وصف رئيس وزراء بولندا الاتحاد الأوروبي بأنه "قوة إمبريالية". (Czarek Sokolowski/AP)
تابعنا

تصب ارتدادات الحرب في أوكرانيا الزيت على نار الانقسامات الأوروبية، هذا ما أفصح عنه الانتقاد الأخير الذي وجهه رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز موراوسكي، واصفاً الاتحاد والقوى المركزية داخله، فرنسا وألمانيا، بـ"القوى الإمبريالية".

وانتقد موراوسكي الطريقة التي تعاملت بها ألمانيا وفرنسا مع التهديدات الروسية لأوكرانيا، محملاً إياهم مسؤولية الحرب وما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في القارة. هذا في وقت عارضت فيه بولندا، خطة تخفيض استهلاك الغاز لمواجهة الأزمة الطاقية.

بولندا تنتقد "الإمبرياليين"

جددت الأوضاع الراهنة التي تعيشها أوروبا النعرات الداخلية في الاتحاد الأوروبي، هذا ما يكشفه مقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي، الأربعاء، في صحيفة "دي فلت" الألمانية، حيث وصف الاتحاد الأوروبي بأنه "قوة إمبريالية"، في إشارة إلى أن فرنسا وألمانيا تحتكران فعلياً عملية صنع القرار في الكتلة.

وكتب موراوسكي بأن الحرب في أوكرانيا "أظهرت الحقيقة بشأن أوروبا"، حيث "نتعامل مع ديموقراطية رسمية وأوليغارشية بحكم الواقع، والأقوى هو من يتمتع بالسلطة"، إضافة إلى أن "هؤلاء الأقوياء لا يخطئون ولا يقبلون النقد من الخارج".

فيما المقصود بكلام المسؤول البولندي ألمانيا وفرنسا، اللتين تجاهلتا تحذيرات بلاده من التهديد الروسي، حسب زعمه، وأغمضا أعينهما عما يفعله الرئيس فلاديمير بوتين. و"الآن عليهم أن يواجهوا حقيقة أن شياطين القرنين التاسع عشر والعشرين قد انتعشت في روسيا: القومية، والاستعمار، والشمولية".

وخلص رئيس وزراء بولندا إلى أن "الغرب سقط في سبات جيوسياسي وفضل عدم رؤية المشكلة بدلاً من مواجهتها مقدماً"، وأن "القادة الأوروبيين سمحوا لأنفسهم أن يغريهم بوتين. وبعد غزو أوكرانيا، أصيبوا بالصدمة".

بولندا لا تثق في ألمانيا؟

في أبريل/نيسان الماضي، وعقب اكتشاف جثث لقتلى قالت أوكرانيا إن روسيا قتلتهم في مدينة بوتشا الأوكرانية، اتهم موراوسكي ألمانيا بعرقلة عقاب روسيا عما حصل، قائلاً: "علينا أن نرى أنه بغض النظر عن الطريقة التي نتعامل بها مع المجر، ألمانيا هي العقبة الرئيسية أمام العقوبات، أما المجر فتؤيد العقوبات".

فيما وجهة نظر المسؤول هذه، المشككة في ألمانيا، ليست حكراً على السياسيين البولنديين فحسب، بل هو موقف متفشّ بين الشعب البولندي. هذا ما تكشف عنه استطلاعات رأي، إذ إن 70% من البولنديين لا يثقون في ألمانيا، و68% لهم نفس الرأي بالنسبة إلى فرنسا، و47% يرون أن الاتحاد الأوروبي لا يتخذ إجراءات صحيحة في ما يخص أوكرانيا.

وعلى جانب آخر منذ صعود الحزب "العدالة والقانون" اليميني الشعبوي إلى الحكم في بولندا، فإن المتاعب تشوب علاقة وارسو ببروكسيل، حيث عرفت أشدها السنة الماضية حول مبدأ تطبيق القانون وحول منجم الفحم بتورو، مهددة بخروج البلاد من الاتحاد. وتزيد الشقاق الأوضاع التي خطَّتها الحرب في روسيا، إذ كانت بولندا أشد المعارضين لمخطط التقشف الطاقي الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي لمواجهة اضطراب إمدادات الغاز من روسيا.

TRT عربي
الأكثر تداولاً