تابعنا
يقف العراق على مفترق طرق، بينما تقوم إدارة ترمب بتحركاتٍ عسكرية عدائية ضد إيران، خليفة بغداد، وتجديد العقوبات الاقتصادية القاسية عليها.

قد يزعزع أي تصعيدٍ عسكري أجنبي على حدود العراق استقرار البلد الغني بالنفط والذي نجا من حربين أمريكيتين مدمرتين في عامي 1991 و2003، وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مساحاتٍ واسعة من أراضيه.

يجد العراق نفسه في موقف حرج، بعد قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجديد العقوبات الاقتصادية القاسية ضد إيران وإرساله تهديداتٍ مبطنة للقيادة الإيرانية.

يقول الناشط الكردي العراقي، محمد بهلوي، الذي شغل منصب مستشار نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي، إن "العراق لا يريد أن يقف مع إيران ضد الولايات المتحدة. يريد العراق أن يكون حيادياً تجاه الصراع الأمريكي-الإيراني".

كانت لطهران سطوةٌ هائلة على الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة منذ سحبت الولايات المتحدة قواتها من البلد الذي مزقته الحرب في عام 2011.

قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أحد مهندسي الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية الكبرى بما فيها الولايات المتحدة، بزيارة العراق آملاً بجرِّه إلى الجانب الإيراني.

حاول ظريف عقد لقاء مع آية الله علي السيستاني، وهو أعلى مرجعية شيعية في العراق ومواطنٌ إيراني، لكن السيستاني رفض مقابلته، في إشارةٍ إلى عدم ارتياح بغداد تجاه النفوذ الإيراني.

من جهته نشر ترمب مؤخراً مئات الجنود وأسطولاً بحرياً كبيراً في الخليج العربي في ما بدا أنه استعراضٌ للقوة.

عرض العراقُ الوساطة الدبلوماسية بين أمريكا وإيران لتهدئة التوترات، وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي "سأزور كلاً من طهران وواشنطن خلال الأيام القادمة للقاء كبار المسؤولين لمناقشة الوضع الإقليمي بغرض تحييد الأزمة السياسية الحالية".

لكن كلاً من طهران وواشنطن لم يردّا بالإيجاب بعد، حسب الناشط السياسي محمد بهلوي الذي قال قبل أن يغادر ظريف بغداد "لا نريد هذا النوع من الوساطة"، وأضاف بهلوي أن واشطن أيضاً حافظت على صمتها تجاه العرض العراقي.

إيران تريد اتفاقاً مع العراق

وقال بهلوي إن إيران التي تهدف لخلق تحالفٍ إقليمي تسعى أيضاً إلى اتفاق عدم اعتداءٍ مع العراق وحلفائها الآخرين في الشرق الأوسط.

وأضاف بهلوي "تريد إيران أيضاً أن تقنع حلفاءها باتفاقٍ سياسي مبني على فكرة أنه إن تمت مهاجمة أي من الحلفاء، فإن الحلفاء الآخرين سيهبّون لمساندته للوقوف ضد أي اعتداءٍ أمريكي".

لكن أمريكا كانت سريعةً في ثني خصمها السابق وحليفها الحالي عن التقرب إلى طهران. ففي زيارته الأخيرة إلى العراق، سعى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الحصول على تأكيداتٍ من نظرائه العراقيين أنهم "قادرون على حماية الأمريكيين في بلادهم بشكل فعال" وأنهم "يتفهمون أن هذه مسؤوليتهم".

لكن بالنسبة لبهلوي فإن رسالة بومبيو كانت مشوبةً بالتهديد أنه "إن تعاونتم مع إيران، فيمكن استهدافكم أنتم أيضاً".

وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، إلى اليمين، يجتمع مع نظيره الإيراني الزائر محمد جواد ظريف في وزارة الخارجية في بغداد (AFP)
TRT عربي - وكالات