الرئيس التركي أردوغان في أثناء لقائه مع نظيره الأوكراني زيلنسكي والأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش خلال لقائهم في كييف أغسطس الماضي (AP) (AP)
تابعنا

في اختراق دبلوماسي آخَر لجهود الوساطة التي تقودها تركيا، توصلت أوكرانيا وروسيا بشكل غير متوقع إلى اتفاق لتبادل الأسرى، أدى إلى إطلاق سراح أكثر من 250 أسيراً، منهم 215 أوكرانيّاً و55 روسيّاً.

حظِيَ الاتفاق، الذي أدّى أيضاً إلى إطلاق سراح 10 رعايا أجانب لدول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بثناء المجتمع الدولي، إذ شكر كل من لندن وواشنطن أنقرة، والرياض على حدّ سواء التي ساعدت من جانبها أيضاً على التوصل إلى صفقة التبادل. يُذكر أنه سيبقى خمسة من كبار القادة الأوكرانيين الذين أطلقت روسيا سراحهم في تركيا كجزء من الصفقة.

وقد جاء الإنجاز الدبلوماسي التركي الجديد في وقت حرج متزامناً مع بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحشد جزء من جنود الاحتياط لدعم المجهود الحربي للجيش الروسي في أوكرانيا.

وقد قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على تويتر: "أودّ أن أشكر الحكومة التركية على المساعدة على تسهيل تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، والبناء على قيادتهم في صفقة الحبوب".

من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "تركيا حققت الآن نتيجة إيمانها بقوة الحوار والدبلوماسية مع تبادل الأسرى هذا". وقال: "تتواصل جهودنا لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا"، وشكر الطرفين المتحاربين على موافقتهما على الاتفاق الأخير.

كما لعبت تركيا في السابق دوراً فعَّالاً في فتح ممرّ لتصدير الحبوب الأوكرانية والروسية عبر البحر الأسود، إذ يُعتبر كل من روسيا وأوكرانيا من أكبر المصدّرين للحبوب في العالم.

وفقاً للاتفاقية الجديدة فإن عدداً من المفرج عنهم وفق الصفقة ينتمون إلى كتيبة أزوف التي شاركت في القتال العنيف الذي وقع في مدينة ماريوبول في مايو/أيار الماضي. كما كان فيكتور ميدفيدشوك، رجل الأعمال الأوكراني المقرَّب من بوتين، بين الأسرى المُفرَج عنهم.

واعتبرت وسائل إعلام غربية اتفاق تبادل الأسرى "مفاجأة"، مشيرة بذلك إلى نجاح مهمة الوساطة الصعبة التي تَمكَّن الرئيس أردوغان من تحقيقها رغم التوترات المتصاعدة بين الطرفين المتحاربين.

يعتقد الخبراء أن اتفاق الأسرى قد يساعد الجانبين أيضاً على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الخطوة بأنها "خطوة مهمة" لإنهاء النزاع المسلح.

على عكس السياسة الغربية، لا تعتقد تركيا أن العقوبات قد تساهم في حل النزاع، بل على العكس، تبرز الحاجة إلى "استراتيجية اتصال متعددة الأوجه" تسهم في بناء الثقة للتوصل إلى السلام، وهي استراتيجية ربما تعمل أفضل لمعالجة الصراع الأوكراني من تلك المعتمِدة على العقوبات والضغط العسكري على موسكو حسب بعض الخبراء.

وفي ما يلي أبرز الاختراقات الرئيسية التي حقّقَتها تركيا نحو معالجة الصراع الروسي-الأوكراني.

5 أغسطس/آب

التقى الرئيس أردوغان الرئيس بوتين في سوتشي، وهي ميناء على البحر الأسود في روسيا، حيث ناقشا الصراع بين أوكرانيا وروسيا. ولكونها حليفاً في الناتو، فإن تركيا تجد نفسها في وضع خاصّ للتحدث مع كل من الروس والأوكرانيين بفضل دبلوماسية أردوغان المكوكية، إذ يرى خبراء أنها برزت "لاعباً رئيسيّاً في الحرب التي طال أمدها"، وتسهم إسهاماً بنَّاء في تحقيق "نتائج ذات مغزى".

18 أغسطس/آب

زار الرئيس أردوغان أوكرانيا وعقد اجتماعاً هامّاً مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي والأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مدينة لفيف الأوكرانية، لتوسيع جهود الوساطة التركية وتعزيز نطاق صفقة الحبوب التي تفاوضت عليها أنقرة، جنباً إلى جنب مع الأمم المتحدة.

27 يوليو/تموز

افتتحت تركيا مركز التنسيق المشترك المهمّ في إسطنبول (JCC)، الذي يشرف على عملية شحن الحبوب من أوكرانيا وروسيا عبر البحر الأسود إلى مضايق تركيا، مما يوصّل المحاصيل الأساسية إلى الأسواق العالمية كونها شريان حياة للبشرية.

بسبب الصراع في أوكرانيا، حيث حاصرت روسيا موانيها على البحر الأسود لمنع البلاد من تصدير حبوبها، عانى المجتمع الدولي نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، كما ساهمت العقوبات الغربية، التي جعلت روسيا تواجه صعوبة في بيع حبوبها، أيضاً في زيادة نقص الغذاء عالمياً.

لقد تمكنت تركيا من خلال اتفاقية الحبوب من إقناع الجانبين بفتح مركز التنسيق المشترك، مما سمح للدول المتحاربة بتصدير محاصيلها إلى الأسواق العالمية لتخفيف ارتفاع الأسعار ونقص الغذاء. منذ افتتاح مركز JCC المشترك، نقلت عديد من السفن ملايين الأطنان من الحبوب من أوكرانيا وروسيا إلى البلدان التي هي في أمسّ الحاجة إليها.

22 يوليو/تموز

من خلال وساطة أنقرة، وقّعَت أوكرانيا وروسيا صفقة حبوب تاريخية في إسطنبول، لمعالجة مسألة فتح طريق لشحنات الحبوب لأكبر منتجيها في العالم إلى الأسواق العالمية.

أثارت الصفقة ثناءً عالمياً على تركيا لقدرتها على الوساطة في الصفقة بين الطرفين المتحاربين. وقد وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنها "منارة الأمل" في عالم يائس يحتاج إلى المحاصيل أكثر من أي وقت مضى.

29 مارس/آذار

تحت رعاية وزارة الخارجية التركية، استضافت إسطنبول محادثات سلام بين الوفدين الأوكراني والروسي.

16-17 مارس/آذار

في إشارة إلى الدبلوماسية المكوكية التركية التي أبرزت جهود أنقرة لإحلال السلام منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، عقد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو اجتماعات متتالية مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مدينة لفيف الأوكرانية.

10 مارس/آذار

خلال منتدى أنطاليا، وهو مؤتمر نظمته وزارة الخارجية التركية، عُقد اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية أوكرانيا وروسيا وتركيا، ليكون أول محادثات رفيعة المستوى بين الأطراف المتحاربة منذ بداية الصراع.

TRT عربي
الأكثر تداولاً