تشهد الانتخابات العامة في السويد سباقاً محموماً بين اليسار واليمين المتطرف (Tt News Agency/Reuters)
تابعنا

شهدت السويد الأحد 11 سبتمبر/أيلول الجاري، انتخابات برلمانية تأتي في وقت دقيق تمرّ به البلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي، سمته البارزة هى الحرب المندلعة في أوكرانيا وما نتج عنها من أزمة طاقة أوروبية، بالإضافة إلى ملفّ الجريمة المنظمة التي يثير تصاعدها مخاوف قطاع واسع من الناخبين السويديين.

وكشف الفرز الأوّليّ للأصوات سباقاً محموماً بين الأحزاب اليسارية الطامحة في ولاية ثانية على رأس الحكومة، والكتلة اليمينية بقيادة "الحزب الديمقراطي" المتطرف أحد امتدادات حزب نيو نازي منحلّ.

سباق محموم

في تصريحات عقب صدور استطلاعات رأي أولية للنتائج، صرّحَت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون بأنه لا يزال من الصعب التكهُّن بنتائج الانتخابات البرلمانية بسبب تقارب المنافسة. وأضافت في كلمة أمام أعضاء حزبها أن "مراكز الاقتراع أُغلِقت، لكننا لن نحصل على نتيجة نهائية الليلة".

وأظهر استطلاعان أُجرِيَا لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، تقدّماً ضئيلاً لليسار على تكتل غير مسبوق لليمين واليمين المتطرف في الانتخابات. ووفقاً لهما، سينال معسكر اليسار بزعامة رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها الاشتراكية الديمقراطية ماغدالينا أندرسون ما بين 49,8% و50,6% من الأصوات مقابل 48,0% و49,2% لتكتل اليمين واليمين المتطرف.

ويُتوقّع أن يحصل "الحزب الديمقراطي" السويدي اليميني المتطرف بزعامة المحافظ أولف كريسترسون، حسب الاستطلاعات، على 73 مقعداً في البرلمان، وبالتالي يصبح ثاني أكبر قوة تحت القبة التشريعية، على رأس معارضة يمينية بنحو 173 مقعداً أو أكثر، ليصبح اليمين المتطرف أكبر رابح في الانتخابات الأخيرة مما سيخلق متاعب لليسار حتى في حال فوز الأخير بالحكومة.

ووفق مراقبين، فمن شأن فوز اليمين بدعم من اليمين المتطرف أن يفتح مرحلة سياسية جديدة في السويد في وقت تستعدّ فيه البلاد لتولّي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الأول من يناير/كانون الثاني. غير أن شعبية رئيسة الوزراء الاشتراكية الديمقراطية المنتهية ولايتها التي تتفوق على خصمها المحافظ أولف كريسترسون من جهة نسبة الثقة، وتخوّف الناخبين الوسطيين من اليمين المتطرف، عاملان يصبان في مصلحة اليسار.

امتداد لحزب نيو نازي

وتشكّل النتائج الأولية للانتخابات سابقة في أوساط السياسة السويدية، إذ لم يسبق أن يحصد حزب يميني متطرف كل هذا الزخم.

ويمنّي أولف كريسترسون نفسه بالنصر قائلاً: "في الوقت الحالي يبدو أننا أمام تغيير في السلطة، وعلى السويديين فقط التحلّي بالصبر وترك الديمقراطية تأخذ مجراها".

ويعود تأسيس "الحزب الديمقراطي" السويدي إلى عام 1988، إذ يتموقع في أقصى يمين الطيف السياسي بالبلاد، بآيديولوجيا تجمع بين القومية المتطرفة والمحافظة والتشكك في النظام الليبرالي والاتحاد الأوروبي.

ويتبنّى الحزب أيضاً خطاباً معادياً للإسلام والمهاجرين، ويحمّل الجاليات المغاربية والإفريقية بالبلاد مسؤولية انتشار الجريمة المنظمة التي تثير مخاوف عديد من السويديين.

وكان أول زعيم لـ"الحزب الديمقراطي" السويدي أندرس كلارستورم، قيادياً وازناً في حزب "الرايخ النوردي" النيو نازي المنحلّ، كما أن عدداً من مؤسسي "الديمقراطي" انتموا في أوقات سابقة إلى "الرايخ النوردي".

وحسب توبياس هوبينت المحاضر في الدراسات متعددة الثقافات في جامعة كارلستاد، "يُعتبر الحزب الديمقراطي السويدي حالياً أكبر حزب في العالم له جذور نازية، وحتى إذا كان الحزب يُدين رسمياً جذوره الآيديولوجيا العرقية، فإن هذه الخلفية قائمة حتى اليوم، بمعنى أن الحزب لا يزال يرى نفسه على أنه القوة السياسية الوحيدة التي يمكنها إنقاذ الأغلبية من السكان البيض السويديين الأصليين".

TRT عربي