صورة تظهر مجموعة من الآليات العسكرية التابعة للجيش التركي في ضوء الاستعدادات لعملية عسكرية شمال شرق سوريا لإنشاء منطقة آمنة خالية من الإرهابيين  (AA)
تابعنا

أدى الصراع السوري القائم منذ سنوات إلى مقتل نصف مليون شخص، وأَجبر ملايين آخرين على النزوح من البلاد. وفي ظل انحياز القوى الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، إلى أطراف مختلفة في الحرب الأهلية الدموية، تُرِكَت تركيا للتعامل مع تدفق 3.5 مليون لاجئ سوري إلى جانب التهديد الدائم من الإرهابيين على حدودها.

أنفقت تركيا حتى الآن قرابة 40 مليار دولار على إسكان السوريين ورعايتهم، في حين لم تتلقَّ إلا الجزء اليسير من الدعم النقدي الذي وعدها المجتمع الدولي به.

وفي الوقت نفسه، حاربت تركيا المجموعات الإرهابية مثل تنظيم داعش الإرهابي، الذي شن هجمات مميتة داخل تركيا قبل ثلاث سنوات.

واضطرت أنقرة كذلك إلى القلق بشأن عناصر YPG الإرهابي، وهو الفرع السوري لتنظيم PKK الإرهابي الذي قتل عشرات الآلاف من الأشخاص في العقود الثلاثة الأخيرة.

يُصوِّر YPG الإرهابي، وهو جماعة ماركسية، نفسه بوصفه مُمثِّلاً للأكراد الذين يعيشون في سوريا. وقد حصل على دعم يشمل أسلحة من الولايات المتحدة بذريعة أنَّه يقاتل داعش.

لكنَّه استولى على مناطق ذات غالبية عربية كما هو الحال في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، وحكم السكان المحليين بقبضة من حديد، وكثيراً ما أجبر الأطفال على الانضمام إلى صفوفه.

إجراءات التنفيذ

تدفع تركيا منذ أربع سنوات بفكرة إقامة منطقة داخل سوريا يمكن إعادة توطين اللاجئين فيها. ويبدو الآن أنَّها تمضي قدماً أخيراً في خطة لتنفيذ ذلك.

إذ أعلنت الولايات المتحدة الأحد الماضي 6 أكتوبر/تشرين الأول، سحبها جنودها من المناطق الواقعة ضمن المنطقة الآمنة المُقتَرَحة، مُمهِّدةً بذلك الطريق أمام القوات التركية لطرد إرهابيي YPG من شمالي سوريا.

تمتد المنطقة الآمنة بطول 480 كيلومتراً على طول الحدود السورية وصولاً إلى الحدود السورية مع العراق. وتُعَد المنطقة الممتدة 30 كيلومتراً داخل سوريا هي المكان الذي تريد أنقرة فيه بناء منازل ومزارع لسكانها المحتملين.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي سبتمبر/أيلول، إنَّه تُمكن إعادة توطين الكثير من السوريين من البلدان الأخرى في حال توسيع المنطقة الآمنة وتقديم المجتمع الدولي المساعدة المالية.

وشنت تركيا بالفعل عمليتين في شمال شرقي سوريا، أدَّى كل منهما إلى مقتل الآلاف من مقاتلي داعش وساعد على عودة السكان المحليين إلى ديارهم.

لكن كانت هناك مخاوف من أنَّ توطين العرب السوريين في منطقة آمنة قد يؤدي إلى تغييرٍ في التركيبة السكانية في المناطق الكردية الواقعة ضمن المنطقة المحددة.

غير أن إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية، نفى هذه المزاعم في مقابلةٍ مع شبكة CNN الأمريكية. وقال "نحن لا نهاجم الأكراد".

وأضاف أنَّ وحدات YPG هي التي استولت على البلدات العربية بالقوة.

هذا الموضوع مترجم عن موقع TRT World.

TRT عربي
الأكثر تداولاً