تابعنا
تَشكَّل لواء نوبار أوزانيان الذي تديره أرمينيا تحت قيادة YPG، الجناح السوري لـPKK الإرهابي. ويشير بعض المصادر إلى أن أعضاءه ينتقلون إلى قره باغ المحتلة لمحاربة أذربيجان.

فمنذ الاشتباكات الأخيرة في النزاع على ناغورنو-قره باغ على أرضٍ تحتلها أرمينيا، أظهر عديد من الفاعلين السياسيين من روسيا إلى فرنسا وإيران دعمهم الضمني أو الصريح لأرمينيا.

ولكن إلى جانب الدول المعترف بها، يعتقد الخبراء أن يريفان عاصمة أرمينيا تتلقى مزيداً من الدعم ضد أذربيجان من بعض الجماعات الإرهابية، وعلى رأسهاPKK الإرهابي، الذي ارتبط منذ فترة طويلة بالجماعات الأرمينية المسلحة مثل الجيش السري الأرميني لتحرير أرمينيا، الذي اغتال دبلوماسيين أتراكاً خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في جميع أنحاء العالم.

ففي سوريا تعمل YPG، الجناح السوري لـPKK الإرهابي، بدعم أمريكي. وتستخدم عديداً من المليشيات المسلحة بما فيها لواء (أو كتيبة) نوبار أوزانيان، وهي جماعة يديرها الأرمن وترتبط بعلاقات قوية مع يريفان وعددٍ من أكثر الجماعات الشيوعية غير الشرعية تطرفاً في تركيا، مثل الحزب الشيوعي التركي للعمال والفلاحين.

وفي الآونة الأخيرة، أشار بعض التقارير إلى أن لواء نوبار أوزانيان قد ينتقل إلى منطقة قره باغ المحتلة لمحاربة القوات الحكومية الأذربيجانية، التي شنت عملية عسكرية لاستعادة الأراضي المحتلة من أرمينيا بعد استفزازات يريفان.

وإذا تحرك اللواء المرتبط بـPKK إلى منطقة قره باغ المحتلة لمحاربة القوات الأذربيجانية، فقد يثير ذلك رداً عسكرياً تركياً لمنع وصول الجماعة الإرهابية إلى منطقة حساسة أخرى.

فمنذ 2016، شنَّت تركيا عدة عمليات متتالية ضد مجموعات PKK/YPG الإرهابية في جميع أنحاء سوريا والعراق. ويراجع البرلمان التركي حالياً طلباً حكومياً جديداً لتمديد تفويضها لاستخدام القوات المسلحة التركية في شن عمليات عبر الحدود خلال 2021.

ما لواء نوبار أوزانيان؟

سُميت المليشيا، التي يبدو أنها تتخذ من مدينة القامشلي السورية قاعدةً لها حسب مصادر TRT، على اسم نوبار أوزانيان الأرميني الأصل الذي كان من القادة البارزين للحزب الشيوعي التركي للعمال والفلاحين، الحليف القديم لـPKK الإرهابي.

وقد تأسس كل من الحزب الشيوعي التركي للعمال والفلاحين وPKK الإرهابي، اللذان تعتبرهما تركيا من الجماعات الإرهابية، على الأراضي التركية. وشنت الجماعتان حملات إرهابية على مدى عقود ضد الدولة التركية، سببت مقتل عشرات الآلاف وخسائر مادية هائلة.

وفي 24 أبريل/نيسان 2019، تأسست المليشيا على يد الشيوعيين الأرمن الذين أرادوا إحياء ذكرى مقتل أوزانيان في أغسطس/آب عام 2017، في أثناء حصار مجموعات YPG الإرهابية لإرهابيي داعش في الرقة.

اقرأ أيضاً:

وبينما تدعي المجموعة اعتناقها آيديولوجيا ماركسية-لينينية، فقد تأسست خلال اجتماع بكنيسة مرزية في قرية تل كوران شمال سوريا.

ويُقِرّ نوبار ملكونيان، القائد الحالي للواء الذي يبدو صاحب علاقات قوية، بأن المليشيا تستقبل أعضاء أجانب من دول مختلفة.

إذ قال خلال مقابلة: "أشخاص من أرمينيا انضموا إلى الكتيبة [...]. على وجه الخصوص لدينا أشخاص يريدون الانضمام من حلب وإنجلترا وفرنسا وأمريكا. ونحن نرغب في تحويل مليشياتنا إلى لواءٍ أكبر".

مَن كان أوزانيان؟

كان أوزانيان مواطناً تركياً اسمه الحقيقي فيرمون سيراك، وُلد لعائلةٍ أرمينية في محافظة يوزغات وسط الأناضول عام 1956.

وخلال حياته حارب أوزانيان تحت لواء مجموعات ماركسية لينينية مختلفة في مواقع مختلفة من تونجلي الشرقية في تركيا إلى شمال سوريا ومنطقة قره باغ، حيث انضمّ إلى القوات الأرمينية المحتلة للقتال ضد القوات الأذربيجانية أوائل التسعينيات خلال حرب قره باغ.

أما آخر أنشطة أوزانيان فكانت تحت قيادة YPG الإرهابية، التي تسيطر على مساحة كبيرة في شمال سوريا بفضل دعم واشنطن، والانسحاب المتعمد لنظام الأسد من المنطقة.

ففي منتصف عام 2015 أصبح أحد قادة ما يسمى بتابور الحرية العالمي، وهي مجموعة مسلحة قاتلت تحت قيادة YPG، حيث جنّد ودرّب عديداً من القوميين، ومن بينهم أكراد وأرمن وعرب ويونانيون وكنديون وسردينيون وبلجيكيون وفرنسيون.

وخلال معظم حياته ظل أوزانيان تحت القيادة العامة للحزب الشيوعي التركي للعمال والفلاحين، باعتباره شخصيةً مؤثرة في عملية صنع القرار في الجماعة الإرهابية.

ويعتقد هامو موسكوفيان، الصحفي الأرميني المقيم في بيروت، أن عديداً من الجماعات الشيوعية غير الشرعية التركية الأصل -بما فيها الحزب الشيوعي التركي للعمال والفلاحين- هيمن عليها أعضاء من خلفيات أرمينية مثل أوزانيان.

إذ كتب موسكوفيان في إحدى أوراقه البحثية: "كوني مراسلاً، فقد أقمت علاقات وثيقة مع حزب اليسار الثوري، وحركة المسار الثوري، وحزب مسار حرب العصابات، والحزب الشيوعي التركي-اللينينيين، وحزب التحرر الشعبي الثوري، والحزب الشيوعي التركي للعمال والفلاحين (الحزب الشعبي التركي وحزب العمال والفلاحين الشيوعي التركي)، وPKK الإرهابي، وبعض المنظمات الأخرى التي كان عديد من أعضائها الأرمن غيّروا دينهم أو صاروا من الأكراد أو الأتراك".

هل ينتقل حزب العمال الكردستاني نفسه إلى منطقة قره باغ؟

وفقاً لمصادر أمنية تركية، تقول مؤشرات أخرى إن مئات من إرهابيي PKK/YPG ينتقلون حالياً إلى منطقة قره باغ المحتلة للقتال ضد القوات الأذربيجانية.

وقد أصدر وزير الدفاع التركي خلوصي آقار مؤخراً تحذيراً شديد اللهجة لأرمينيا من السماح لأي مرتزقة وإرهابيين أجانب بالعمل في أرمينيا ومنطقة قره باغ المحتلة.

إذ قال أقار: "على أرمينيا أن توقف هجماتها على الفور، وعليها إعادة المرتزقة والإرهابيين الذين أُحضروا من الخارج، ومغادرة المناطق المحتلة".

ويعتقد الخبراء أن PKK الإرهابي يستخدم الأراضي الإيرانية منذ فترة طويلة للوصول إلى أرمينيا لدعم العمليات العسكرية للبلاد.

فقد قال إسريف يالينكيليكلي، المحلل السياسي بشبكة Eurasia ومقرها موسكو، لـTRT: "من الحقائق المعروفة أن إيران سمحت على مدى سنوات لبعض أعضاء PKK الإرهابي باستخدام أراضيها للذهاب إلى أرمينيا [لدعم أهداف يريفان العسكرية]".

TRT عربي