تابعنا
مجدداً، وبسبب تصريحاته المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعديد من البلدان العربيةالأخرى، بمحاسبة الكاهن المصري السابق المثير للجدل زكريا بطرس.

لطالما أثارت تصريحات الكاهن المصري السابق زكريا بطرس، جدلاً حاداً في مصر، بسبب إساءاته المستمرة للإسلام والمسلمين، وللنبي محمد. وعلى الرغم من أنه توارى قليلاً عن الأنظار خلال الفترة الماضية، فإنه عاد ليفجّر من جديد غضباً شعبياً كبيراً، بسبب انتشار مقطع فيديو له ادّعى فيه ادّعاءات كاذبة على الرسول صلى الله عليه وسلم، واستفزّ به مشاعر المسلمين في مصر وكثير من بلدان العالم.

وبينما تباينت الآراء حول ما إذا كان المقطع المصور جديداً أم قديماً وأعيدت إثارته لغاية ما، انطلقت حملة رقمية واسعة شارك فيها عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رداً على الإساءات الواردة بالفيديو، مطالبة بضرورة محاسبة بطرس.

"إلا رسول الله"

تحت وسم #إلا_رسول_الله أطلق عديد من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في مصر وعدد من بلدان العالم، حملة رقمية للتعبير عن غضبهم الشديد، من التصريحات المسيئة التي جاءت في مقطع فيديو للكاهن المسيحي السابق زكريا بطرس.

وتفاعل مع الحملة عديد من الشخصيات من مختلف التوجهات الفكرية والدينية في مصر، الذين اعتبروا تصريحات زكريا المسيئة والمتطرفة، إثارة للفتنة والخلاف وتحريضاً على المشاحنات الطائفية.

وعلى صفحته الرسمية على فيسبوك، نشر الأزهر تدوينة يندّد فيها بادّعاءات بطرس المسيئة قائلاً: "إن شواهد التاريخ ناطقة بهلاك المستهزئين بالنبي الأمين صلّى الله عليه وسلم".

من جانبها، أصدرت الكنيسة الأرثوذوكسية في مصر بياناً رسمياً تشجب فيه ما ورد بمقطع الفيديو قائلة: "نحن من جهتنا نرفض أساليب الإساءة والتجريح لأنها لا تتوافق مع الروح المسيحية الحقة، ونحن نحفظ محبتنا واحترامنا الكامل لكل إخوتنا المسلمين".

ونفت الكنيسة في السياق ذاته أي علاقة لها بالكاهن السابق، مؤكدة أن: "زكريا بطرس كان كاهناً في مصر وتم نقله بين عدة كنائس، وقدّم تعليماً لا يتوافق مع العقيدة الأرثوذكسية، لذلك تم وقفه لمدة، ثم اعتذر عنه وتم نقله لأستراليا ثم المملكة المتحدة حيث علّم تعليماً غير أرثوذكسي أيضاً، واجتهدت الكنيسة في كل هذه المراحل لتقويم فكره".

وأضاف البيان أن "الكاهن السابق قدّم طلباً لتسوية معاشه من العمل في الكهنوت، وقبِل الطلبَ المتنيحُ قداسة البابا شنودة الثالث بتاريخ 11 يناير 2003، ومنذ وقتها لم يعُد تابعاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو يمارس فيها أي عمل من قريب أو بعيد".

وتصاعد في الأثناء غضب الناشطين والمدونين، وانطلقت حملة رقمية مصاحبة، طالب فيها كثيرون بمحاسبة زكريا بطرس تحت وسم #عاقبوا_زكريا_بطرس. واستجاب محمد عبد المنعم السحيمي، المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، لهذه المطالب، وتَقدَّم ببلاغ للنائب العامّ ضدّ زكريا بطرس، يتهمه بازدراء الأديان والمساس بحرمة الدين والسخرية منه بغير أساس. ودعا السحيمي بناءً على ذلك إلى مقاضاته ومحاسبته.

ومع تتالي ردود الأفعال المُدينة لإساءات بطرس للنبي محمد المستفزة لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم، تساءل عديد من الناشطين والإعلاميين عن أسباب إثارة الفيديو وإعادة نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وحقيقة الأطراف التي تقف وراء ذلك.

وادّعى كثيرون أن مقطع الفيديو المتداوَل قديم، وغالباً يعود تاريخه إلى ما قبل 10 سنوات، حين كان الكاهن السابق يقدّم برنامجاً تليفزيونياً.

وفي هذا السياق حذّر كثيرون من الانجرار إلى العنف أو التوتر بدافع طائفي بين أبناء الشعب المصري من مسلمين ومسيحيين.

مَن زكريا بطرس؟

لطالما كانت شخصية الكاهن المسيحي السابق زكريا بطرس مثيرة للجدل في الأوساط الإسلامية والمسيحية على حدّ سواء. إذ لم يفوّت الفرصة في أي مناسبة للتعبير عن العداء والكره الذي يُكِنُّه للإسلام والمسلمين والنبي محمد.

وعُرف بطرس بمواقفه المتطرفة وغير المنضبطة، التي كانت سبباً في تنقُّله بين عديد من الكنائس في مصر وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث حذّر بعضهم من حضور اجتماعاته أو استضافته، بخاصة لوس أنجلوس الأمريكية، إلى أن انتهى به الأمر بإعلان الكنيسة الأرثوذكسية قطع صلتها به ووقف عمله معها عام 2003.

مع ذلك لم يكُن اسمه يتردد كثيراً إلا بعد أن بدأ تقديم حلقات تليفزيونية عام 2003، عبر قناة "الحياة التبشيرية"، وعُرف حينها بانتقاده وتجريحه للإسلام ورموزه، وبرّر أسلوبه حينها قائلاً: "إن المسلمين مغسولو الأدمغة ويتعيَّن صدمتهم لكي يفيقوا". وتَلقَّى برنامجه في ذلك الوقت دعماً من بعض المنظمات التبشرية الأجنبية.

وتنامت في الأثناء مشاعر الغضب والسخط لدى كثير من المسلمين والمسيحيين المعتدلين، ورفع بعض المحامين آنذاك قضايا لمحاسبته ووقفه عن العمل. ووُقف برنامجه فعلاً عام 2010.

إلا أنه عاد وأطلق قناة جديدة عام 2011 تُسمَّى "الفادي" وتُبَثّ من الولايات المتحدة حيث يقيم حتى الآن. واستمرّ فيها يروّج الادّعاءات والإساءات التي تحارب الإسلام والمسلمين، مثيراً غضباً شديداً للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

ويعدّ كثيرون قناة "الفادي" المسيحية التي تُبَثّ اليوم على عدة أقمار صناعية، من أبرز الوسائط الإعلامية المغذّية للنعرات الطائفية في العالم والمزدرية والمتهكمة على الإسلام بلا رادع.

TRT عربي