قام المستشار الألماني أولاف شولز والرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا بزيارة القوات الألمانية التابعة لحلف شمال الأطلسي في بابراد ، ليتوانيا، في 7 يونيو 2022. / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

حذر مسؤول كبير في الرقابة الدفاعية من أن ألمانيا بحاجة إلى 20.5 مليار دولار على الأقل لتجديد ذخيرتها العسكرية "المستنفدة"، مضيفاً أن عدم اتخاذ إجراء عاجل لتجهيز أفرادها العسكريين بالكامل "غير مقبول".

وفي مقابلة مع صحيفة The Bild نُشرت يوم الاثنين، دعت المفوضة البرلمانية للقوات المسلحة إيفا هوجل البوندستاغ (البرلمان الألماني) إلى إتاحة التمويل بسرعة، قائلة إنه في حالة حدوث نزاع عسكري، فإن الذخيرة المتاحة "لن تدوم أكثر من نصف أسبوع".

وقالت هويجل "القضية طال أمدها لسنوات. فبدون الذخيرة لا يمكن عمل شيء" مضيفاً أن البلاد أيضاً "ليس لديها ما يكفي" من مستودعات الذخيرة.

منذ انهيار جدار برلين، تراجعت ميزانية الجيش الألماني وأعيد تشكيل قوته المسلحة للتركيز فقط على عمليات الانتشار المحدودة في الخارج.

واعتباراً من عام 2021، أنفقت ألمانيا 1.3% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. في حين كانت الميزانية العسكرية للبلاد تشكل حوالي 3% في عام 1990.

في الآونة الأخيرة تشعر ألمانيا بالحاجة إلى ترقية قدراتها الدفاعية رداً على ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وحرب أوكرانيا، التي بدأت في فبراير/شباط من هذا العام.

التوزيع البطيء للمعدات

في المقابلة ذاتها، قالت هويجل إنه منذ الهجوم الروسي في فبراير، جرى توفير تمويل إضافي يقدر بنحو 2.46 مليار دولار لشراء معدات واقية للتدريب العسكري، لكن توزيع هذه المعدات كان بطيئاً.

وأعربت عن أسفها لأن الجنود الذين يجري تدريبهم في بادن فورتمبيرغ بالقرب من الحدود الفرنسية تسلموا جواربهم الأسبوع الماضي فقط.

"لكن الجنود الـ43 الذين سيجري نشرهم في مالي الأسبوع المقبل ما زالوا يفتقدون إلى سراويلهم وستراتهم. وهذا غير مقبول".

في ليتوانيا، قالت إن الجنود الألمان المنتشرين مع الناتو لمدة سبعة أشهر كانوا يتدربون على الانتشار "بدون سترات واقية".

وأضافت "هذا يتناقض بشكل واضح مع المبدأ: تدرب أثناء القتال. نحن بحاجة إلى مزيد من السرعة هناك."

تساهم ألمانيا بنحو 14000 جندي في قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي، وهي فريق مشترك مكون من عدد من الدول الأعضاء في الحلف.

"جيش غير جذاب" للمجندين المحتملين

يقدر عدد أفراد القوات المسلحة الألمانية بنحو 182 ألف فرد، ولكن في الواقع، قد يكون لدى بعض الوحدات قوة فعلية بنسبة 60% بسبب الإجازات المرضية وإجازات الوالدين، من بين أسباب أخرى.

"هذا بالتأكيد لا يكفي. قلة عدد الجنود أسوأ من نقص المعدات. حتى أفضل الأسلحة لا فائدة منها بدون عدد كافٍ من الأفراد."

تهدف الحكومة إلى زيادة عدد الأفراد إلى 203 آلاف بحلول عام 2031. في عام 2011، علقت ألمانيا التجنيد العسكري واستبدلته بالخدمة العسكرية التطوعية.

ومع ذلك، قالت هويجل لصحيفة The Bild إنها "متشككة" بشأن ما إذا كان هذا الهدف لا يزال ممكناً في ظل عملية تخصيص الميزانية الحالية.

وأضافت أن الجيش الألماني يبدو "ببساطة غير جذاب" للمجندين المحتملين. وأضافت

"عندما يتحدثون عن حياتهم اليومية، من أماكن إقامة رثة، ومطابخ عسكرية على وشك الإغلاق لأسباب تتعلق بالنظافة، ونقص رعاية الأطفال ونقص المرافق الرياضية، فإن القوات المسلحة (Bundeswehr) ببساطة ليست جذابة.

وختمت كلامها "الشباب لا يريدون الرفاهية، لكنهم يريدون إقامة متينة، مع خدمة واي فاي وأماكن استحمام لا تشعر بالاشمئزاز فيها."

TRT عربي