تقارير مخيفة.. تَعرَّف سجلّ ألمانيا الحافل في استهداف المساجد ودعم الإرهاب (AA)
تابعنا

على الرغم من التاريخ المشترَك الذي يجمع البلدين والمصالح الكبرى المشتركة، ما زالت ألمانيا تغضّ الطرف عن استهداف المساجد على أراضيها، فضلاً عن استمرارها في توفير الدعم المالي والدعائي للتنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا ومواطنيها، ناهيك بتوفير الحماية والملاذ الآمن لقيادات وأعضاء هذه التنظيمات، الذين يتجولون بحرّية فوق الأراضي الألمانية والأوروبية.

ووفقاً لتقرير أعدّته منظمة حقوقية ناشطة في ألمانيا، تَعرَّض أكثر من 800 مسجد في ألمانيا للتهديدات والهجمات منذ عام 2014، ومع ذلك لم يُحقَّق في الجرائم بشكل صحيح في معظم الحالات.

وإلى جانب تراخي الحكومات الألمانية المتعاقبة من محاسبة مرتكبي جرائم العنصرية بحقّ الأتراك والمسلمين، كشفت التقارير الصادرة عن المخابرات الألمانية أن ألمانيا تحولت إلى مرتع للتنظيمات المستمرة في تجنيد الشباب واستخدام الموارد المالية والإعلامية لممارسة أعماله الإرهابية التي تستهدف ملايين الأتراك تحت مسمع ومرأى الحكومة الألمانية.

استهداف المساجد في ألمانيا

كشف التقرير الذي أعدّته مبادرة برانديليغ، وهي مبادرة تابعة لمجموعة "FAIR" الدولية الحقوقية، أن أكثر من 800 مسجد في ألمانيا كانت عرضة للتهديد والاعتداء منذ عام 2014. وأشارت المبادرة التي أسست أول مركز إبلاغ ألماني للهجمات على المساجد، إلى أنها سجلت قرابة 840 حادثة اعتداء وتخريب وتهديدات بين عامَي 2014 و2022.

فيما كشف تحليل مفصل للجرائم في عام 2018 أن الجناة ظلوا مجهولي الهُوية في معظم الحالات، مما أدّى إلى مزيد من الهجمات ضدّ مواقع العبادة الإسلامية من النازيين الجدد أو المتطرفين اليساريين، إذ إنه من بين 120 هجوماً سُجّلَ على مساجد في عام 2018، تُعُرّف على الجناة في تسع حالات فقط.

وشدّد خبراء برانديليغ على أن هذا المعدل "مدعاة للقلق"، مشيرين إلى أنه في 20 حالة على الأقلّ، من بينها هجمات إحراق متعمَّد، يشتبه في أنها تهدف إلى التسبب في الوفاة أو إيذاء جسدي كبير.

يُذكر أن ألمانيا، صاحبة ثاني أكبر عدد من المسلمين في أوروبا الغربية بعد فرنسا (5.3 مليون مسلم، بينهم 3 ملايين تركي)، شهدت ارتفاعاً في العنصرية والكراهية ضد المسلمين في السنوات الأخيرة، مدفوعة بدعاية مجموعات النازيين الجدد وحزب البديل من أجل ألمانيا المعارض اليميني المتطرف (AfD).

دعم الإرهاب بقناع مكشوف

حظي تنظيم PKK الإرهابي بتغطية واسعة في تقرير المخابرات الألمانية، ففي تقرير عام 2021 الصادر عن منظمة حماية الدستور، وهي جهاز المخابرات المحلية في ألمانيا، خُصّصَت 10 صفحات للتنظيم الإرهابي وأنشطته داخل ألمانيا.

وذكر التقرير الذي قدّمَته في برلين وزيرة الداخلية نانسي فيزر ورئيس منظمة حماية الدستور توماس هالدينوانغ، أن المجالات الرئيسية لنشاط تنظيم PKK الإرهابي في ألمانيا هي في المقام الأول تقديم الدعم اللوجستي والمالي للتنظيم، وتجنيد أعضاء جدد فيه، وتنظيم عديد من المظاهرات والفاعليات الكبيرة بغرض الدعاية.

وجاء في التقرير أن تنظيم PKK الإرهابي لديه 14500 عضو في ألمانيا، وأن التنظيم لديه أكبر عدد من الأعضاء بين التنظيمات الأجنبية المتطرفة في ألمانيا. وعرج التقرير أيضاً على أن 295 شخصاً غادروا ألمانيا للانضمام إلى تنظيم PKK الإرهابي منذ 2013، وأن أكثر من 30 منهم لقوا حتفهم ونحو 150 عادوا إلى ألمانيا.

مساندة الإرهاب الموجَّه ضدّ تركيا

منذ سنوات طويلة يخيّم الخلاف على العلاقات التركية-الألمانية بسبب إصرار الأخيرة على تقديم الدعم العسكري والسياسيي والإعلامي للتنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا وأمنها، فضلاً عن توفير الحماية والملاذ الآمن لقيادات وأعضاء هذه التنظيمات، الذين يتجولون بحرية فوق الأراضي الألمانية والأوروبية.

وبينما تعمل تركيا على محاربة تنظيم PKK الإرهابي بكل صرامة، إلى جانب ملاحقتها أعضاء وقيادات تنظيم كولن الإرهابي الذي فشل في محاولته الانقلابية منتصف يوليو/تموز 2016، فإن الغرب مستمرّ في اتباع سياسة الكيل بمكيالين في موضوع محاربة الإرهاب وتصنيفه.

ورغم أن الدول الأوروبية، ومن بينها ألمانيا التي حظرت التنظيم على أراضيها في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1993، صنّفت PKK تنظيماً إرهابياً، فإنهم ما زالوا يتيحون للتنظيم قاعدة عمل لوجستي واسعة بلا أي عائق، خصوصاً في موضوع تمويل نشاطات التنظيم والدعاية له وتجنيد العناصر الإرهابية في صفوفه.

TRT عربي