عائلة واحدة فقط، بل اعتمدت أيضاً على دراسة الأدوات المستخدمة في الحياة العملية حينها، بالإضافة إلى استخدام أسماء منتجات الحبوب كمعيار رئيسي أثناء الانتقال من العصر البرونزي إلى العصر الزراعي.

واعتماداً على أحدث الأساليب المستخدمة في دراسة علم وجذور اللغات مؤخراً، درست أسماء النباتات باللغات التركية واليابانية والكورية واللغات الألطية الأخرى وقربها وبُعدها عن بعضها البعض من حيث الصوت والبنية، وخلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن اللغة التركية التي تعود أصولها إلى عصر الثقافة الشفوية وقد جرى ترقيتها منذ العصور القديمة.

ما المقصود بـ "عائلة اللغة"؟

يطلق مصطلح "عائلة اللغة" على مجموعة اللغات التي لها نفس السمات النمطية من نماذج ونماذج نحوية. على الرغم من أن هذه التغييرات قد حدثت بمرور الوقت لأسباب مختلفة مثل الثقافة والجغرافيا والتاريخ ، إلا أنها في الواقع كانت لها بنية مشتركة في قرون مضت أو حتى آلاف السنين، كما هو حال اللغة التركية اليوم.

فعلى سبيل المثال، اللغات التي تنتمي إلى عائلات مثل عائلة اللغة الهندو-أوروبية وعائلة اللغة الألطية وعائلة اللغة السامية، كانت لغة واحدة في الماضي قبل أن تصبح لغات مستقلة من خلال إجراء تغييرات في الصوت والبنية بمرور الوقت، لكنها لا تزال تحمل الآثار اللغوية نفسها حتى يومنا الحالي في إشارة إلى السلف المشترك في العصور القديمة.

وإذا أخذنا كلمة (door) كمثال في عائلة اللغات الهندو أوروبية، نجد أن الكلمة مشتقة من كلمة (dhwer) التي تعني الباب في لغة بروتو الهندو-أوروبية، وتطورت في اللغات الأوروبية الحالية لتصبح (Tür) بالألمانية و(door) بالإنجليزية و(der) بالفرنسية.

إلى أي عائلة لغوية تنتمي اللغة التركية؟

تنتمي اللغة التركية إلى عائلة اللغات الألطية. والأعضاء الآخرون في هذه العائلة هم اللغة المنغولية ولغة مانشو-تونغوسيان واللغة الكورية، بالإضافة اللغة اليابانية.

وفي عصور ما قبل التاريخ، وإلى جانب اللغات التي تنتمي إلى عائلة اللغة الألطية، جاورت اللغة التركية اللغات الصينية والأورالية في الشمال فضلاً عن لغات الإسكيمو.

وخلال الفترات التاريخية المعروفة، دخلت اللغة التركية في علاقات لغوية مع الصينية والهندية والتبتية وحتى اليونانية منذ القرن الثامن الميلادي. وعقب قدوم الأتراك إلى إيران وآسيا الصغرى بعد القرن العاشر، كان التأثير اللغوي الأعظم مع اللغتين الفارسية والعربية.

وفي العصر العثماني، كانت اللغة التركية من أكثر اللغات حظواً بأكبر قدر من التفاعل الثقافي حول العالم، نظراً للرقعة الجغرافية الواسعة وتنوع الشعوب واللغات التي شملتها مظلة الحكم العثماني حينها، حيث تبادلات الكلمات أيضاً مع لغات مثل الإيطالية واليونانية واللاتينية والهنغارية.

وفي وقتنا الحالي، يسهل التحدث وفهم اللغة التركية في دول مجلس التعاون التركي (الدول الناطقة باللغات التركية)، مثل كازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وطاجكستان وتركمانستان وقرغيزيا، بالإضافة إلى القبائل التركية في منغوليا وأقلية الأويغور في الصين، وذلك لأن الاختلافات بين هذه اللغات أصغر بكثير من أوجه التشابه الوثيقة بينهما.

TRT عربي