خطوة نحو الأمام.. هل يحرّر الغاز الجزائري إيطاليا من قبضة روسيا؟ (Hogp/AP)
تابعنا

مع أنه شكّك في احتمال وقوع حصار أوروبي على الغاز الروسي، وقال إن "الأمر غير مطروح على طاولة النقاش الأوروبي في هذه الأثناء"، فإن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي لا يخفي سعيه لتحرير بلاده من ارتهانها لصاردات روسيا من الطاقة.

في هذا الصدد أتت زيارة دراغي للجزائر يوم الاثنين، إذ بحث مع رئيسها عبد المجيد تبون سبل تمتين التعاون الطاقيّ بين البلدين، وسهر على توقيع تفاهم بين شركة الطاقة الإيطالية "إيني" ونظيرتها الجزائرية "سوناطراك"، ترفع بموجبه الأولى وارداتها من الغاز الجزائري.

فيما يأتي هذا وسط شقاق أوروبي حول ملف الغاز الروسي، خصوصاً بعد فرض موسكو الدفع بالروبل على وارداتها الطاقية، الأمر الذي يهدّد الأمن الطاقي لروما التي تعتمد بنسبة كبيرة على الغاز في توليد الطاقة، وعلى الغاز القادم من روسيا في الشقّ الأكبر منه.

تعزيز التعاون الطاقي

ووجد دراغي حين وصوله إلى الجزائر رئيس الوزراء الجزائري أيمن عبد الرحمان في استقباله، ومعه كل من وزير الخارجية رمطان لعمامرة ووزير الطاقة محمد عرقاب والمدير التنفيذي لشركة المحروقات "سوناطراك" توفيق حكار، قبل لقائه الرئيس عبد المجيد تبون لاحقاً في قصر المرادية.

وذكر بيان للرئاسة الجزائرية أن هذه الزيارة جاءت "تلبية لدعوة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون (...) في إطار تعزيز علاقات التعاون بين البلدين"، أجرى المسؤولان "مباحثات على انفراد". عقبها أكد رئيس الوزراء الإيطالي للصحفيين توقيع "إعلان نيات بشأن التعاون الثنائي في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى الاتفاق بين "إيني" (المجموعة الإيطالية) و"سوناطراك" لزيادة صادرات الغاز إلى إيطاليا".

ورقة تفاهم قال بيان لـ"سونارطاك" إنها تروم "تسريع وتيرة تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي (...) وزيادة حجم الغاز المصدَّر باستخدام القدرات المتاحة لخطّ أنبوب الغاز ترانسمد". وحسب "إيني" فإن هذا الرفع من حجم واردات الغاز الجزائري "سيزيد تدريجياً لتبلغ 9 مليارات متر مكعب في 2023-2024".

وأضافت المجموعة الإيطالية أن "إيطاليا مستعدّة للعمل مع الجزائر لتطوير الطاقات المتجددة واستغلال الهيدروجين الأخضر، (كما) نسعى لتسريع الانتقال في مجال الطاقة وخلق فرص للتنمية والتوظيف".

هل يحرّر الغاز الجزائري إيطاليا من قبضة روسيا؟

وحسب رئيس الوزراء الإيطالي فإن هذه الاتفاقات الجديدة التي وقّعتها بلاده مع الجزائر تدخل ضمن "التحرك السريع لإيطاليا من أجل تقليل الاعتماد على الغاز الروسي الذي بدأ فور هجوم روسيا على أوكرانيا".

إيطاليا التي تعتمد على الغاز بنسبة 42% في توليد الطاقة، تستورد إلى حدود 95% من حاجاتها من هذه المادة الحيوية. وفي هذا الصدد تُعَدّ الجزائر ثاني مورد لروما بنسبة 30%، فيما تقبع روسيا على رأس المورّدين حيث تزودها بنحو 45% من حاجاتها.

وحسب إحصاءات سنة 2020، استوردت إيطاليا ما يعادل 28.5 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، فيما بلغ هذا الرقم في السنة التالية 30 مليار متر مكعب، مع ارتفاع الطلب المحلي بعد رفع القيود الصحية وانطلاق عملية الإقلاع الاقتصادي. في المقابل، تعدّت الواردات الإيطالية من الغاز الجزائري في 2021 عتبة 22.5 مليار برميل.

بالتالي سيمكّن رفع واردات الغاز الجزائري بـ9 مليارات متر مكعب، الجزائر من أن تصبح المزود الأول بالغاز لإيطاليا بما مجموعه 31.5 مليار متر مكعب سنوياً. مع ذلك تبقى هذه النسبة بعيدة عن تحرير البلاد من الغاز الروسي على المدى القريب، بما يدفعها إلى البحث عن بدائل طاقية أخرى مثل البحث عن موردين جدد، توسيع واردات الغاز المسال أو الاعتماد الجزئي على الفحم.

TRT عربي