100 هجوم خلال 8 أشهر.. من يستهدف شبكات الكهرباء الأمريكية؟ ولماذا؟/الصورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

في 3 ديسمبر/كانون الأول، أدى إطلاق النار داخل محطتين فرعيتين في مقاطعة مور بولاية نورث كارولينا إلى إغراق أكثر من 40 ألف شخص في الظلام. تحدثت التقارير منذ ذلك الحين عن أعمال تخريب أخرى حديثة، بما في ذلك سلسلة من الهجمات على أربعة مواقع في مقاطعة بيرس بواشنطن، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 14000 شخص في يوم عيد الميلاد.

وحسب مكتب المحاسبة العامة الأمريكي، فإنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، تعرضت الشبكة الكهربائية الأمريكية لـ107 هجمات بدوافع تخريبية، وهو أكبر عدد منذ أكثر من عقد، وفقاً لصحيفة نيوزويك الأمريكية.

وفي سياق متصل، تعتقد السلطات الأمريكية أن هذه الهجمات تأتي من متطرفين محليين أظهروا في الأشهر الأخيرة استعداداً جديداً لضرب المحولات وخطوط الكهرباء. ووفقاً للأحاديث على المواقع اليمينية ومنصات التواصل الاجتماعي، ربما يخططون أيضاً لهجمات منسقة. يشتمل عدد من المنشورات التي شاهدتها نيوزويك على إرشادات محددة حول كيفية إلحاق أقصى قدر من الضرر بالمحطات الفرعية.

"إرهاب الكهرباء"

شبكة الكهرباء الأمريكية معرضة بشدة للإرهاب المحلي بطريقة تعد أكثر خطورة من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. مئات الآلاف من الأميال من خطوط الطاقة عالية الجهد وعشرات الآلاف من محطات النقل الفرعية التي تشكل شبكة الطاقة، والتي من الناحية العملية تعتبر مهمة حمايتها من قبل الشرطة أمر مستحيل، خصوصاً أن المنظمون والمشغلون لم يستعدوا بشكل كاف لاحتمال هجوم منسق من قبل الإرهابيين المحليين.

إنه لسر معلن بين خبراء الأمن أن الإرهابيين المحليين يمكنهم بسهولة تنفيذ عملية تؤدي إلى انقطاعات واسعة النطاق وخسائر كبيرة في الأرواح. كل ما يتطلبه الأمر، كما يقولون، هو سلسلة من الضربات المتواضعة المنسقة ومنخفضة التقنية نسبياً ضد عدد قليل من العقد الرئيسية للشبكة.

من جانبه، يقول الرقيب السابق في قيادة الجيش الأمريكي والخبير في نقاط ضعف البنية التحتية للطاقة مايكل مابي: "إذا تعرضت لهجوم مادي أدى إلى إتلاف المعدات، فقد يستغرق الأمر أسابيع أو شهوراً أو سنوات لاستبدال تلك المعدات". وتابع قائلاً: "إذا جرى تدمير ما يكفي من هذه المحولات في هجوم جسدي، فسيكون لدينا تعتيم طويل المدى وواسع النطاق، وستكون الوفيات في عشرات الآلاف أو مئات الآلاف أو الملايين".

"هدف جذاب"

بينما لا يزال الدافع وراء الهجوم على الشبكة الكهربائية في الولايات المتحدة لغزاً، لكن الطريقة- الهجمات المنسقة على ما يبدو على محطات فرعية متعددة- تستغل ثغرة كانت منذ فترة طويلة مصدر قلق للسلطات التي تحذر من الإرهاب المحلي، وفقاً لما أوردته شبكة سي إن إن الأمريكية.

وفي هذا الصدد، صرح جون ميلر، كبير محللي إنفاذ القانون والاستخبارات في سي إن إن، بأن هذا النوع من الهجمات كان يُخشَى منذ فترة طويلة، خصوصاً أن الشبكة الكهربائية الأمريكية لا مركزية ويجري التحكم فيها من قبل مجموعة مختلطة من الكيانات العامة والخاصة.

وأضاف قائلاً: "التحدي هو أن معظم هذه الأماكن في الهواء الطلق، ومعظمها في مناطق نائية ومعظمها متاح للهجوم من مسافة بعيدة". كما أشار إلى وجود زيادة طفيفة في الأحاديث بين مختلف الجماعات المناهضة للحكومة والإرهاب البيئي التي تعتبر الهجمات على البنية التحتية الكهربائية وسيلة لخلق الفوضى في الولايات المتحدة.

إرهاب محلي

عقب هجوم 3 ديسمبر/كانون الأول في مقاطعة مور، الذي أثار قلق الخبراء الذين حذروا من أن وقوع المزيد من مثل هذه الهجمات بطريقة منسقة يشكل "تهديداً وجودياً للولايات المتحدة"، لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادثة.

وعلى الرغم من أن العديد من المخربين وراء الهجمات السابقة غير معروفين، إلا أن نيوزويك حصلت على وثائق توضح كيف يتشارك المتطرفون المحليون الموادَّ والبيانات. وذكر تقييم استخباراتي صدر في أكتوبر/تشرين الأول عن مركز تقييم التهديدات بولاية كاليفورنيا بالتفصيل عشرات الأمثلة عن المتطرفين المحليين الذين يتشاركون المؤامرات والأساليب لتنفيذ هجمات على البنية التحتية للولايات المتحدة، بالإضافة إلى أمثلة حديثة للهجمات العنيفة التي جرى تنفيذها بالفعل في المواقع في جميع أنحاء البلاد. ويرتبط معظمهم بإيديولوجيات اليمين المتطرف والنازية الجديدة التي ترى في شبكة الكهرباء نقطة ضعف لإسقاط الأمة.

ووفقاً لتقارير حديثة صادرة عن مجموعة SITE Intelligence Group ومراقب تهديد الإرهاب المحلي التابع لمعهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط (MEMRI)، فقد حددت الجماعات المتطرفة العنيفة الشبكة الكهربائية على أنها "هدف جذاب بشكل خاص"، ووضعت خططاً محددة لتنفيذ ضربات أكثر تواتراً وأكبر ضد المدن الأمريكية الكبرى، بهدف زرع الفوضى.

TRT عربي