تابعنا
مع ازدياد اهتمام وسائل الإعلام العالمية بالطائرات المسيّرة التركية، تناقلت وسائل إعلام أخرى حوادث التحطم المتكررة للمسيّرات الإسرائيلية، كان مخرجات التحقيق في تحطم طائرة مسيّرة من طراز (هيرمس900 HFE) أثناء اختبارها فوق صحراء النقب.

شهدت السنوات الأخيرة ازدياد وتيرة استخدام الطائرات المسيّرة في المجالات العسكرية من قبل القوات العسكرية حول العالم، وأصبحت من أكثر الأسلحة فعالية في مراقبة الأهداف الثابتة والمتحركة وتدميرها بدقة عالية وتكلفة منخفضة، فضلاً عن توفيرها الحماية للجنود والمعدات أثناء تنفيذهم لعمليات عسكرية على الأرض.

ومع ازدياد الطلب على هذه التقنية، سارعت البلدان المتقدمة في صناعة وتطوير نماذجها وطرازاتها الخاصة، الأمر الذي ساعد في زيادة حدة التنافس فيما بينها، ما دفعهم لسلك طرق مختلفة من أجل الخروج بأفضل المسيّرات قدرةً وأقل تكلفة.

وفي أقل من 15 عاماً، وبعد أن كانت تركيا تعتمد اعتماداً كلياً على المسيّرات التي تستوردها من أمريكا وإسرائيل، نجحت في شق طريقها لتصبح من بين الدول الخمس الكبرى الأكثر استخداماً وتصنيعاً لهذا النوع من الأسلحة، وأصبحت تنافس كلاً من أمريكا وإسرائيل في تصنيع وتصدير الطائرات المسيّرة المسلحة وغير المسلحة.

ومؤخراً، ومع ازدياد اهتمام وسائل الإعلام العالمية بالطائرات المسيّرة التركية والتغزل بقدراتها وإنجازاتها في أكثر من ساحة صراع دولية وإقليمية، تناقلت وسائل إعلام أخرى حوادث التحطم المتكررة للمسيّرات الإسرائيلية، كان آخرها الخبر الذي تناول مخرجات التحقيق في تحطم طائرة مسيّرة من طراز (هيرمس900 HFE) أثناء اختبارها فوق صحراء النقب، والتي كانت واحدة من ضمن 6 مسيّرات كان من المتوقع تسليمها إلى سويسرا عام 2019.

تحطم مسيّرة إسرائيلية كانت متوجهة إلى سويسرا

العام الماضي وتحديداً شهر أغسطس/آب، أُعلن عن تحطم كامل لطائرة مسيّرة من طراز (هيرمس 900 HFE) الإسرائيلية خلال رحلة تجريبية فوق صحراء النقب، وكانت الطائرة واحدة من أصل 6 طائرات كان الجيش السويسري قد وقع عقد شرائها مع شركة (Elbit Systems) عام 2015 بقرابة الـ 256 مليون دولار أمريكي، وذلك من أجل استخدامها لمراقبة حدود سويسرا والمساعدة في مكافحة الجريمة والتهريب والهجرة غير النظامية.

وفقاً للجيش السويسري، فقد أنهت الشركة المصنعة للطائرات المسيّرة الشهر الماضي تحقيقها في الحادث، وتوصلت إلى أن الرياح كانت السبب الرئيسي في تحطم الطائرة، وأفادت نتائج التحقيق بأنه خلال المناورة عالية السرعة حدث خلل في هيكل الطائرة جراء الذبذبات، الأمر الذي كان السبب في انفصال وحدة الذيل عن الهيكل ومن ثم الانهيار الكامل للهيكل.

وأدى حادث التحطم والتحقيق اللاحق تحت إشراف وزارة النقل الإسرائيلية إلى تأخير التسليم، الذي كان مقرراً أواخر عام 2019، ومن المرجح الآن أن يجري تسليم المسيّرات منتصف عام 2022 على أقرب تقدير، أي بعد ثلاث سنوات من الموعد المخطط له في البداية.

وأفادت القوات المسلحة السويسرية أثناء تعقيبها على حادث التحطم أنه "يجب على الشركة المصنعة للمسيّرات تحمل الضرر بالكامل، حيث إن الحادث وقع خلال الرحلة التجريبية التي كانت تجريها الشركة، الأمر الذي أدى إلى خسارة الطائرة بالكامل".

تحطم مسيّرات إسرائيلية فوق أفغانستان

في شهر مارس/آذار الماضي، أعلنت قيادة العمليات العسكرية الألمانية العاملة في أفغانستان عن تحطم طائرة مسيّرة من طراز "هيرون 1" الإسرائيلية شرقي مدينة مزار الشريف الأفغانية، ويعد حادث التحطم هذا الثاني من نوعه منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما جرى الإبلاغ عن حادثة تحطم مماثلة لطائرة مسيّرة من نفس النوع تابعة للجيش الألماني.

وتستخدم القوات المسلحة الألمانية المسيّرات الإسرائيلية في أفغانستان في مهام المراقبة والاستطلاع، ويذكر أن ألمانيا كانت قد وقعت عام 2018 على اتفاق لمدة 9 سنوات بقيمة تزيد عن نصف مليار دولار أمريكي لاستئجار طائرات استطلاع إسرائيلية مسيّرة قادرة على حمل صواريخ.

في السياق ذاته، وعلى مدار السنوات الماضية، أعلن أكثر من مرة عن تحطم طائرات مسيّرة إسرائيلية أثناء قيامها بمهمات مراقبة فوق لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية، فضلاً عن تحطمهم فوق الأجواء الإسرائيلية، وذلك بسبب أعطال فنية وتقنية بحسب ما أعلن عنه الجيش الإسرائيلي مراراً.

تفوق المسيّرات التركية

عقب عقود من الابتزاز الإسرائيلي والأمريكي لتركيا في موضع تزويدها بالطائرات المسيّرة بهدف استخدامها في الحرب على تنظيم PKK الإرهابي، باتت تركيا اليوم من أهم اللاعبين في سوق مصنعي المسيّرات ومستخدميها. وفي الوقت الذي رفضت به واشنطن أكثر من مرة بيع أنقرة طائرات مسيّرة بحجة عدم موافقة الكونغرس، رفضت إسرائيل إصلاح الطائرات التي كانت قد باعتها في السابق إلى أنقرة، فضلاً عن الحديث عن اختراق إسرائيلي لهذه المسيّرات ومشاركة معلوماتها مع تنظيم PKK الإرهابي.

وخلال فترة زمنية قصيرة نجحت تركيا باحتلال مكانة مرموقة في قائمة الدول المصنعة للمسيّرات العسكرية، حيث طورت الشركات التركية طرازات مختلفة من مسيّرات ذات قدرات حربية مميزة، مكنتها من لعب دور حاسم في أكثر من ساحة صراع، وتمتلك تركيا اليوم نوعين من الطائرات المسيّرة: طائرات مراقبة ويطلق عليها اختصار İHA، وطائرات مسلحة تُعرف بـ SİHA، فيما تنتج الشركات التركية المختصة بصناعات الطيران والفضاء أنواعاً مختلفة من المسيّرات، حيث تنتج شركة "توساش" نوعين مهمين هما "أنكا" و"أكسونغر"، فيما تنتج شركة "بايكار" كلاً من" بيرقدار تي بي2" و"بيرقدار-أقينجي".

وعقب النجاحات التي حققتها المسيّرات التركية في المعارك بدءاً من سوريا مروراً بليبيا وانتهاءً بحرب تحرير إقليم قره باغ الأذربيجاني، فضلاً عن امتلاكها تقنيات متقدمة وتميزها بسعر مناسب مقارنة بنظيراتها الأمريكية والإسرائيلية، تهافتت الدول المهتمة باقتناء هذه التقنية من أجل إبرام عقود شراء المسيّرات التركية، وبالإضافة إلى الصفقة التي أبرمتها بولندا مؤخراً، فقد جرى تصدير المسيّرات التركية إلى أذربيجان وأوكرانيا وقطر وتونس وليبيا.

وبحسب ما تناقلته وسائل إعلامية تركية وعالمية، فإن دولاً أوروبية بما فيها المجر وصربيا وألبانيا وبيلاروسيا والمملكة المتحدة وبلغاريا وجمهورية التشيك من بين العملاء المحتملين لشراء الطائرات المسيّرة التركية، فضلاً عن نية المملكة العربية السعودية لشراء طرازات من المسيّرات التركية، وذلك حسب التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي سابقاً.


TRT عربي