شهد يوم الأربعاء وصول الطائرة البريطانية الثامنة المحمَّلة بالأسلحة إلى أوكرانيا (Reuters)
تابعنا

يوماً بعد يوم ترتفع أصوات طبول الحرب شرق القارة الأوروبية، مع استمرار حشد موسكو جيوشها على الحدود الأوكرانية، إضافة إلى استمرار التراشق بالتهديدات بين الغرب والروس.

ولم يتوقف التصعيد على الجانبين عند هذا الحد، بعد فشل جولة المحادثات بينهما، التي استضافها كل من جنيف وبروكسيل بين 10 و13 يناير/كانون الثاني الجاري، بل في قرار لوزارة الدفاع البريطانية، مدّت لندن جسراً جوياً لتزويد أوكرانيا بأسلحة مضادة للدروع، وخبراء لتدريب جيشها.

خطوة وقفت ألمانيا ضدها، رافضة عبور الجسر الجوي البريطاني من أجوائها، تفادياً لصبّ الزيت على النار وتمسُّكاً بالأمل في حل دبلوماسي. كما تُضاف إلى سابقة نفّذتها كندا، حينما بعثت هي الأخرى إلى كييف بوحدة قوات خاصة، من أجل "المساعدة على إجلاء الدبلوماسيين الغربيين عند وقوع اجتياح روسي واسع" حسب ما صرّحت به أوتاوا.

بريطانيا تسلّح كييف

شهد يوم الأربعاء وصول الطائرة البريطانية الثامنة المحملة بالأسلحة إلى كييف، في إطار جسر جوي أطلقته الملكة المتحدة من أجل تعزيز الدفاعات الأوكرانية ضدّ الغزو الروسي المحتمَل.

وقبلها في ذات اليوم قال نائب وزير الدفاع البريطاني بين والاس إن بلاده "سلمت أوكرانيا عدة آلاف من الصواريخ الخفيفة المضادة للدبابات"، تأكيداً لما أعلنه وزير الدفاع في مجلس العموم من قرار تزويد أوكرانيا بأنظمة مضادة للدبابات للدفاع عن النفس.

وقال والاس خلال الجلسة البرلمانية الاثنين، إن "لأوكرانيا كل الحق في الدفاع عن حدودها، وهذه الحزمة الجديدة من المساعدات تعزّز قدرتها على ذلك"، مضيفاً أن "هذا الدعم يشمل أسلحة قصيرة المدى ودفاعية بشكل واضح، فهي ليست أسلحة استراتيجية ولا تشكل تهديداً لروسيا، وتُستخدم في حال الدفاع عن النفس".

وشملت هذه المساعدات العسكرية البريطانية لكييف صواريخ قصيرة المدى مضادة للدروع، وصفتها وسائل إعلام محلية بـ"عالية التقنية". إضافة إلى طاقم من الخبراء من أجل تدريب الجيش الأوكراني على استعمال تلك الأسلحة.

وفي أوكرانيا قوات بريطانية منذ سنة 2015، كما التزمت المملكة المتحدة المساعدة على إعادة بناء البحرية الأوكرانية بعد الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم سنة 2014.

تهديدات روسية وتحذيرات أمريكية

ردت موسكو عن القرار البريطاني بأنه "استفزاز"، وأن الغرب يستخدم غطاء "التهديد الروسي المزعوم" لتنفيذه. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن "التصريحات الغربية حول تحضيرات روسيا لهجوم مزعوم على أوكرانيا هي غطاء إعلامي لأجل الاستفزاز".

وأضافت: "نحن مقتنعون بأن الغرض من هذه الحملة هو إنشاء غطاء لإطلاق الاستفزازات على نطاق واسع، بما في ذلك الاستفزازات ذات الطبيعة العسكرية، التي يمكن أن يكون لها عواقب مأساوية على الأمن الإقليمي والعالمي".

من جانبه قال السفير الروسي لدى برلين سيرغي نيتشايف، إن "تقدم قواتنا قرب أوكرانيا ردّ فعل على توريدات أسلحة من الغرب إلى كييف".

وعبّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال خطابه بمناسبة مرور عام على تولّيه المنصب، عن مخاوفه بشأن التصعيد الحاصل في أوكرانيا، وحذّر الجانب الروسي من أنه سيدفع "ثمناً باهظاً" مقابل "اختباره" الغرب، متوعداً بالردّ الأمريكي "الصارم" في حال إقدام الجيش الروسي على غزو الأراضي الأوكرانية.

رفض ألماني لتسليح أوكرانيا

رفضت ألمانيا الخطوة البريطانية بتسليح أوكرانيا، وقالت على لسان وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك خلال زيارتها للعاصمة الأوكرانية كييف الاثنين في نفس يوم إعلان بريطانيا قرارها، إنها "ترفض تزويد أوكرانيا بالأسلحة".

وأوضح المستشار الألماني أولاف شولتس أسباب معارضة بلاده ذلك القرار بأن "الحكومة الألمانية تتبع منذ سنوات عديدة استراتيجية لها نفس التوجه في هذه القضية، ومن ضمن ذلك أننا لن نصدّر أسلحة فتاكة". وأضاف أنه "لم يتغير شيء في هذا مع تغيير الحكومة الذي حدث في ديسمبر/كانون الأول الماضي".

وكشفت صور رادارات الملاحة الجوية تفادي الطائرات البريطانية الحاملة للسلاح نحو أوكرانيا العبور من الأجواء الألمانية، بما يؤكد رفض الألمان استخدام أجوائهم لتسليح الأوكران. في المقابل أصرّت الحكومة الألمانية على تمسكها باستمرار المحادثات وإيجاد حل دبلوماسي للتوتر المتصاعد.

TRT عربي
الأكثر تداولاً