من مكسيكو إلى انتصار قطر… تعرف أبرز إجازات أسود الأطلس في المونديال / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

نجح المنتخب المغربي يوم الأحد في حصد فوز ثمين على حساب غريمه البلجيكي، المصنف الثاني عالمياً، برسم دور المجموعات لمونديال قطر 2022. وهو الفوز الأول لأسود الأطلس في كأس العالم منذ 24 عاماً، بعد تغلبهم على منتخب اسكتلندا في مونديال فرنسا 1998.

ويقرّب هذا الفوز الأخير كتيبة المدرب وليد الركراكي من تكرار الإنجاز التاريخي الذي حققه أسلافهم في مكسيكو 86، والتأهل للدور الثاني أول فريق عربي وإفريقي يحقق ذلك الإنجاز. ليكون فصلاً جديداً في مسار النجاحات المغربية في المسابقة العالمية، رغم فترات الفراغ الطويلة التي تخللت عدداً من مشاركاتهم السابقة فيها.

خطوة أخرى نحو دور 16

وحسم المنتخب المغربي المباراة أمام نظيره البلجيكي في الجولة الثانية من مباريات المجموعة السادسة بهدفَين نظيفَين، ليحصد النقاط الثلاث ويحتل المركز الثاني في مجموعته. وسجل الهدف الأول للمغاربة المدافع غانم سايس بعد ضربة ثابتة بأقدام زميله عبد الحميد الصابري.

وأتى الهدف الثاني في الدقيقة 90 من عمر المباراة، بعد انسلال اللاعب حكيم زياش من بين خطوط الدفاع البلجيكية، ثم مررها لزميله زكريا أبو خلال، الذي أسكنها في شباك الحرس المخضرم تيبو كورتوا.

وعمت فرحة عارمة في عموم الجماهير المغربية التي حضرت المقابلة بملعب الثمامة، إذ قُدر عددها بـ43 ألفاً و738 مشجعاً. كما خرج الآلاف للاحتفال بشوارع المملكة، حاملين الرايات الوطنية ومرددين أهازيج النصر.

وفي معرض تعليقه على المباراة، قال مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي: "كانت لدينا الرغبة اليوم في أن نعيش مثل المنتخبات العريقة، ونعرف كيف نجتاز الدور الأول". قبل أن يطلب من لاعبيه مزيداً من "الروح القتالية" في المباراة القادمة أمام كندا، التي سيحسم فيها مسار التأهل للدور الثاني.

هذا ويحل المنتخب المغربي ثانياً في ترتيب المجموعة السادسة، بعد هزيمة المنتخب الكندي أمام كرواتيا، برباعية لواحد. وعلى المغاربة أن يهزموا بدورهم الكنديين، لتفادي السقوط في حسابات المباراة الثانية بين بلجيكا وكرواتيا.

تأهل لولا مباراة البرازيل!

ويعد انتصار "ملحمة الثمامة" أول انتصار للمنتخب المغربي في كأس العالم منذ 24 عاماً. ويرجع آخر انتصار للمغاربة لمونديال فرنسا 98، على المنتخب الاسكتلندي وقتها، بأقدام اللاعبين صلاح الدين بصير وعبد الجليل حدة.

وأسقطت قرعة تلك النسخة من المونديال المنتخب المغربي في المجموعة الأولى، إلى جانب كل من البرازيل والنرويج واسكتلندا. وفي مباراته الأولى نجح أسود الأطلس في حصد تعادل ثمين ضد النرويج، ثم انهزموا في المباراة الثانية أمام منتخب البرازيل، وفعلوا كل ما كان يلزم الفوز في المباراة الثالثة.

وكاد المغاربة أن يتأهلوا إلى ثمن نهائي تلك الدورة، لولا فوز النرويج على البرازيل الذي حرمهم تلك الفرحة، ما أصاب الجمهور المغربي بخيبة كبيرة. وتحدث عديدون وجود مؤامرة ضد المغرب في تلك المباراة، إذ سمح البرازيليون، الذي كان فريقهم يضم نجوم العالم، للنرويجيين بالفوز والتأهل.

"ملحمة" مكسيكو 86

كانت دورة مكسيكو 86 المشاركة المونديالية الثانية للمنتخب المغربي، بعد أولى كانت عام 1970، خرج بها خاسراً في كل مبارياته في الدور الأول. وبالتالي كان عزم الكتيبة المغربية عدم تكرار سيناريو سابقاتها، وتحقيق إنجاز التأهل أول فريق عربي وإفريقي لدور الثمن النهائي.

وضعت القرعة المنتخب المغربي في المجموعة السادسة أمام أسماء عالمية كبرى، كإنجلترا وبولندا والبرتغال، وبالتالي لم يكن أحد يراهن عليه في تحقيق الفوز. وفي هذا الصدد حكى المدرب مهدي فاريا: "لم يكن أحد يرشح المغرب خلال المراحل الإقصائية أو المراحل النهائية، وهو بكل صراحة ما كنت أرغب فيه، أي أن تكون خارج الترشيحات وتفاجئ الجميع بتحقيق الفوز".

نجح المنتخب المغربي في الحفاظ على شباكه نظيفة خلال المباراتين الأولى والثانية، فحصد تعادلين سلبيين ثمينين مع إنجلترا وبولندا. خلالهما سطع نجم الحارس بادو الزاكي الذي كان الجدار المنيع أمام هجمات نجوم مثل البريطانيين مارك هاتيلي وبراين روبنسون.

في المباراة الثالثة أمام البرتغال كشَّر أسود الأطلس عن أنيابهم، فنجحت في تسجيل هدفين خلال الشوط الأول بقدم المهاجم عبد الرزاق خيري. وأضاف اللاعب عبد الكريم ميري الملقب "كريمو"، الهدف الثالث في الدقيقة 62. لتنتهي المباراة بفوز المغاربة بثلاث أهداف لواحد، وضمانهم بطاقة العبور إلى الدور التالي من المونديال.

ووفقاً لما صرَّح به المحلل الرياضي الجزائري زكريا حبشي في حديثه لـTRT عربي فقد "كان أسود الأطلس أبرز مفاجأة في مونديال مكسيكو 86، إذ لا أحد كان يرشحهم للفوز على البرتغال والتعادل مع المنتخب الإنجليزي والبولندي، حتى عند ملاقاتهم ألمانيا (بطلة العالم في نسخة 78) في الدور الثاني لم يخسروا أمامها بسهولة".

وهذا راجع، حسب حبشي، إلى "التركيبة البشرية التي تمتع بها المنتخب المغربي، بأسماء كعزيز بودربالة وكريمو وعبد الرزاق خيري، الذين منحوا كل قوتهم للدفاع عن قميصهم الوطني، والحارس الكبير بادو الزاكي الذي لم يسجل عليه طوال الدورة سوى هدفَين".

في الدور الثاني قابل المنتخب المغربي نظيره من ألمانيا الغربية التي كانت فازت بكأس العالم عام 1974، ورغم ذاك قدم اللاعبون المغاربة مباراة قوية كادوا أن يحسموا الفوز فيها أكثر من مرة، لولا هدف لوثار ماتيوس في الدقيقة 88 من عمر المباراة، الذي أنهى مسيرة المغاربة في ذلك المونديال.

TRT عربي