كشف تقرير أخير لمنظمة "ETC Group" الدولية عن سيطرة من أربع إلى ست شركات ضخمة على معظم سلاسل الغذاء العالمية. (DPA)
تابعنا

خلال اجتماع أممي رفيع المستوى حول الأمن الغذائي، كشفت منظمة "ETC Group" للعدالة البيئية، في تقريرها المعنون بـ"بارونات الغذاء 2022"، بأن الشركات الضخمة للصناعات الغذائية راكمت أرباحاً مهولة من أزمة كوفيد-19، وأنه من أربع إلى ست منها تستحوذ على معظم سلاسل توريد الغذاء العالمية.

وأردفت المنظمة في تحليلها لوضع العدالة الغذائية في العالم، بأن هذه السياسات الاحتكارية التي تسود سوق الغذاء العالمية تهدد الأمن الغذائي لعدد من شعوب الكرة الأرضية. فيما يأتي هذا تزامناً مع إعلان الأمم المتحدة أن 345 مليون شخص حول العالم يواجهون خطر الجوع.

بارونات الغذاء في 2022

حسب تقرير "ETC Group"، في ما يخص سلاسل توريد الكيماويات الفلاحية والبذور والأسمدة، تتربع شركة "Syngenta" الصينية على عرش هذه التجارة، إذ تستحوذ على ربع السوق العالمية لتلك المواد.

وتأتي هذه الشركة المملوكة لحكومة بكين في المركز الأول عالمياً، كأكبر شركة تنشط في الكيماويات الفلاحية والبذور والأسمدة، تليها "BASF" و"Bayer" الألمانيتان و"Coverta" الأمريكية. وتستحوذ هذه الشركات مجتمعة على 62.5% من السوق العالمية. وقبل 25 سنة، كانت 10 شركات تمتلك حصة 40% من السوق العالمية للبذور التجارية، مقارنة باليوم حيث شركتان فقط تمتلكان نفس الحصة من السوق.

وبالنسبة لسوق المعدات الفلاحية، بما فيها الجرارات وآلات الحصاد ومعدات رش المبيدات، تحتكر ست شركات حول العالم نصف السوق. وفي عام 2020، فاق إجمالي أرباح كل من شركة "Deere & Company" الأمريكية و"Kubota" اليابانية و "CNH Industrial" البرطانية أكثر من 47.381 مليون دولار.

وفي العام نفسه، استحوذت مجموعة ADQ القابضة المملوكة للحكومة الإماراتية على 45% من أسهم شركة لويس دريفوس "Louis Dreyfus" التي تعد واحدة من أكبر شركات في العالم في قطاع الزراعة ومعالجة الأغذية والشحن الدولي. ما يوضح، حسب "الغارديان" البريطانية، مدى اهتمام الدول الغنية في الشرق الأوسط بضمان أمنها الغذائي عن طريق إنتاج الغذاء في الخارج.

احتكار يهدد الأمن الغذائي العالمي

وأمام هذا الواقع، أوضحت فيرونيكا فيلا، المسؤولة في منظمة "ETC Group" للعدالة البيئية: "علينا التذكير بأن عدم المساواة الهيكلية واحتكار الشركات (لسلاسل توريد الغذاء) يؤديان إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية (...) وهذا التقرير يسلط الضوء على الاندماج المذهل (لهذه الشركات) الذي مكّن من التربح من خلال أزمة كوفيد-19 والتغيرات المناخية والحروب، كما يحدد هوية الجناة الذين يغذون الجوع المتزايد حول العالم".

فيما يأتي تقرير المنظمة بعد أيام من تحذيرات الأمم المتحدة بأن مئات الملايين من الأشخص حول العالم يواجهون خطر الجوع، ما يشكل حالة طوارئ غذائية غير مسبوقة. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية، ديفيد بيزلي، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن 345 مليون شخص يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي في 82 دولة حيث يعمل البرنامج.

وتابع بيزلي بأنه أمر مزعج للغاية أن 50 مليوناً من هؤلاء الأشخاص في 45 دولة يعانون سوء تغذية حاداً جداً و"على باب المجاعة". خالصاً إلى أنه "ما كان يمثل موجة جوع هو الآن تسونامي من الجوع".


TRT عربي