نالت ثقة بوتين مرة أخرى.. تعرف إلفيرا نابيولينا حارسة الخزينة الروسية (Shamil Zhumatov/Reuters)
تابعنا

اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على مجلس الدوما التمديد لمحافظة البنك المركزي إلفيرا نابولينيا، لولاية ثالثة.

وحسب ما أفاد به المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، فإن الرئيس الروسي "يقدر تقديراً عالياً عمل نابيولينا على رأس البنك المركزي الروسي، ويعتبر أن ترشيحها للمرة الثالثة هو استمرار منطقي لذلك."

فيما يعتقد بعض الخبراء والمحللين لدى الدوائر المالية العالمية، أن قرار التمديد لنابيولينا بولاية جديدة في مثل هذه الظروف التي تمر بها روسيا بأزمة اقتصادية قاسية، قد يعصف بالمنجزات التي أحرزتها خلال السنوات الماضية، وتمكنت فيها من لفت انتباه الكثيرين، وحازت خلالها على ثقة بوتين والكرملين، باعتبارها المخلصة من الأزمات المالية.

ويتساءل البعض الآخر، عما إذا كانت رئيسة البنك المركزي التي بدت شاحبة في آخر لقاء لها عقب بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا وإعلان حزمة العقوبات الاقتصادية الغربية، قادرة هذه المرة أيضاً على إنقاذ الاقتصاد الروسي من التهاوي.

إلفيرا نابيولينا.. أكثر النساء نفوذاً في العالم

تنحدر أصول إلفيرا نابيولينا البالغة من العمر 58 عاماً، من عائلة روسية بسيطة في مدينة أوفا عاصمة جمهورية بشكيريا الواقعة غربي روسيا.

وقد انخرطت نابيولينا، خريجة كلية الاقتصاد، عن عمر يافع في الحزب الشيوعي. وعملت في اتحاد العلوم والصناعة في الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، قبل أن تنضم لاحقاً إلى وزارة الاقتصاد حيث دعمت الإصلاحات التي جرى إطلاقها في ظل رئاسة بوريس يلتسين، وعينت وزيرة للتنمية الاقتصادية عام 2000.

وفي عام 2013، عينها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسة البنك المركزي، خلفاً لسيرغي إغناتيف، الذي ترأسه في الفترة الممتدة بين عامي 2002 و 2013، لتصبح بذلك أول امرأة ترأس بنكاً مركزياً ضمن مجموعة "الثماني".

وفي سبتمبر/أيلول 2013 حصل البنك المركزي على صلاحيات المنظم الضخم للسوق المالية ودمج الخدمة الفدرالية للأسواق المالية في هيكله.

وفي يونيو/حزيران 2017، صوّت مجلس الدوما على تمديد صلاحيات إلفيرا نابيولينا لرئاسة البنك المركزي الروسي لمدة خمس سنوات أخرى، أي أن فترة ولايتها الحالية التي كان من المقرر أن تنتهي في يونيو/حزيران من هذا العام، قبل أن يقترح بوتين تجديد ولايتها للمرة الثالثة.

وأثنى على المصرفية الروسية، العديد من الشخصيات والخبراء والمسؤولين في الدوائر المالية المحلية والأجنبية، لما أبدته من حنكة وتفوق في إدارة الأزمات المالية المتلاحقة التي مرت بها موسكو.

وفازت نابيولينا بجميع عناوين الصحف المالية العالمية في عامي 2015 و2017، كما أدرجتها مجلة فوربيس عدة مرات في تصنيف أقوى 100 امرأة العالم، ووصفت بكونها أكثر نساء العالم نفوذاً.

نابيولينا.. حارسة الخزانة الروسية

يعتبر خبراء ماليون، أن روسيا تدين لنابولينيا جزئيا بالفضل في الخروج من الأزمة المالية التي مرت بها عقب العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، إثر إعلانها ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.

حيث تمكنت من تثبيت قيمة الروبل، خلال سنوات قليلة وتخزين احتياطات نقدية كبيرة، كما نجحت في خفض التضخم إلى مستويات منخفضة تاريخياً. وأغلقت المصارف الأكثر تورطاً في غسل الأموال، وواجهت الصناعيين الذين طالبوا بالإمعان في خفض معدلات الفائدة من أجل تمويل مشاريعهم، غير عابئين بالتضخم، وعمدت إلى سياسات تهدف إلى الحفاظ على القدرة الشرائية للأسر.

وأثنت عليها في ذلك الوقت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد لطريقة إدارتها للأزمة.

ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن ورائه الكرملين، يعولون اليوم بتجديدهم الثقة في نابولينيا، على أن تنجح المصرفية البارزة مجدداً في مواجهة الأزمة المالية الحالية التي تعصف بالاقتصاد الروسي.

وقد أصدرت نابولينيا يوم 28 فبراير/شباط الماضي، أي بعد أيام من فرض العقوبات الغربية على موسكو، قراراً برفع سعر الفائدة الرئيسي من 9.5% إلى 20%، كما فرضت إجراءات صارمة على شراء العملات الأجنبية لوقف سقوط الروبل وأبقت بورصة موسكو مغلقة لمنع انهيارها.

وفي هذا السياق يعتقد كثير من المراقبين، أن الأزمة الحالية ربما تعصف بإنجازات نابولينيا، وتصبح بمثابة الانتكاسة لمسيرة حافلة من النجاحات. حيث إنه من المفترض أن تواجه موجة التضخم وتنجح في تأمين رصيد مريح من العملة الصعبة، في ظروف معقدة جداً، يشتد فيها الخناق على موسكو يوماً بعد يوم.

TRT عربي