تابعنا
تركيا اتّبعت سياسة الدفاع عمَّا تعتبره مياهها الإقليمية في شرق البحر المتوسط وعمّا شعرت -على نطاق أوسع- أنَّه تحركات من جانب دول المنطقة لتقييد وصولها إلى البحار المفتوحة.

وصلت التوترات بين تركيا واليونان إلى مستويات جديدة هذا الأسبوع عندما أعلنت الدولتان أنَّهما ستنفذان مناورات بحرية في البحر المتوسط.

حرصت تركيا على التأكيد أنَّها على استعداد للجلوس مع اليونان بدون شروط مسبقة وأنَّ أثينا ينبغي أن تتوقف عن تصعيد التوترات.

إذ قال وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو: "نحن نؤيد إجراء المفاوضات لتحقيق الاقتسام العادل لكن لا ينبغي لأحد وضع شروطً مسبقة. لا يمكن حدوث مفاوضات بشروط مسبقة وضعتها اليونان"، مضيفاً أنَّه "يتعيَّن على اليونان، قبل أي شيء، التخلّي عن نهجها المُتشدّد".

وكانت تركيا قد اتّبعت سياسة للدفاع عمَّا تعتبره مياهها الإقليمية في شرق البحر المتوسط وعمّا شعرت -على نطاق أوسع- أنَّه تحركات من جانب دول المنطقة لتقييد وصولها إلى البحار المفتوحة.

إذن، ما نقاط الخلاف الرئيسية بين عضوي حلف "الناتو"؟

الوطن الأزرق

قال الأدميرال المتقاعد، جيم غوردنيز، في مقابلة أجريت معه مؤخراً: "يعتقد اليونانيون أنَّ بحر إيجة ينتمي إليهم، إنَّهم يعيشون في عالم خيالي. الوضع الحالي لبحر إيجه هو أنَّ 50% منه مياه دولية، إنَّها منطقة متنازع عليها".

بينما جادلت تركيا بأنَّ دول منطقة البحر المتوسط ​​حاولت "احتواءها جيوسياسياً" من خلال تقييد وصولها إلى البحر.

ويترتب على هذا النهج تداعيات كبيرة على الأمن القومي التركي، لأنَّ الغالبية العظمى من التجارة التركية تمر عبر البحر.

حيث دعت أنقرة إلى اجتماع منتدى غاز شرق البحر المتوسط، ​حيث يمكن لجميع الدول المعنية الاجتماع معاً لمناقشة مخاوفها وحل أية قضايا. ومع ذلك، رفضت اليونان تلك الدعوة ولجأت إلى الاتحاد الأوروبي للضغط بقوة من أجل مطالبها ومعاقبة تركيا.

مذكرة تفاهم بين ليبيا وتركيا

وفي وقت سابق، قامت تركيا وليبيا بالاتفاق على تحديد وترسيم حدودهما البحرية بحلول نهاية عام 2019، في صفقة كانت قيد الإعداد منذ 2009.

وبينما تقول اليونان إن هذه الصفقة تتداخل مع مطالبها، عارضت تركيا هذا القول بشدة، مشيرة إلى أنَّ أثينا تسعى لتوسيع حدود مياهها الإقليمية عبر جزر غير مأهولة بالسكان في بعض الأحيان وتبعد مئات الكيلومترات عن البر الرئيسي اليوناني.

وتشير تركيا إلى أنَّ مثل هذه الجزر لا يمكنها توليد منطقة اقتصادية خالصة خاصة بها على حساب الساحل التركي.

وحاولت اليونان توقيع اتفاقية ترسيم حدود متداخلة مع مصر لإنشاء منطقتها الاقتصادية الخاصة بها، في خطوة أدانتها تركيا ووصفتها بأنها "عديمة القيمة".

في حين فرضت تركيا مطالبها في منطقة شرق البحر المتوسط من خلال إرسال سفن تُنفّذ دوريات بحرية في محاولة للدفاع عن حقوقها.

قبرص الرومية وقبرص التركية

سعت الإدارة القبرصية الرومية، بدعم من أثينا، إلى استغلال احتياطيات الطاقة الطبيعية في شرق البحر المتوسط ​​من خلال الترويج لمناطق بحرية حدَّدتها للتنقيب.

في المقابل، قالت تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية إنَّ هذه محاولة مبكرة لإحباط عملية التفاوض بين شطري الجزيرة المقسمة.

وقال هامي أكسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، في بيان مكتوب: "إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يكون جزءاً من العملية التي تهدف إلى تحقيق السلام والازدهار والاستقرار في شرق البحر المتوسط، فيجب أن يكون موضوعياً وعادلاً. وكما أُعلن للرأي العام في وقتٍ سابق، ينبغي توجيه دعوات ضبط النفس إلى اليونان والإدارة القبرصية الرومية، التي تضر بمصالح الاتحاد الأوروبي وتتسبب في تصعيد التوترات من خلال استغلال التضامن داخل الاتحاد الأوروبي كونها أحد أعضائه، بدلاً من الانحياز إلى نهج الحوار والتعاون، الذي تدعو إليه تركيا".

وقد أدَّى تفعيل اتفاقية التعاون الدفاعي بين فرنسا والإدارة القبرصية الرومية إلى زيادة التوترات في المنطقة.

في هذا الصدد، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "ليس مقبولاً أن تتخذ فرنسا خطوات لزيادة التوتر في الفترة الراهنة وتنظيم تدريبات مشتركة مع الإدارة القبرصية الرومية في هذا السياق ونشر طائرات عسكرية بما يتعارض مع معاهدات 1960، حتى إن كان ذلك لفترة مؤقتة".

وأضافت: "نؤيد رد الفعل والتصريحات الصادرة عن سلطات جمهورية شمال قبرص التركية بشأن هذه القضية".

وتابعت في بيانها: "ندعو فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، إلى التصرّف بمسؤولية أكبر بشأن القضايا المُدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة المتعلقة بقبرص".

-هذا الموضوع مترجم عن شبكة TRT World.

TRT عربي