منظومة صواريخ "هيمارس" (M142) المتنقلة عالية الدقة التي سترسلها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا  (AA)
تابعنا

في تغريدة نشرتها في 26 مايو/أيار 2022، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية: "هذا ما تبدو عليه أكبر وأروع حرب في القرن الحادي والعشرين. أوكرانيا مستعدة للرد، ولتفعل ذلك نحتاج إلى راجمات صواريخ MLRS التي يمتلكها الناتو في الحال!".

وفي الوقت الذي تشدد فيه روسيا قبضتها على سيفير ودونيتسك، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية مايو/أيار أن الولايات المتحدة سترسل أنظمة صواريخ متطورة إلى أوكرانيا. السلاح الجديد هو نظام صواريخ الإطلاق المتعدد "هيمارس" (Himars) المعروف أيضاً باسم (MLRS)، وهو منظومة متنقلة يمكنها إطلاق عدة صواريخ دقيقة التوجيه في وقت واحد.

فيما قال البنتاغون إنه سيرسل شحنة أولى من أربعة أنظمة مدفعية عالية الحركة من طراز (M142) "هيمارس"، موجودة حالياً في أوروبا. وتقول التقارير الواردة أيضاً إن ألمانيا وبريطانيا من المرجح أن تزودا أوكرانيا بابن عم المنظومة الأكبر، نظام إطلاق الصواريخ المتعددة (M270)، الذي يطلق نفس عائلة الصواريخ.

منظومة "هيمارس"

أنتجت أنظمة صواريخ "هيمارس" (Himars)، وهي أحد أهم أجزاء القوة النارية غير المباشرة للقوات البرية الأمريكية، شركة Lockheed Martin كإصدار حديث من نظام (M270 Multi Barrel Rocket Launcher System)، الذي ثُبّت على المركبات العسكرية المتعاقبة التي طُوّرت في السبعينيات.

وفي حين أن مدى مدافع "الهاوتزر" التي زودتها بها أمريكا حتى الآن يبلغ 38 كيلومتراً، فإن أنظمة "هيمارس"، التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، ستوفر القدرة الدفاعية للجنود في المقدمة في منطقة أوسع بمدى 80 كيلومتراً.

فيما تحتوي أنظمة "هيمارس" على جراب يحمل 6 صواريخ موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، يبلغ طولها 227 مم، ولكن هذه الأنظمة مجهزة أيضاً بجراب يحمل ذخيرة أنظمة الصواريخ التكتيكية للقوات البرية (ATTACMS)، التي لم تعطها الولايات المتحدة لأوكرانيا والتي يتجاوز مداها 300 كيلومتر.

يُذكر أن سعر وحدة "هيمارس" في مخزون الولايات المتحدة يبلغ نحو 5.1 مليون دولار، وتوجد خارج الولايات المتحدة في الأردن وسنغافورة والإمارات العربية المتحدة ورومانيا. كما أنها تحتاج إلى طاقم صغير فقط لإزالة جراب مستهلك وتحميل واحد جديد في دقائق، بلا مساعدة من مركباتٍ أخرى.

هل نشاهد صواريخ أمريكية في سماء روسيا؟

في المقالة التي كتبها لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قال بايدن: "إن الصواريخ المتطورة ستمكِّن الأوكرانيين من ضرب أهداف رئيسية بدقة أكبر في ساحة المعركة في أوكرانيا". وعاد وأكد أن الولايات المتحدة لن ترسل إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ يمكنها ضرب أهداف في عمق روسيا. لهذا تحديداً حدت الولايات المتحدة مدى الصواريخ التي تمنحها لأوكرانيا.

وحتى اللحظة تشير جميع التصريحات القادمة من الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى أن الجانب الأوكراني تعهد بعدم استخدام صواريخ هذه المنظومة لاستهداف الأراضي الروسية. فيما قالت مجلة (Economist) البريطانية إن المنظومة الصاروخية فائقة الدقة الأمريكية ستأتي ومعها شروط صارمة، كما لن تزود أمريكا القوات الأوكرانية بنظام الصواريخ التكتيكية الأكبر حجماً من طراز (ATACMS)، الذي يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر.

وعلى الرغم من أن المجلة قالت إن أوكرانيا وعدت بعدم إطلاق نيران هذه الأسلحة على الأراضي الروسية، وإن منظومة "هيمارس"ستتمركز على بُعد 80 كيلومتراً خارج نطاق المدفعية الروسية، فإن الصواريخ التكتيكية الممكن أن تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا بإمكانها نظرياً ضرب القواعد العسكرية والمطارات التي تستخدمها القوات الروسية لضرب الأهداف داخل أوكرانيا.

معارك مدفعية شرسة

بينما أعاد الجيش الروسي هيكلة عملياته في أوكرانيا ونقلها من حول كييف وخاركيف إلى معارك مدفعية فوق أرضي دونباس في الشرق، استغلت القوات الروسية قوتهم النارية وحوّلت المعارك إلى تكتيكات النيران غير المباشرة متوسطة المدى بدلاً من القوة البرية والجوية.

من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأنظمة ستغير مسار الحرب في شرق أوكرانيا، لكن تقييمات الخبراء تشير إلى أن بإمكانها أن تضعف الجيش الروسي بشدة وتبطئ تقدمه بشكل خطير، إذ يمكنها تعريض المدفعية الروسية للخطر، كما يمكنها تهديد مستودعات الإمداد الروسية، إذ يعتقد الغرب أن القوات الروسية تعاني مشكلاتٍ لوجستية، رغم مرور 4 أشهر على بدء الحرب.

وبينما يرى المحللون أن نظام هيمارس يمكن أن يكون "عامل تغيير" في الحرب، في وقتٍ يبدو فيه أن القوات الأوكرانية تكافح تحت نيران القوات الروسية، قال آخرون نقلت عنهم مجلة الـ"Economist" إن النظام الصاروخي لن يقلب الموازين فجأة، لأن القوات الأوكرانية ستحتاج إلى 3 أسابيع من التدريب، ناهيك بإرسال المنظومة بعد فوات الأوان إذا ما سيطر الروس على سيفير ودونيتسك.

TRT عربي