عمران خان يتهم واشنطن بالوقوف وراء محاولة المعارضة لإسقاط حكومته. (AA)
تابعنا

في بداية مارس/آذار الماضي احتشد آلاف من أنصار حزب الشعب الباكستاني المعارض، الذي أسسه الرئيس الباكستاني الراحل ذو الفقار بوتو وخلفته لاحقاً في رئاسته ابنته بينظير التي اغتيلت عام 2007، للمطالبة بتنحي رئيس الوزراء عمران خان الذي يتهمونه بسوء إدارة الاقتصاد وانعدام الحكم الرشيد في السياسة الخارجية.

وبينما يقول خان إن تصويت حجب الثقة كان جزءاً من مؤامرة تقودها الولايات المتحدة للإطاحة به من السلطة، تقدمت المعارضة بدورها بالتماس إلى المحكمة العليا في البلاد للفصل في دستورية خطوة المنع تلك. وكان مقرَّراً أن تفصل المحكمة العليا الباكستانية في دستورية خطوة إلغاء التصويت على حجب الثقة اليوم الاثنين، لكنْ تَقرَّر إرجاء ذلك إلى الثلاثاء.

اللافت في الأمر أن من يقود تحالف المعارضة للإطاحة بخان هو حزب الشعب الباكستاني بقيادة بيلاوال بوتو، حفيد رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو، الذي أعدمه الجيش يوم 4 إبريل/نيسان 1979 بعد محاكمة مثيرة للجدل لموافقته على اغتيال سياسي معارض في خطوة اعتبرها البعض بدفعٍ من القائد العسكري محمد ضياء الحقّ.

محاولة لخلع عمران خان

قاد حزب الشعب الباكستاني، الذي أسسه ذو الفقار علي بوتو عام 1967 بتكاتف عدد من القادة اليساريين البارزين في البلاد، تحالف أحزاب المعارضة للمطالبة بجلسة برلمانية لحجب الثقة عن رئيس الوزراء الحالي عمران خان بعد أن اتهمته بعدم القدرة على معالجة ملفَّي الاقتصاد والسياسة الخارجية.

في المقابل اتهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الولايات المتحدة بدعم محاولة عزله لتغيير النظام، وقال إن محاولة تغيير النظام في باكستان تدخُّل سافر من واشنطن في سياسة البلاد الداخلية.

وفي خطوة غير متوقعة، منع أعضاء في حركة الإنصاف الباكستانية (الحزب السياسي الحاكم) إجراء تصويت لحجب الثقة عن خان، قبل أن يحلّوا البرلمان ويطالبوا بانتخابات مبكرة خلال 90 يوماً.

مَن عمران خان؟

وُلد عمران خان نيازي في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب في باكستان لعائلة تنحدر من جذور أفغانية. بعد إكماله دراسته في كلية أتشيسون المتوسطة بمدينة لاهور، سافر إلى إنجلترا لمتابعة دراسته العليا في جامعة أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد، التي تَخرَّج فيها عام 1975.

بدأت شهرة عمران خان كلاعب كريكت دولي في سبعينيات القرن الماضي، إذ يُعتبر من أفضل لاعبي الكريكت الباكستانيين على الإطلاق، كما يُنسب إليه الفضل في قيادة باكستان إلى أول لقب لكأس العالم للكريكيت عام 1992.

إلى جانب براعته في الكريكيت والعمل الخيري الذي ساهم في إقامة عديد من المشاريع التي ساعدت على تطوير المجالات الصحية والتعليمية في بلاده، أسس خان عام 1996 حزب حركة الإنصاف الباكستانية، وهو الحزب الذي ارتفع شأنه وازدادت شعبيته منذ سنة 2011 بتأثير الثورات العربية لتضاهي الحزبَيْن السياسيَّيْن التقليديَّين، وحقّق أغلبية في الانتخابات العامة الباكستانية سنة 2018، جاعلاً من عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني 22.

إعدام ذو الفقار بوتو

في أعقاب الهزيمة التي تلقتها باكستان أمام الهند في حرب عام 1971، وما نتج عنها من انفصال باكستان الشرقية تحت مسمى بنغلادش، استقال الرئيس الباكستاني آنذاك أغا محمد يحيى خان من منصبه، ليتولى الحكم من بعده ذو الفقار علي بوتو الذي فاز حزبه بأغلبية الأصوات في باكستان الغربية في أثناء الانتخابات البرلمانية التي كانت جرت في ديسمبر/كانون الأول 1970.

فور تولّيه الحكم قرار انسحاب بلاده من الكومنولث بعد اعتراف بريطانيا والدول الغربية بدولة بنغلاديش الجديدة، واتخذ عدة إجراءات هامة لتحديث الصناعة الباكستانية عموماً، بالإضافة إلى تأسيس برنامج القنبلة الذرية الباكستاني الذي بسببه بات يُعرف باسم "أبو برنامج الردع النووي".

وبعد أن أقرت الجمعية الوطنية دستوراً جديداً للبلاد عام 1973، أصبح بوتو رئيساً للوزراء، واستمر في منصبه حتى الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال ضياء الحق عام 1977، والذي على أثره قُبض على بوتو وأُودعَ السجن لمدة 18 شهراً قبل إعدامه شنقاً يوم 4 إبريل/نيسان 1979 على الرغم من الوساطات الإسلامية والدولية للإفراج عنه.

TRT عربي