ولي عهد دولة الإمارات محمد بن زايد  (AFP)
تابعنا

وأثار خروج اللواء أحمد المسماري بزي عسكري في مؤتمر صحفي، متخذاً من العاصمة الإماراتية أبو ظبي منصة لزرع خطاب الكراهية والتحريض على قتل الليبيين، غضباً في الأوساط الرسمية بالعاصمة طرابلس.

خروج المسماري أكد وفق مسؤولين ومراقبين الدعم اللا محدود سياسياً وعسكرياً وإعلامياً الذي يقدمه النظام الحاكم في الإمارات من أجل نجاح مشروع حليفها في ليبيا الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقال سيالة في رسالته "نستنكر بشدة تصرف الإمارات الذي يعد دعماً للمعتدين على العاصمة وإعانة لهم على قتل الليبيين وموافقة على استمرار الدعم لارتكاب مزيد من الانتهاكات وجرائم الحرب".

ووصف سيالة موقف الإمارات بأنه دعم للانقلاب على الشرعية وخرق صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ إجراءاته لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وتنفيذ التزاماته السابقة أمام الشعب الليبي، ووضع المسؤولين والداعمين تحت طائلة القانون الدولي.

وقد استنكر المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق سماح الإمارات بأن تكون منصة عدائية على أراضيها لمليشيات حفتر المعتدية على طرابلس، بعقد أحمد المسماري مؤتمراً صحفياً أطلق من خلالها جملة من الترهات والافتراءات المصاغة بمفردات تحرض على الكراهية وسفك دماء الليبيين.

بينما ذهب المجلس الأعلى للدولة في بيانه إلى أبعد من ذلك، إذ اتهم الإمارات بضلوعها في تأجيج الحرب في ليبيا، مطالباً المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق باتخاذ الإجراءات الدبلوماسية للرد على هذا الخرق "السافر".

وتعد الإمارات الداعم الرئيسي منذ سنوات للواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، إذ أكدت لجنة الخبراء بمجلس الأمن الدولي خرق الإمارات أكثر من مرة منذ عام 2014 حظر التسليح المفروض على ليبيا منذ عام 2011، بإمداد قوات حفتر بالأسلحة المتطورة والمدرعات الإماراتية والطائرات المسيرة التي تستخدم حالياً في الحرب على طرابلس.

وعثرت قوات حكومة الوفاق نهاية يونيو/حزيران الماضي عند سيطرتها على مدينة غريان على أسلحة إماراتية متطورة داخل مقرات قوات حفتر، إضافة إلى اتهام حكومة الوفاق الإمارات بتزويد حفتر بطائرات مسيرة دون طيار لاستخدامها في الحرب على طرابلس.

وفي وقت سابق أعلنت مجلة تايم الأمريكية أن الإمارات أنشأت عام 2016 قاعدة عسكرية في مطار الخادم الذي يبعد حوالي 100 كلم عن مدينة بنغازي، تستخدم في تسيير طائرات دون طيار دعماً لمشروع حفتر.

وتعتبر الإمارات المتحدة ومصر والسعودية الدول الإقليمية الثلاث الرئيسية الداعمة لحفتر بالإضافة إلى فرنسا.

الإمارات أداة تخريبية

وأكد عضو المجلس الأعلى للدولة أحمد لنقي أن تدخُّل الإمارات في الشأن الليبي يقوض العملية السياسية في ليبيا ويؤدي إلى حالة عدم الاستقرار التي تشمل المنطقة العربية وتمتد إلى شمال إفريقيا ودول البحر المتوسط.

ويرى لنقي أن دولاً تستطيع تحجيم الدور الإماراتي في ليبيا، باعتبار أن مهمة الإمارات هو تفتيت البلدان العربية وإفشال ثورات الربيع العربي، إضافة إلى كون أبو ظبي غير مؤهلة لأي دور قيادي للأمة العربية حاضراً ومستقبلاً.

وأردف لنقي قائلاً لـTRT عربي "يجب إيقاف الدور التخريبي للإمارات في ليبيا وتغيير خطابنا السياسي تجاه الأحداث الجارية، والبحث عن حليف قوي لمواجهة مخططات حكام الإمارات".

وشدد لنقي على ضرورة مد اليد للبلدان العربية والإسلامية وحكومات العالم التي تؤمن بالديمقراطية ونظام الحكم المدني، والاستفادة من العلاقات التاريخية التي تربط ليبيا بدول العالم لوقف التدخل الإماراتي في شؤون ليبيا الداخلية، من أجل بناء الدولة الليبية المنشودة.

تأجيج الحرب بطرابلس

واستنكر عضو المجلس الأعلى للدولة كمال الجطلاوي بشدة سماح الإمارات للمتحدث باسم مليشيات حفتر بعقد مؤتمر صحفي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في دعوة واضحة للانقلاب على الشرعية وسفك الدم الليبي.

وتابع الجطلاوي لـTRT عربي "سلوك الإمارات السياسي مشين وهي تسعى للانقلاب على السلطات المعترف بها دولياً في طرابلس والانقلاب على المسار الديمقراطي".

وأوضح الجطلاوي أن البيانات التي وقّعت عليها الإمارات مؤخراً مع الدول الداعية للرجوع إلى العملية السياسية ودعم حكومة الوفاق تبين بشكل واضح زيف ادعاءاتها بدعم الحكومة الشرعية في طرابلس.

وقد أعلنت الإمارات في بيانين مشتركين مع أمريكا وأربع دول أوروبية خلال الحرب على طرابلس الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار ومساندة مبعوث بعثة الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم ومنع تسليم الأسلحة التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في ليبيا.

وطالب الجطلاوي المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بتوثيق اختراقات الإمارات واستنكار هذا الاصطفاف إلى جانب الجهات المعتدية والخارجة على الشرعية.

محتجون في طرابلس الليبية  (AP)
TRT عربي
الأكثر تداولاً