تابعنا
تتفاقم معاناة النازحين يوماً بعد يوم، بعدَ سبعة أشهر من بدء حفتر حربه على طرابلس، إذ اضطرت الكثير من العائلات إلى العيش داخل المدارس.

تزداد أعداد النازحين من مناطق الاشتباكات جنوب طرابلس بشكل مستمر بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بداية الاشتباكات وتصاعد حدة الحرب التي يشنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر لإسقاط حكومة الوفاق في طرابلس.

ووفرت حكومة الوفاق عشرات المقارّ لإقامة النازحين في طرابلس، بينها مدارس وبيوت طلابية ومعاهد، وبعض النازحين يسكن في أماكن مهجورة في مصانع، كما فتحت مدن أخرى غرب ليبيا مقارَّ لإيواء النازحين وشكّلَت البلديات لجاناً مختصَّة لمساعدة العائلات النازحة.

وتشير الإحصائيات الرسمية بوزارة النازحين والمهجَّرين إلى نزوح أكثر من 130 ألف مواطن من منازلهم من مناطق المواجهات المسلحة جنوب طرابلس منذ الرابع من أبريل الماضي، إلا أن أزمة النزوح تفاقمت أكثر في طرابلس بعد بدء العام الدراسي الجديد ومطالبة بعض الأهالي بالخروج من هذه المؤسسات التعليمية.

وتشرف بلديات وجمعيات خيرية ومؤسسات المجتمع المدني على إعانة النازحين من جنوب طرابلس بالتنسيق مع الوزارات المختصة لتوفير الدواء والغذاء والترفيه للأطفال وتسجيل الطلاب في مدارس قريبة عوضاً عن تلك الواقعة في مناطق الاشتباكات.

أين نذهب؟

"يريدون إخراجنا ولا مكان يؤوينا"، بهذه الكلمات بدأت نازحة تتحدث عن معاناتها مع عائلتها، إذ يريد بعض الأهالي والمعلمات إخراج النازحين من المدرسة.

وقالت النازحة التي رفضت الكشف عن اسمها خوفا من ملاحقتهاً: "نحن نعيش مع عائلات أخرى في مدرسة محمد الغنيمي بطرابلس، وقد تَهجَّمَت علينا معلمات وبعض أولياء الأمور وطلبوا منا مغادرة المقر، لكن أين نذهب؟".

وأوضحت النازحة أن العائلات النازحة الموجودة في المدرسة يناشدون المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق سرعة التدخل لإيجاد حلول عاجلة لهم لنقلهم إلى أمكنة أخرى تؤويهم، بخاصة مع ارتفاع حدة الاشتباكات جنوب طرابلس.

وأضافت في تصريحها لـTRT عربي: "الشتاء قادم على الأبواب، وين نمشو بصغارنا؟ حِسُّوا بينا، نحنا ليبيين".

وقد أعلن المشرفون على مدرسة محمد الغنيمي بطرابلس أن التعليم بالمدرسة سوف يبدأ لفترة مؤقتة في الفترة المسائية في مدرسة أخرى إلى حين خروج النازحين من المقر وإجراء صيانة جزئية بالمدرسة.

معاناة تتفاقم

وأكّد وزير شؤون النازحين بحكومة الوفاق يوسف جلالة أن أزمة النازحين تتفاقم كلما اشتدت الهجمات على المدنيين حول العاصمة طرابلس.

وقال جلالة لـTRT عربي: "أغلب النازحين موجودون في المؤسسات التعليمية، وندرس إيجاد أماكن بديلة للنازحين لإتاحة الفرصة أمام الطلبة للرجوع إلى مدارسهم مع بداية العام الدراسي الجديد".

وأوضح جلالة أن حكومة الوفاق تعمل على معالجة أوضاع النازحين عبر مساعدة البلديات المتضررة أكثر من النزوح منذ بداية الأزمة حيث تقدر الأموال الممنوحة بـ120 مليون دينار قُدّمت لنحو 64 بلدية.

وصرّح جلالة بأن حكومة الوفاق هي من يتحمل التكلفة المالية الباهظة جرَّاء تدمير بيوت المدنيين وإخراجهم من مساكنهم، مشيراً إلى أن الحكومة ستتحمل جبر الضرر للنازحين بعد انتهاء الحرب على طرابلس بعد تكليف لجان هندسية لحصر الأضرار في المباني والمسروقات.

نجونا من الموت

وأكّد المواطن حسن علي المقيم في البيوت الجامعية أن حدة الاشتباكات المسلحة أخرجته من منزله مع عائلته خوفاً من الموت في منطقة صلاح الدين جنوب طرابلس.

وأضاف علي لـTRT عربي: "خرجت مع أطفالي الثلاثة وزوجتي، ولم أعرف إلى أين أتجه في البداية، حتى أخبروني بأن في هذا المقر نازحين، فتوجهت إلى هنا حيث وجدت من ساعدنا لأعيش مع عائلتي مؤقَّتاً إلى أن تنتهي هذه الاشتباكات الدامية".

وأوضح علي أن بعض العائلات التي حاولت الرجوع إلى منازلها في مناطق قصفتها عشوائيّاً قوات حفتر، مما اضطرّ أعداداً أخرى إلى النزوح، مشيراً إلى أن القصف العشوائي أصبح الآن لا يفرّق بين المناطق والبيوت.

ويختتم قائلاً: "نحن لا نرغب في مساعدات من المجتمع الدولي، بل نريد أن نعيش في أمن واستقرار كما يعيش غيرنا، ومن شن هذه الحرب اللعينة عليه أن يوقفها لأننا سئمنا هذه الأحداث، في كل فترة ترجع الاشتباكات وننزح من بيوتنا خوفاً من القصف".

نازحون يستلمون مساعدات ومواد غذائية (TRT Arabi)
مدرسة للنازحين في طرابلس في انتظار إتاحة الفرصة أمام التلاميذ للعودة إلى مدارسهم في بداية العام المقبل (TRT Arabi)
نازحون يقفون في طوابير من أجل استلام مساعدات في طرابلس (TRT Arabi)
وفرت حكومة الوفاق عشرات المقارّ لإقامة النازحين في طرابلس، بينها مدارسوبيوت طلابية ومعاهد، (TRT Arabi)
TRT عربي