محتجون أوكرانيون يرفعون عبارة "خيرسون أوكرانية".  (Olexandr Chornyi/AP)
تابعنا

في 31 مايو/أيار الماضي، صرَّح الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي، قائلاً: "نشعر بالقلق إزاء الخطوات التي اتخذتها روسيا لمحاولة إضفاء الطابع المؤسسي على السيطرة على الأراضي الأوكرانية ذات السيادة، ولا سيما في منطقة خيرسون الأوكرانية".

ويشير المسؤول الأمريكي هنا إلى عملية الترويس "تحويلها إلى روسية"، الجارية على قدم وساق، لمنطقة خيرسون التي سيطرت القوات الروسية عليها شهر مارس/آذار الماضي. حيث تسعى موسكو إلى تغيير معالم السيادة الأوكرانية من تلك المدينة ومحيطها، أسوة بما فعلته في القرم ومناطق الدونباس الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو.

كما عمدت سلطات موسكو إلى تغيير العملة المتداولة بالمنطقة إلى الروبل، وسرَّعت عملية منح السكان جوازات سفر روسية، كما غيَّرت خاصيات أبراج البث لتنقل القنوات الروسية مجاناً.

"ترويس" خيرسون

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها يوم الثلاثاء، بأن "خبراء وحدات بثّ القوات المسلحة الروسية غيّرت خاصيات آخر برج من بين سبعة أبراج في منطقة خيرسون، لتتمكن قنوات التلفزة الروسية من البثّ". مشيرة إلى أن متابعة هذه القنوات أصبحت مجانية بالنسبة لسكان مدينة خيرسون.

فيما يأتي هذا القرار بعد إجراءات أخرى أقرتها السلطات الروسية، منذ سيطرتها على المدينة الساحلية. على رأسها إسقاط المسؤولين المحليين الأوكران وتعويضهم بوجوه موالية لموسكو، كما رُفعت الأعلام الروسية على المباني الحكومية والمؤسسات العامة.

يضاف إلى هذا إنشاء روسيا نظاماً مصرفياً موازياً لنظيره الأوكراني. ومنذ أول مايو/أيار المنصرم، بدأ التعامل بالروبل عوض الهريفنا المحلية، بما في ذلك الرواتب الشهرية والمعاشات التعاقدية التي تحولت إلى العملة الروسية.

وأعلن وقتها نائب رئيس الإدارة المدنية والعسكرية لمنطقة خيرسون، كيريل ستريموسوف، عن إدخال بدء تداول الروبل في المنطقة لـ"مساعدة المتقاعدين وموظفي الدولة"، في أفق التحول الكامل له بعد "أربعة أو خمسة أشهر".

وفي السياق ذاته، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، مارات خوسنولين، أن "جميع الأراضي المحررة في أوكرانيا والتي تخضع للسيطرة الروسية، ستتحول إلى استخدام الروبل الروسي في المعاملات المالية".

يضاف إلى هذا عمل سلطات موسكو على تجنيس سكان هذه المنطقة، حيث وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 25 مايو/أيار الفائت، مرسوماً يقضي بتخفيف قيود منح الجنسية الروسية لسكان منطقة زابوروجي وخيرسون في أوكرانيا.

هذا وأعلنت وكالة الأنباء الروسية تاس، في 12 يونيو/حزيران الجاري، بأن موسكو سلَّمت حوالي 23 جواز سفر روسي للراغبين فيه من سكان خيرسون. ونقلت على لسان الحاكم العسكري للمدينة فولوديمير سالدو، قوله: "يرغب جميع رفاقنا من سكان خيرسون في الحصول على جواز السفر والمواطنة (الروسية) في أسرع وقت ممكن".

استفتاء على شاكلة القرم

كانت مدينة خيرسون، المطلة على البحر الأسود، أول مدينة أوكرانية تقع في يد الروس، منذ بداية هجومهم على البلاد في 24 فبراير/شباط الماضي. وكشفت وثائق توصل لها جهاز الأمن الأوروبي، نيَّة موسكو تنظيم استفتاء من أجل انضمام هذه المنطقة، ومناطق أخرى تحت سيطرتها، إلى التراب الروسي، على شاكلة ما قامت به سنة 2014 في شبه جزيرة القرم.

وأكد ليونيد سلوتسكي، نائب مجلس الدوما وزعيم حزب "LDPR" القومي المتطرف، هذه النية. متحدثاً للصحافة عن وجود خطط لتنظيم هذا الاستفتاء في منطقتي خيرسون ودونباس "شهر يوليو/تموز القادم". فيما تعتبر أوكرانيا هذا الأمر غير قانوني، وتثبيتاً لـ"الاحتلال الروسي" لأراضيها.

هذا وتعد خيرسون منطقة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا، كونها تقع على مصب نهر دنيابر، ما يجعلها مصدراً رئيسياً للمياه العذبة نحو القرم ومناطق الجنوب الخاضعة للسيطرة الروسية. كذلك نقطة ارتكاز أساسية في مساعيها للاستحواذ على أوديسا، حيث أهم ميناء تصدير أوكراني، وإتمام مهمة عزل البلاد عن كامل شريطها الساحلي.

TRT عربي
الأكثر تداولاً