من دولة مستوردة للطاقة إلى مصدرة.. تعرّف رحلة الاكتشافات النفطية في تركيا (Others)
تابعنا

خلال كلمة ألقاها الرئيس أردوغان الثلاثاء خلال مراسم افتتاح مجموعة من المشاريع بولاية قونية وسط البلاد، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن كشف نفطي بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ألف برميل يومياً في جودي غابار (منطقة جبلية) بولاية شرناق جنوب شرقي البلاد.

وقال أردوغان: "أطلقنا اسم مدرّستنا الشهيدة آيبوكه يالجين التي قتلها تنظيم PKK الإرهابي بطريقة شنيعة على الحقل النفطي المكتشف في جبل غابار". ولفت إلى أن تركيا ستتمكن من رفع القدرة الإنتاجية إلى 100 ألف برميل نفط يومياً خلال حفر 100 بئر بالمنطقة. وذكر أردوغان أن الحقل الذي فيه بئر "آيبوكه يالجين-1" سينتج وحده أكثر من كل آبار النفط بتركيا وأن النفط المكتشف عالي الجودة ويقع على بعد 20 كيلومتراً من قضاء جزرا بولاية شرناق.

وأردف أردوغان قائلاً: "سنتخذ خطوة جديدة نحو اكتفاء بلادنا ذاتياً بالطاقة مع إنتاج يصل إلى 180 ألف برميل نفطي يومياً من حقل الشهيدة آيبوكه يالجين-1". مؤكداً في الوقت عينه أن "تركيا بعد الآن ستصبح دولة مصدّرة للطاقة".

احتياطات مليارية

بدءاً من نهاية عام 2022، تمتلك تركيا ملياراً و205 ملايين و926 ألفاً و331 طناً من احتياطيات النفط الجوفي، 239 مليوناً و639 ألف طن من هذه الاحتياطيات يمكن استخراجها. يبلغ الإنتاج التراكمي 169 مليوناً و829 طناً من أصل 912 طناً، أما الكمية المتبقية من النفط القابل للإنتاج فهي 70 مليوناً و829 ألفاً و89 طناً.

وفقاً للنتائج الحالية ارتفع إنتاج النفط الخام السنوي الذي بلغ 2.9 مليون طن عام 1999، إلى 3 ملايين و583 ألف طن بنهاية عام 2022.

وبينما توجد حقول النفط في أديامان وباتمان وديار بكر وسيرت وشانلي أورفة وماردين في تركيا، تتواصل أعمال التنقيب في الأرض والبحر، زاد إنتاج تركيا، التي لا تزال قادرة على إنتاج نحو سُبع احتياجاتها بشكل كبير على مرّ السنين. السبب الأكثر أهمية وراء اكتشاف كميات أقل من النفط في تركيا مقارنة بالدول المجاورة هو أن الرواسب أعمق بسبب الخصائص الجغرافية.

رحلة الاكتشافات النفطية في تركيا

تمّ حفر أول بئر نفط داخل حدود تركيا في منطقة جنجن بالإسكندرون في عام 1890. وفي عام 1940 عُثر على النفط في بئر رامان 1 في باتمان. بين عامي 1934 و1955، حُفر ما يقرب من 100 ألف متر والعثور على 95 استكشافاً.

وفي عام 2022 نفّذ 421 ألفاً و408 أمتار من أعمال الحفر في 191 عملاً استكشافياً وبينما كُشف عن النفط في 49 بئراً أُنتج في 65 بئراً.

وبدءاً من نهاية عام 2022 هناك ما مجموعه 5532 بئراً في تركيا وسجل حفر وصل إلى 10 ملايين و534 ألفاً و898 متر حفر، أُنتج ما مجموعه 3 ملايين و886 ألف طن من النفط في ألفين و236 من هذه الآبار.

ووفقاً للأرقام التي نشرها موقع TRT Haber ثلاثة آلاف و407 بئراً من إجمالي الآبار في تركيا مملوكة لمؤسسة البترول التركية (TPAO)، و104 آبار للمديرية العامة لأبحاث واستكشاف المعادن (MTA)، بالإضافة إلى 346 بئراً لشركات محلية و1304 آبار لشركات أجنبية و371 لشركاء محليين وأجانب.

الاستقلال الطاقي

النسبة الكبرى من إمدادات الطاقة التي تستخدمها تركيا على شكل غاز طبيعي ونفط يُستورد بشكل من الخارج. هذا الوضع بطبيعة الحال يخلق مخاطر جدية على أمن الإمدادات لتركيا وله أيضاً تأثير سلبي في فاتورة استيراد الطاقة التي تُعتبر من أبرز أسباب العجز في الميزان التجاري التركي.

ولضمان أمن الطاقة لديها بذلت تركيا في السنوات الأخيرة جهوداً جبارة من أجل الاستفادة القصوى من مواردها الخاصة في الغاز الطبيعي والنفط كما هو الحال في الرياح والشمس. وفي هذا السياق، كما هو معروف، بُنيَ أسطول سفن التنقيب والحفر التركية، وباشرت تركيا أعمال استكشاف واسعة في البر والبحر، والتي تمخّض عنها استكشاف 710 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، إذ تستعد تركيا لضخها في شبكة الغاز الطبيعي خلال الأيام المقبلة.

وإلى جانب القفزات النوعية في مجال استكشاف الغاز الطبيعي والاستفادة القصوى من مصادر الطاقة المتجددة والنووية، أحرزت تركيا تقدُّماً كبيراً على صعيد النفط أيضاً، فقد زادت تركيا عدد عمليات الحفر في السنوات الأخيرة، ونرى أنها تتبع استراتيجية محلية جادَّة، من الكيماويات المستخدمة في الحفر إلى المعدات. ومع تزايد عمليات البحث هذه في تركيا ظهرت اكتشافات جادة مؤخراً.


TRT عربي