أسلحة سوفييتية لمساعدة أوكرانيا.. هل تُعاقَب روسيا بأسلحتها؟ (Others)
تابعنا

منذ بداية التوتر بين روسيا وأوكرانيا عمدت الدول الغربية إلى تقديم مساعدات عسكرية لكييف، تعزيزاً لدفاعاتها إزاء هجوم روسي كان وقتها لا يزال مرتقباً، حسب تقارير استخباراتية. اليوم والبلاد تعيش ما يقارب شهراً تحت القصف المدفعي والصاروخي المتواصل، والاجتياح البري الواسع، أصبح تكثيف هذه المساعدات أكثر إلحاحاً لكييف.

غير أن واقع الحرب يفرض عدة قيود سياسية واستراتيجية عليها، على رأسها أن لا رغبة لأي داعم في أن يغمس يديه في الدم الحاصل، وتوسيع رقعة الاقتتال، ولأن هذا الواقع يفرض على تلك المساعدات تحقيق النجاعة والسرعة في قلب المعادلة العسكرية على الأرض.

من هنا تأتي المساعي الغربية وراء إرسال أسلحة سوفييتية قديمة، لتشابهها مع الترسانة المتوافرة لدى الجيش الأوكراني، الأمر الذي يجعل روسيا تتلقى ضربات موجعة بنفس الأسلحة التي صنعتها.

أسلحة سوفييتية إلى أوكرانيا

علمت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن طريق مسؤولين أمريكيين، أن البلاد تُعِدّ حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، تتضمن دفاعات جوية سوفييتية الصنع من طراز "إس إيه-8"، كانت حصلت عليها سراً خلال فترة الحرب الباردة.

ورفضت واشنطن الكشف أكثر عن الطرق التي حصلت بها على تلك الترسانة السرية، غير أن غرضها الأول للحصول عليها كان دراسة التكنولوجيا العسكرية السوفييتية وآليات عملها. كذلك رفض البنتاغون التعليق على هذه الخطوة المثيرة للجدل.

في المقابل تسعى الدول الغربية لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، التي تمثّل نقطة ضعفها خلال الحرب، وذلك بأسلحة سوفييتية الصنع تشبه ما تمتلكه ترسانتها الخاصة، كي لا يتطلب من الجنود الأوكران تدريبات إضافية للتعامل معها.

وأعلنت دول البلطيق وبولندا استعدادها تسليم أوكرانيا طائرات حربية ورثتها عن الاتحاد السوفييتي. وقالت الخارجية البولندية في بيان سابق لها، إن "سلطات جمهورية بولندا بعد مشاورات بين الرئيس والحكومة مستعدة لنقل كل طائراتها من طراز Mig-29 إلى قاعدة رامشتاين ووضعها تحت تصرف حكومة الولايات المتحدة".

غير أن الولايات المتحدة رفضت أن تكون طرفاً من هذا التحرك البولندي، وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي: "الفكرة كما طرحتها بولندا كانت محفوفة بالمخاطر للغاية، إذ تسعى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتجنب صراع مباشر بين الحلف وروسيا".

الصعوبات لا تزال قائمة

مع كل هذه النيات التي أبدتها الدول الغربية لمساعدة أوكرانيا في حربها، وكبح التفوق العسكري الجوي الروسي، فإن الصعوبة لا تزال قائمة في الكيفية التي ستصل بها هذه الأسلحة إلى أيدي الأوكران، وكذلك المخاوف من أن يوسع ذلك دائرة الصراع، ويحوله إلى حرب عالمية.

فحسب تصريح سابق من أحد الطيارين الحربيين لوكالة فرانس برس حول موضوع الطائرات، فإنه "لتسليم طائرة يجب نقلها جواً إلى البلد المعنيّ، وهو ما يمكن تفسيره على أنه مشاركة نشطة في النزاع". وأضاف أنه "يمكننا ذلك أيضاً عن طريق البر، لكن الأمر سيكون تحدياً لوجستياً كبيراً، خصوصاً أن عدداً متزايداً من الجسور في أوكرانيا يُدمَّر".

في ذات السياق كانت بولندا ذهبت بعيداً باقتراح تشكيل بعثة سلام دولية إلى أوكرانيا، وقال نائب رئيسها ياروسلاف كاتشينسكي إن "هذه البعثة لا يمكن أن تكون غير مسلَّحة. يجب أن تسعى لتوفير المساعدة الإنسانية والسلمية في أوكرانيا".

وردّ عليه الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بأنه "سيكون قراراً متهوراً وخطيراً للغاية، وتنفيذ عملية عسكرية خاصة وأي تماسّ محتمَل بين قواتنا العسكرية وقوات الناتو قد يؤدي إلى عواقب مفهومة يصعب إصلاحها".

وحسب ما يمكن استشفافه من ردود فعل الغرب إزاء هذه المسألة، فإن الدول الغربية تعي جيداً عواقب خطوات من هذا النوع، وكيف ستُقحِمها في سياق تصاعدي للحرب تسعى في الأصل لتضييق رقعتها. هذا ما تكشفه بجلاءٍ تصريحات الأمين العامّ لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الأربعاء إذ قال "الغزو الروسي لأوكرانيا مروّع وقاسٍ (لكن) ضمّ كييف إلى الحلف ليس مطروحاً الآن، مع ذلك يبقى دعمها ضد الغزو الروسي أولوية دائماً".

TRT عربي