في سنة 2021، ورّدت فرنسا للجيش الروسي أسلحة بقيمة 7 ملاين يورو.  (Darko Vojinovic/AP)
تابعنا

بعد أن جرى تأخيره لشهور، أصبح التقرير السنوي لصفقات بيع السلاح الخارجية لفرنسا متاحاً للعموم، ليس عبر موقع الوزارة كما جرت العادة، بل في تسريب نشرته منظمة "ديسكلوز" الفرنسية المختصة في التحقيقات الصحفية، والتي اتهمت وزارة دفاع البلاد بمحاولة إقبار ذلك التقرير.

ويكشف التقرير المسرب إقدام فرنسا، سنة 2021، على توريد شحنة معدات عسكرية بقيمة 7 ملايين يورو إلى الجيش الروسي، متحايلة على قانون كان قد سنّه الاتحاد الأوروبي لحظر توريد السلاح لروسيا، منذ اندلاع أولى شرارات النزاع الروسي الأوكراني في سنة 2014.

في الوقت الذي لا تعد فيه هذه هي المرة الأولى التي تخرق فيها فرنسا ذلك الحظر، حسب ما يكشف تحقيق آخر لذات المنظمة، بل منذ سنة 2015 وباريس تورد موسكو معدات عسكرية، وثق استعمال معظمها خلال الهجوم الأخير على أوكرانيا، المستمر منذ 27 فبراير/شباط الماضي.

سلاح فرنسي ضد أوكرانيا

وأورد تحقيق سابق نشرته المنظمة ذاتها، في مارس/آذار المنصرم، أنه في الفترة ما بين 2015 و2020، ورّدت فرنسا للجيش الروسي سلاحاً بقيمة 152 مليون يورو موزعة على 76 صفقة. واستمر ذلك إلى حدود صيف 2021، حينما باعت لموسكو قمراً صناعياً يستخدم لأغراض عسكرية، ومناظير حرارية من تصنيع شركة "تاليس" المحلية، في صفقة بقيمة إجمالية بلغت 7 مليون يورو.

وفي سنة 2015، باعت الشركة المذكورة للجيش الروسي كاميرات حرارية متطورة من طراز "Catherine XP" غالباً ما تجهز بها الدبابات والمدرعات القتالية. وتمكن هذه الكاميرات من تحديد موقع أهداف بشرية ومركبات في الظلام من على بعد 10 كيلومترات. وحسب تقديرات موقع "Euobserver"، فإن حوالي 1000 دبابة روسية من طراز "T-72" جرى تجهيزها بكاميرات من صناعة "تاليس" الفرنسية.

وليست "تاليس" شركة الصناعة الدفاعية الفرنسية الوحيدة التي تبرم صفقات مع الروس، بل وردت شركة "سافران" هي الأخرى كاميرات حرارية من طراز "Matis STD"، والتي تجهز بها دبابات "T-72" و"T-90" و"T-81 BVM" الروسية الصنع.

وأثناء الاستهداف الأول الذي طال محطة زاباروجيا النووية، في 4 مارس/آذار، اتهم الرئيس الأوكراني روسيا بارتكاب "إرهاب نووي"، مشدداً على أن القذائف التي طالت المحطة لم تكن بالخطأ لأن "الدبابات الروسية تعرف جيداً أهدافها"، في تلميح إلى تكنولوجيا الكاميرات الحرارية المزودة بها.

إضافة إلى هذا، وفي الفترة ما بين 2014 و2018، زودت "تاليس" الفرنسية 60 مقاتلة سوخوي الروسية من طراز "Su-30" بنظام الملاحة الجوي "TACAN"، وشاشة "SMD55S" ونظام التصويب "HUD". هذه المقاتلات التي وثقت وهي تدك مدينة سومي وتشيرنهف وميكولايف، خلال الأيام الأولى للحرب.

خرق للحظر وتعتيم التقرير

وحسب منظمة "ديسكلوز"، خرقت فرنسا الحظر الأوروبي لبيع السلاح إلى روسيا، سنة 2014، مستغلة ثغرة أن هذا القانون "لم يكن بأثر رجعي"، أي أنه لا يشمل العقود الموقعة قبل تاريخ بدء العمل به.

ورجحت المنظمة أن وزارة الدفاع الفرنسية حاولت طمس تقريرها السنوي للصادرات الدفاعية الفرنسية، حيث إن القانون الفرنسي ينص على عرض ذلك التقرير على البرلمان في يونيو/حزيران الماضي، وبعده ينشر مباشرة للعموم، لكن الوزارة المذكورة أخّرت عرضه على النواب بشهر كامل، ولم تنشره بعد على موقها الرسمي.

وفي إجابته على استفسارات صحفيي "ديسكلوز" حول أسباب هذا التأخير، أجاب وزير الدفاع الفرنسي الجديد سيباستيان لوكارنو بأن "تاريخ نشر التقرير للعموم راجع لقرار نواب البرلمان".

TRT عربي