تابعنا
اتهمت الحكومة الفرنسية، أجهزة الاستخبارات المغربية بتورطها في عمليات تجسس على صحفيين ومسؤولين إعلاميين فرنسيين، باستخدام تقنيات شركة إسرائيلية.

أصبحت إسرائيل كياناً رائداً في العالم في مجال تكنولوجيا التجسس وتجاوزت في ذلك قوى وأقطاباً عالمية، ويعتبر دافعها الأمني والعسكري، المحفز الأساسي والمحرك الرئيسي لتطويرها منظومتها الرقمية والتكنولوجية لتحقيق تفوق تجسسي على أعدائها في المنطقة والعالم من دول وأفراد.

وتمكنت بذلك من توسيع نفوذها الاستخباراتية في عدة دول، لتتحكم في مسارات اتخاذها للقرار وتلعب دوراً مهماً في سياساتها.

وعلى غرار موجة التطبيع الأخيرة، اتجهت بعض البلدان العربية إلى التعاون مع إسرائيل وبشكل سري في مجال الأمن المعلوماتي والتحري الاستخباراتي للوصول إلى بيانات بعض الشخصيات السياسية والإعلامية والناشطين.

وفي هذا السياق، كان قد أجاب رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في معرض سؤاله عما يريده العرب من إسرائيل قائلاً: التكنولوجيا والتكنولوجيا ثم التكنولوجيا.

لتكشف مؤخراً وسائل إعلامية أجنبية، تورط المغرب في عمليات تجسس على حسابات شخصية وهواتف لصحفيين وإعلاميين فرنسيين باستخدام برنامج تجسس إسرائيلي. الأمر الذي قد ينذر ببوادر أزمة محتملة بين البلدين.

بتقنية إسرائيلية.. المغرب تتجسس على فرنسا

كشفت وسائل إعلام دولية، إثر تحقيق استقصائي أجراه موقع التحقيقات Forbidden Stories، تورط جهاز الاستخبارات المغربي في استعمال تقنية بيغاسوس الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية، في التجسس على صحفيين معارضين مغاربة عرفوا بانتقاداتهم للسلطة، إلى جانب حوالي 30 صحفياً فرنسياً ينتمون إلى مؤسسات إعلامية شهيرة، كصحيفة لوفيغارو، ولوكانار أونشيني ولوموند والوكالة الفرنسية للأنباء وقناة فرانس 24.

ولم تكن المرة الأولى التي تستهدف فيها المغرب الصحافيين والناشطين، إذ نشرت منظمة العفو الدولية في تقرير سابق صدر في يوليو/تموز 2020، تورط الاستخبارات المغربية في اختراق هاتف الصحافي المغربي عمر الراضي، باعتماد تقنية بيغاسوس، على خلفية اتهامه بالتآمر على سلامة البلاد والتعاون مع جهات أجنبية في ذلك.

وأثار الخبر استياء الإعلاميين وضحايا الاختراق من الناشطين والصحفيين الفرنسيين، وتعليقاً على ذلك، كتب إيدوي بيلينيل مؤسس موقع Mediapart الاستقصائي الفرنسي، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر أن التجسّس على هاتفه وهاتف إحدى زميلاته تتورط فيه مباشرةً الأجهزة المغربيّة، في إطار قمعها الصحافة المستقلة والحراك الاجتماعي، على حد تعبيره.

ووسط استياء وضغوطات للمحاسبة والتحري الدقيق في الحادثة، نددت السلطات الفرنسية باختراق الأجهزة المغربية للصحافيين والإعلاميين الفرنسيين. وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال في تصريح إعلامي "إنها وقائع صادمة للغاية، وإذا ما ثبتت صحتها، فهي خطيرة للغاية".

وأضاف أتال "نحن ملتزمون بشدة حريّة الصحافة، لذا فمن الخطير جداً أن يكون هناك تلاعب وأساليب تهدف إلى تقويض حرية الصحافيين وحريتهم في الاستقصاء والإعلام". مشدداً على ضرورة تقديم الجانب المغربي للتوضيحات الكافية حول الحادثة.

ورداً على الاتهامات التي وجهت إليها، نفت السلطات المغربية نفياً قاطعاً، تورطها في عمليات الاختراق، واعتبرت أن ما أسفرت عنه نتائج التحقيق لا أساس لها من الصحة، وأكدت أنه لا تربطها علاقة بشركة NSO الإسرائيلية.

NSO الإسرائيلية تنفي مسؤوليتها عن الاختراق

على غرار طعنها في نتائج التحقيق الأخيرة، نفت شركة NSO الإسرائيلية، اطلاعها على استخدامات زبائنها لتقنية بيغاسوس، وأكدت أنها غير قادرة على الوصول إلى بيانات استهداف زبائنها.

ورغم أن الشركة ادعت في وقت سابق أن تقنية بيغاسوس تستخدم فقط لأغراض التحقيق الجنائي، إلا أن إيتيان ماينير خبير التكنولوجيا الجديدة في منظمة العفو الدولية قال في تعليق على ادعاء NSO: "لقد قدمنا ​​الآن دليلاً دامغاً على أن هذا غير صحيح تماماً".

وتشير تسريبات تحقيق Forbidden stories ، أنه باستخدام تقنية بيغاسوس جرى الوصول إلى بيانات حوالي 50000 هاتف شخصي لقادة سياسيين ونشطاء وصحافيين وإعلاميين حول العالم، في انتهاك صارخ لحقوق الانسان.

وفي السياق ذاته، اعتبرت منظمة العفو الدولية، أن تقنية بيغاسوس الخاصة بمجموعة NSO تعتبر سلاحاً مفضلاً للحكومات القمعية التي تسعى إلى إسكات الصحفيين، واستغلال النشطاء وسحق المعارضة، وتُعرض أرواحاً لا حصر لها للخطر.

TRT عربي