نتنياهو يفشل في تشكيل الحكومة الإسرئيلية (AFP)
تابعنا

بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فشله في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، أبدى بيني غانتس زعيم المعارضة الإسرائيلية، رئيس حزب "أزرق أبيض" الوسطي، تفاؤله بقدرته على تشكيل حكومة وإنهاء الأزمة السياسية التي تمرّ بها إسرائيل منذ 10 أشهر بعد حل الكنيست نهاية العام الماضي.

المهلة الممنوحة لنتنياهو الذي أعاد التكليف إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، ومدتها 28 يوماً، كان من المقرر أن تنتهي الأربعاء، وسيكون أمام غانتس ذات المهلة لتشكيل الحكومة، غير قابلة للتمديد بموجب القانون الإسرائيلي، وفي حال فشله في تشكيلها يصبح من الممكن تكليف نتنياهو مجدداً، أما إذا فشل في النهاية في ضمان تأييد 61 عضو كنيست، فإن إسرائيل ستتوجه إلى انتخابات جديدة.

الخروج من المأزق

حصل حزب "أزرق أبيض" على 33 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي المكوَّن من 120 مقعداً، في الانتخابات التي جرت أواسط سبتمبر/أيلول الماضي، ولدى حلفاء غانتس 11 مقعداً إضافية في الكنيست: 6 لحزب العمل و5 للمعسكر الديمقراطي، وبذلك يلزمه 61 مقعداً في الكنيست من أجل تشكيل حكومة.

وللخروج من هذا المأزق عرض نتنياهو تشكيل حكومة وحدة، يتناوب على رئاستها مع غانتس، على أن تكون الولاية الأولى له، وهو ما رفضه الأخير الذي ينوي دعوة حزب الليكود أولاً للانضمام إلى حكومة يترأسها، وقال إنه سيجتمع لهذه الغاية مع نتنياهو، وسيوجّه الدعوة إلى القائمة المشتركة أيضاً، للمشاركة في المفاوضات الائتلافية، حسب ما كشفته مصادر في حزب "أزرق أبيض" لهيئة البث الإسرائيلية.

وقال نتنياهو في كلمة مصوَّرة عمَّمها على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه سعى لتشكيل حكومة وحدة واسعة، وبذل جهوداً لإجراء مفاوضات مع غانتس الذي رفض عدة مرات، مدّعياً أن "هذا ما يريده الشعب، وما تحتاج إليه إسرائيل".

وفي الوقت الذي لم يعارض فيه غانتس الجلوس في حكومة مع الليكود، يرفض وجود نتنياهو قبل تطهير نفسه من تهم الفساد التي تحوم حوله، لكن نتنياهو كان حذّر في المقابل من إمكانية تشكيل غانتس حكومة ضيّقة، تستند إلى تأييد القائمة العربية المشتركة التي لديها 13 مقعداً في الكنيست وحزب " إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان الذي لديه 8 مقاعد.

فشل متواصل ومشهد ضبابي

تقول وزيرة الثقافة الإسرائيلية السابقة ليمور ليفنات في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، إن "نتنياهو آثر إعادة المقعد إلى رئيس الدولة، لأنه كان يدرك جيداً أن الرئيس لن يسمح له بتمديد الفترة الممنوحة له لتشكيل الحكومة، وهي 28 يوماً، بسبب المشهد السياسي المعقد ولإدراك الرئيس أن نتنياهو لن ينجح في تشكيل الحكومة"، مشيرة إلى أن نتنياهو قرر أن يبادر بنفسه إلى إعادة المقعد بدلاً من رفض الرئيس.

وتضيف "كان نتنياهو يأمل أن يحدث ما قد يغيّر المشهد السياسي في إسرائيل، ما من شأنه أن يساعده على تشكيل الحكومة، ولكن ظنه خاب ولم يحصل أي شيء فاضطُرّ إلى إعادة المقعد".

وتشير إلى أنه سيكون من الصعب على غانتس أيضاً أن يشكّل الحكومة خلال 28 يوماً منحه إياها رئيس الدولة، ولن يستطيع تشكيل حكومة أقلية بالاستناد إلى 13 مقعدا تدعمه بها القائمة العربية المشتركة من الخارج، وستكون تلك حكومة ائتلافها مشكَّل من 44 مقعداً فحسب، وهذا لم يحدث في التاريخ من قبل ولا أظنّ أنه سيحدث وسيكون ناجحاً".

وتقول ليفنات: "أعتقد أننا نقف اليوم أمام المشهد نفسه الذي وقفنا أمامه في أبريل/نيسان الماضي عند حلّ الكنيست والدعوة إلى إعادة الانتخابات".

لكن ليفنات تعتقد أن الانتخابات القادمة في حال أعيدت لن تصبّ في صالح نتنياهو هذه المرة، إذ إن المعطيات كافة تشير إلى أنه سيحصل على عدد مقاعد أقل في الجولة القادمة".

وتضيف: "في الوقت الذي يسعى فيه بيني غانتس لتشكيل الحكومة، سيبدأ المستشار القضائي للحكومة مباحثات لتقييم نتائج التحقيق مع نتنياهو، ومن أجل اتخاذ قرار يتعلق بتقديم لوائح اتهام ضدّه، وهذا ما سيؤرّق نتنياهو بشدة، لأن من شأنه أن يعزّز قوة غانتس وفرص تشكيل الحكومة، لكنني اعتقد أن فرصة تشكيل الحكومة ما زالت ضئيلة جدّاً رغم ذلك".

وترى أن فرص الدعوة إلى انتخابات ثالثة باتت هي الأكثر قرباً للواقع الحالي، مضيفةً: "هذه الانتخابات قد تجري فعلاً، وعندما تجري لن يكون حل أيضاً سوى تشكيل حكومة وحدة وطنية".

TRT عربي - وكالات