سلاح الجو التركي يأتي في المركز التاسع عالمياً (AA)
تابعنا

على الرغم من أن تركيا واليونان بلدان يتشاركان التاريخ والجغرافيا، فضلاً عن كونها عضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فإن اليونان انتهجت من الممارسات الاستفزازية والتعنّت أسلوباً للتعاطي مع تركيا على الدوام، فيما شهدت السنوات الأخيرة فتح فصل جديد من النزاع والتوتر بين البلدين بسبب محاولات أثينا وحلفائها السيطرة على مصادر الطاقة الطبيعية شرقي المتوسط.

ومع ارتفاع حدة التوترات بين البلدين، لم تكتف اليونان بجلب مزيد من الحلفاء الأوروبيين إلى صفها، بل تسعى جاهدة لردم الهوة بينها وبين تركيا التي تفوقها عسكرياً، عدداً وعدة، برياً وبحرياً وجوياً. وبدعم فرنسي تحاول أثينا تعزيز سلاحها الجوي لتتمكن من مجاراة تفوق سلاح الجو التركي المعزز بأفضل وأحدث ما أنتجته شركات الصناعات العسكرية المحلية، وعلى رأسها الطائرات المسيّرة والمروحيات والمقاتلات المعدلة والمحدثة، فضلاً عن بدء أنقرة إنتاج مقاتلاتها المحلية من الجيلين الخامس والسادس.

وفي هذا الصدد أعلنت اليونان، الثلاثاء، توقيعها اتفاقاً مع فرنسا لشراء ثلاث فرقاطات جديدة مع إتاحة خيار لشراء فرقاطة رابعة.

وذكر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الاثنين، أنّ اليونان تُجري محادثات مع فرنسا لتعزيز تحالفهما الدفاعي في الوقت الذي تسعى فيه أثينا إلى رفع قدرات قواتها المسلحة.

وقبل أسابيع كشفت اليونان عن تسلُّمها أول مقاتلة فرنسية مستعملة من طراز "رافال"، على أن تُسلَّم الطائرات المتبقية بحلول سبتمبر/أيلول 2023، بموجب عقد يُقدَّر بنحو 2.5 مليار يورو. وتعقيباً على هذا الإعلان قال وزير الدفاع التركي خلوصي أقار: "لا يمكن تغيير ميزان القوى من خلال امتلاك عدة طائرات مستعملة". في هذا التقرير نستعرض القدرات العسكرية الجوية لكلا البلدين.

سلاح الجو التركي

حسب موقع "غلوبال فاير باور" حلت تركيا في المرتبة 11 بين أقوى 140 جيشاً حول العالم للعام الجاري 2021، فيما بلغت ميزانية أنقرة العسكرية نحو 17 ملياراً و300 مليون دولار أمريكي، واحتلّ سلاحها الجوي الذي يضمّ ألفاً و56 طائرة عسكرية المرتبة التاسعة عالمياً.

ويمتلك سلاح الجو التركي 206 مقاتلات حربية من طراز "إف 16" و"إف 4 فانتوم"، و80 طائرة شحن عسكري، و273 طائرة تدريبية، و19 طائرة للمهامّ الخاصة، بالإضافة إلى 471 مروحية بينها 104 مروحيات هجومية. وأيضاً 98 مطاراً صالحاً للاستخدامات العسكرية في جميع أنحاء تركيا، و7 طائرات لوجستية خاصة لتزويد الوقود جواً.

وفي جانب الدفاع الجوي، تمتلك تركيا منظومة الدفاع الروسية المتطورة "إس 400" إلى جانب منظومات محلية وأمريكية أخرى، فضلاً عن استفادتها من نظام الإنذار المبكر المحول جواً الخاص بحلف الناتو (AWACS)، وامتلاك سلاحها الجوي قدرات مستقلة متمثلة بأسطول الإنذار المبكر والتحكم المحمول جواً على طائرة بوينغ (AEW & C737)، إضافة إلى طائرتين خاصتين بالاستخبارات الإلكترونية.

سلاح الجو اليوناني

حل الجيش اليوناني في المرتبة 29 بين أقوى 140 جيشاً حول العالم للعام الجاري 2021، وبلغت ميزانية أثينا العسكرية قرابة 11 ملياراً و700 مليون دولار أمريكي، وبفضل امتلاكها 625 طائرة عسكرية، حلّ سلاحها الجوي بالمرتبة 18 عالمياً.

فيما يمتلك سلاح الجو اليوناني 187 طائرة مقاتلة من طراز "إف 16" و"فانتوم" و"ميراج 2000"، و15 طائرة نقل عسكري، و144 طائرة تدريب، و9 طائرات للمهام الخاصة، بالإضافة إلى 270 مروحية بينها 29 مروحية هجومية، وأيضاً 77 مطاراً صالحاً للاستخدامات العسكرية، ولا تمتلك اليونان أي طائرات لوجستية خاصة لتزويد الوقود جواً.

وفي ما يخصّ الدفاع الجوي، تمتلك اليونان هي الأخرى منظومة دفاع روسية من طراز "إس 300"، لكنها لم تدخل الخدمة بسبب الضغوط الأمريكية والأوروبية. وكما هو حال تركيا، تستفيد اليونان من نظام الإنذار المبكر المحول جواً الخاص بحلف الناتو (AWACS)، فضلاً عن امتلاكها قدراتها المستقلة المحمولة جواً للإنذار المبكر والتحكم.

المسيَّرات التركية

إلى جانب تفوُّق سلاح الجو التركي بمراحل على نظيره اليوناني وتفوُّق الصناعات الدفاعية التركية، تمتلك أنقرة سلاحاً فتَّاكاً غيَّر موازين القوى التقليدية تماماً، فخلال السنوات الـ15 الماضية، وبعد أن كانت تركيا تعتمد اعتماداً كلياً على الطائرات المسيّرة التي تستوردها من أمريكا وإسرائيل، نجحت في شقّ طريقها لتصبح من بين الدول الخمس الكبرى الأكثر استخداماً وتصنيعاً لهذا النوع من الأسلحة، وأصبحت تنافس كلاً من أمريكا وإسرائيل في تصنيع وتصدير الطائرات المسيَّرة المسلحة وغير المسلحة.

وفوق أكثر من ساحة صراع إقليمية ودولية، تمكنت المسيّرات التركية من اغتنام الفرصة لإثبات كفاءتها وتفوقها في المهام كافة وبمختلف الظروف، فضلاً عن تصدُّرها المشهد في صراع الغاز شرق المتوسط إلى جانب الأسطول البحري التركي، الأمر الذي دفع اليونان إلى البحث عن مزودين دوليين لشراء هذا النوع من التقنية، فضلاً عن محاولاتها اليائسة لمجابهة التفوق التركي من خلال شرائها مقاتلات "رافال" المستعملة.

وبعد إقصاء تركيا من برنامج المقاتلة الشبحية الأمريكية "إف 35" بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400"، ومحاولات اليونان لاقتناء مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية "إف 35"، لم تكتفِ أنقرة بتحسين وتعزيز مسيّراتها ومقاتلاتها من طراز "إف 16" بأسلحة وأنظمة محلية متطورة، بل وأعلنت عن قرب اكتمال تصنيع نموذج طائرتها الشبحية من الجيل الخامس (MMU) بإمكانات محلية خالصة، كما أعلنت شركة "بايكار" التركية المصنعة للمسيّرات المحلية برنامجها الواعد، المتمثل في تصميم وإنتاج مقاتلات مسيّرة من الجيل السادس ستكون جاهزة بحلول 2023، وبدخولها الخدمة ستغير مفهوم الحروب الجوية تماماً.

TRT عربي