هل اكتشفت حياة على كواكب أخرى؟ (المصدر: hpe) (Others)
تابعنا

وفقاً لصحيفة ديلي ميل البريطانية، قررت إدارة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) أنها ستوظف 24 من علماء اللاهوت للمشاركة في البرنامج في مركز البحوث اللاهوتية بجامعة برينستون (CTI) في نيوجيرسي، والذي منحته 1.1 مليون دولار في عام 2014.

وفي مفارقة عجيبة، ستلجأ الوكالة الأمريكية التي جل موظفيها وعلمائها من الملحدين واللا أدريين إلى رجال الدين، وذلك لمساعدتها في تقييم رد فعل البشر إذا عُثر على حياة فضائية على كواكب أخرى، وكيف يمكن أن يؤثر هذا الاكتشاف على إيمان الناس من مختلف الأديان.

وبينما يعتقد حوالي ثلث الأمريكيين بوجود كائنات فضائية، كشف عالم الفلك دافيد وينتروب في كتابه الدين والحياة خارج كوكب الأرض، عن نتائج استطلاع أظهر أن 55% من الملحدين يؤمنون بوجود الكائنات الفضائية، يليهم 44% من المسلمين، وقرابة 37% من اليهود.

ناسا تكثف مهامها الاستكشافية

بدأت ناسا حقبة جديدة في مهام البحث عن حياة في الفضاء الخارجي، وذلك عقب إطلاق تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، الذي يُقال إنه أقوى تلسكوب اُطلق في الفضاء في 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري من ميناء الفضاء الأوروبي في غيانا الفرنسية بالتعاون مع وكالتي الفضاء الأوروبية والكندية.

والمشروع العملاق الذي استغرق إنشاؤه 25 سنة وبلغت تكلفته نحو 10 مليارات دولار، هو أداة من الجيل التالي مصمّمة للغوص في الكون، مع قدرات تفوق قدرات "هابل" الموجود حالياً في الفضاء وتكمّلها. فيما يتوقع العلماء أن يساعد "جيمس" بسد فجوة عمرها 300 مليون سنة، والاقتراب أكثر في الوقت نحو الانفجار العظيم، اللحظة التي تشكّل فيها الكون قبل 13.8 مليار سنة، وفقاً للمدير المساعد لمديرية المهام العلمية في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" توماس زوربوشن.

يُذكر أن "هابل" كان قد كشف عن ألغاز عمرها 13.4 مليار سنة، والتي تمثّلت في سلسلة متكتلة من مجرة تعد حالياً أقدم وأبعد جسم رُصد على الإطلاق.

هل توجد حياة في الفضاء؟

على مر العقود الماضية ظل الباحثون يبحثون عن علامات تأكد وجود حياة أو حتى حضارات خارج كوكب الأرض، وذلك من خلال الكثير من الأبحاث والمهمات الفضائية التي لا تزال مستمرة في اكتشاف المزيد من الكواكب الخارجية المؤهلة لاستضافة حياة من نوع ما، لكن دون جدوى حتى الآن (على حد معرفتنا نحن).

ومع ذلك، فإن الصور والاكتشافات القادمة من المريخ، وبالأخص الصور التي أرسلتها مركبة "برسفيرنس" التابعة لناسا، تُشير إلى إمكانية وجود حياة قبل 3.7 مليار سنة في "فوهة جيزيرو" التي كانت مليئة بالماء في ذلك الوقت، ووفقاً لصحيفة "تلغراف" البريطانية.

وكما ذُكِر فإن مبادرات اكتشاف حياة في الفضاء الخارجي كثيرة ومتنوعة بين المهام الحكومية والمبادرات المدعومة من القطاع الخاص، والتي يأتي على رأسها مبادرة Breakthrough Listen الممولة من رجل الأعمال الروسي جوري ميلنر، وهي أكبر برنامج بحث علمي على الإطلاق للبحث عن أدلة على وجود حضارات خارج الأرض من خلال أكبر مشروع للتنصت في أرجاء مجرة درب التبانة.

ما قول الأديان؟

كاهن وعالم اللاهوت الحاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية من جامعة كامبريدج، أندرو دافيسون، هو من بين 24 من علماء اللاهوت الذين ستوظفهم ناسا. كتب ديفيدسون في مدونة على موقع جامعة كامبريدج: "التقاليد الدينية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على موقف الناس، ستكون التقاليد الدينية عاملاً مهماً في كيفية تصرف البشرية في التحقق من صحة هذا النوع من الحياة في أي مكان آخر". وأضاف: "تشير العديد من التعاليم في الديانات المختلفة إلى إمكانية الحياة في الفضاء الخارجي".

ومن ناحية أخرى، دافيسون ليس اللاهوتي الوحيد الذي لا يعتقد أن فكرة وجود كائنات خارج الأرض مستحيلة. دويليا دي ميلو، عالمة الفلك وأستاذة الفيزياء في الجامعة الكاثوليكية، أشارت هي الأخرى إلى إنه كان هناك العديد من طلاب اللاهوت الذين غالباً ما طرحوا أسئلة نظرية حول الحياة الذكية في الكون. وقال ميلو: "لا يوجد شيء يقول غير ذلك. إذا كنا نتاج الخلق، فلماذا لا توجد حياة على الكواكب الأخرى أيضاً. لا يوجد شيء يقول غير ذلك".

ومع ذلك، لا يتفق جميع اللاهوتيين مع فكرة الحياة على الكواكب الأخرى. فعندما سُئل عما إذا كانت هناك حياة خارج الأرض، في مقابلة أجريت عام 2008، قال ألبرت موهلر، رئيس المدرسة اللاهوتية المعمدانية الجنوبية: "الإجابة لا، إنها تخمينية للغاية. ليس لدينا سبب للاعتقاد بوجود قصة أخرى في الفضاء".

تجدر الإشارة إلى أن الدين الإسلامي لا يعارض فكرة وجود حياة في الفضاء الخارجي، فالكثير من علماء الإسلام يرون أنه يمكن أن يكون في السماء مخلوقات الله أعلم بكيفيتها وعددها، تماماً كمخلوقات الأرض التي لا يعلم عددها إلا الله.

TRT عربي
الأكثر تداولاً