مُسيّرة "بيرقدار TB2" الّتي تُعَد أحد أبرز المنتجات الدفاعية والجوية التركية خلال الأعوام الماضية (Baykar/AA)
تابعنا

باتت صادرات تركيا من الصناعات الدفاعية والجوية تحقق أرقاماً قياسيّةً مؤخّراً، لتقترب رويداً مع نهاية العام الحالي إلى تخطّي عتبة 3 مليار دولار.

وبفضل نجاحها على الأرض، أصبح الإقبال على المنتجات الدفاعية والجوية التركية يزداد عالمياً، حيث يسهم أدائها المتفوِّق في العمليات داخل وخارج تركيا في زيادة الاهتمام بها وبالتالي زيادة صادراتها.

أرقام قياسية

حسب بيانات مجلس المصدّرين الأتراك، فإنّ صادرات القطاع التركي سجّلت عام 2018 ملياريْن و35 مليوناً و956 ألف دولار، وارتفعت عام 2019 بنسبة 34.6 في المائة محقّقة ملياريْن و740 مليوناً و988 ألف دولار.

فيما سجّلت صادرات القطاع خلال العام الماضي انخفاضاً بنسبة 16.8 في المائة جرّاء تبعات انتشار جائحة كورونا، محقّقةً مليارين و278 مليوناً و27 ألف دولار.

وبلغت الصناعات الدفاعية والجوية رقماً قياسياً جديداً في التصدير قبل نهاية العام 2021، رغم أنّ تأثير الوباء لم يمر بالكامل بعد، وأنّ أولويات الدول تتركّز على مجالات مختلفة، ويخاصة الصحة.

وسجّل حجم الصادرات في 11 شهراً من العام الجاري ملياريْن و793 مليوناً و974 ألف دولار، محقّقاً زيادة بنسبة 39.7 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي، ليُسجَّل رقماً قياسياً لصادرات المنتجات الدفاعية والجوية.

وتتصدّر الولايات المتحدة الأمريكية، وأذربيجان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وألمانيا، وأوكرانيا قائمة الدول الأكثر إقبالاً على شراء منتجات الصناعات الدفاعية والجوية من تركيا.

جدير بالذكر الإشارة إلى أنّ العديد من المراقبين والخبراء العسكريين يشدّدون على أنّ الأرقام الفعلية لصادرات الدفاع التركية تتجاوز الأرقام المُعلنة بكثير، وذلك نظراً لتفضيل كثير من الدول عدم الإفصاح عن حجم صفقاتها العسكرية والدفاعية، وبالتالي لا تُدرَج بالتصنيف.

الولايات المتحدة

تصدّرت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول الأكثر استيراداً للمنتجات الدفاعية والجوية التركية خلال الفترة من بداية العام الجاري إلى نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، وذلك بمليار و32 مليوناً و615 ألف دولار.

وسجّلت واردات الولايات المتحدة للأسلحة الدفاعية والجوية التركية بذلك زيادة بنسبة ما يزيد عن 50% مقارنةً بالعام الفائت، إذ قفزت من 687 مليوناً و402 ألف دولار عام 2020 إلى ما يزيد على مليار دولار خلال 11 شهراً من العام الجاري.

أذربيجان

جاءت أذربيجان بالمرتبة الثانية في قائمة القطاع للعام الجاري بـ192 مليوناً و126 ألف دولار، مسجّلة بذلك انخفاضاً بنسبة 24.8% عن عام 2020 الذي استوردت خلاله من القطاع التركي ذاته ما قيمته 255 مليوناً و650 ألف دولار أمريكي.

قطر

تحلّ قطر في المرتبة الثالثة من قائمة كبار مشتري أسلحة الدفاع والطيران التركية خلال 2021، وذلك بـ180 مليوناً و544 ألف دولار عقب شرائها عربات مدرّعة ومنصّات بحرية وأنظمة أسلحة.

وتشهد الدوحة بذلك ارتفاعاً ملحوظاً عن الاحصائية ذاتها للعام الماضي، إذ ارتفعت وارداتها من القطاع التركي من 43 مليوناً و560 ألف دولاراً عام 2020 إلى ما يزيد على ذلك بثلاثة أضعاف، وتحديداً بنسبة 314.5 في المائة.

وكان رئيس الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير، صرّح بأنّه العلاقات الجيّدة مع قطر "تنعكس بشكل عام على تعاوننا بالصناعات الدفاعية"، مفيداً أنّ بلاده تصدّر لقطر العديد من المعدّات العسكرية مثل المركبات المدرّعة وأنظمة الحرب الإلكترونية وكاشفات الكاميرات ومختلف المعدّات الأمنية.

الإمارات

في المرتبة الرابعة بالقائمة سجّلت الإمارات العربية المتحدة ما إجماله 161 مليوناً و373 ألف دولار من الواردات العسكرية الدفاعية التركية خلال العام الحالي، وذلك بانخفاض نسبي عن العام الماضي الذي كانت أبو ظبي اشترت خلاله ما قيمته 188 مليوناً و203 ألف دولار من القطاع ذاته.

ووقّع الجانبان التركي والإماراتي، على هامش لقاء أردوغان وبن زايد في انقرة، اتفاقيات تتضمّن استثمارات ومذكّرات تفاهم في 10 مجالات مختلفة، وهو ما يدفع مراقبين للتنبؤ بارتفاع وتيرة التبادل التجاري بين أنقرة وأبو ظبي، بما في ذلك الصناعات العسكرية والدفاعية الّتي تتميّز بها تركيا.

ألمانيا

حلّت ألمانيا خامسةً في القائمة، وذلك عبر شرائها أسلحة دفاع وطيران من القطاع التركي تُقَدَّر بـ144 مليوناً و467 ألف دولار، محافظةً بذلك على وتيرة ومعدَّل ثابتيْن مقارنةً بالعام الفائت، حين استوردت برلين ما قيمته 142 مليوناً و816 من الصناعات الدفاعية والجوية التركية.

وتجمع تركيا وألمانيا علاقات تجارية عسكرية قوية ومتبادَلة، إذ تُعَد الأولى أكبر مشترٍ للأسلحة الألمانية داخل حلف الناتو، كما تُقبِل برلين على اقتناء الأسلحة التركية لا سيّما عقب التطوّر الهائل الذي تشهده تلك الصناعة التركية، ما وضعها في مصاف الدول المتقدّمة تكنولوجيّاً، جاذبةً الانتباه والاهتمام العالمي لاقتناء منتجاتها المتميّزة.

أوكرانيا

سجّلت أوكرانيا ارتفاعاً ضخماً وطفرة كبرى في وارداتها العسكرية الجوية والدفاعية الّتي حصلت عليها من أنقرة، وذلك عقب قفز إجمالي تلك الواردات من 17 مليوناً و589 ألف دولار بعام 2020، إلى 123 مليوناً و193 ألف دولار خلال العام الجاري، وهو ما يعني تضاعف الرقم ذاته لنحو سبعة أضعاف خلال عام واحد.

وتُقبِل أوكرانيا على نحو خاص على اقتناء أسلحة المُسيّرات التركية لما تحظى به من سمعة، وما حقّقته من حسم ونصر في عديد المعارك والصراعات في سوريا وأذربيجان وليبيا.

TRT عربي