تتكون حركة "جيل Z" الداعمة لترشّح إريك زمور من الفاشيين والملكيين والعنصريين المتطرفين (Eric Gaillard/Reuters)
تابعنا

مثُل الكاتب اليميني الفرنسي والمرشّح المحتمل للرئاسة، إريك زمور، أمام المحكمة التصحيحية في باريس، بسبب نعته مهاجرين قاصرين بـ"السارقين والقتلة والمغتصبين". ذلك يوم الأربعاء، حيث وُجِّهت له اتهامات بـ"التحريض على الكراهية العرقية والتحقير العرقي" على خلفية تلك التصريحات التي أطلقها على قناة "CNews" المحلية ذات سبتمبر/أيلول 2020.

وكان زمور محرراً ومعلّقاً دائماً في برنامج "في مواجهة الخبر" (Face à l'info) الذي يُبثّ على قناة "CNews" الإخبارية، قبل أن ينسحب منه على خلفية طموحه بالترشّح للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في أبريل/نيسان 2022. وقال إثر واقعة الهجوم على المقارّ القديمة لصحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية حينها: "لا مكان لهم هنا (فرنسا). إنهم سارقون وقتلة ومغتصبون. هذه حقيقتهم. يجب إعادتهم إلى أوطانهم، ما كان علينا السماح بقدومهم أصلاً".

في المقابل، ومع إبراز نيَّته في الترشّح لرئاسة البلاد، أخذ زمور يجمع حوله حركةً من الشباب الداعمين له ولأفكاره، والمؤيدين لنهج الكراهية الذي يتبناه ضدّ الإسلام والمهاجرين. يُسمّون أنفسهم "جيل Z" تيمّناً بالحرف الأول من اسمه، وهم في معظمهم متطرفون يمينيّون وملكيون ومعتنقون لأفكار الفاشيَّة. اعتبروا أن الدعوى القضائية لا تعدو أن تكون محاولة لكتم صوت الصحفي، ومساساً بحقه في حريَّة التعبير.

عريضة لدعم العنصرية

وللدفاع عن إريك زمور، أنشأ هؤلاء الأنصار موقعاً بعنوان "أنا أدعم زمور" نشرت عليه عريضة للتوقيع، يقولون في مطلعها: "منذ سنوات عديدة يواجه زمور الاعتداءات القضائية المتكررة، وها هم القضاة يسوقونه مجدداً إلى الوقوف أمامهم في محاكمة لأنه حذَّر فقط من خطأ اعتبار أولئك القاصرين حالات معزولة".

"إنها حرية التعبير لكل الفرنسيين التي يُمسّ بها. وهذه الفضيحة التي تسيء إلى القضاء وإلى فرنسا يجب أن يُوضع حد لها"، يطالب كُتّاب العريضة، معتبرين أنّ ما يقع هو تدخل للقضاء في الشأن السياسي واعتداء ممنهج ضدّ زمور الذي حسب تعبيرهم "تجرّأ وقال الحقيقة بخصوص المهاجرين الذين يُهددون أمن الفرنسيين".

ووصفوا القضاء الفرنسي لهذا بـ"المنافق" واعتبروا أنّ إريك زمور الوحيد الذي يتحدَّث عن فرنسا باحترام ويدافع عنها باستماتة أمام "حكومة القضاة وإعلام الصوابية السياسية". ينادي مناصرو الكاتب اليميني المتطرّف بـ"دعم إريك زمور والدفاع عن حرية التعبير" في عريضة وقَّعها لحدّ الساعة 102 ألف فرنسي.

فاشيّون وعنصريّون وملكيون!

أوّل ما تلِج موقع "جيل زمور" تُصادفُك صورة له مكتوب عليها عبارة "زمور 2022: لكي نُعيد لفرنسا عظمتها". في شعار ترَمبي لا يمكن إلا أن يُبرِز مدى تأثّر الكاتب المثير للجدل بالرئيس الأمريكي السابق، وحلمه لأن يعيش نفس المصير مع إبدال البيت الأبيض بالإيليزيه.

لكنّ المثير أكثر هو قدوم تلك العبارة في شكل شعار حملة انتخابية، ما زال صاحبها يتكتّم إلى الآن حول تأكيد ترشّحه رسمياً من عدمه. لكنّ الإجابة تأتي من طرف "جيل Z" التي تُعرّف نفسها بأنها حركة أُنشئت في فبراير/شباط هذه السنة مِن "عُمق الحب الذي يُكنّه أعضاؤها لفرنسا"، وبهدف "جمع الدعم لترشّح إريك زمور لرئاسيات 2022". لأنّ "فرنسا تستحقّ رئيساً يُدافع بفخر عن جوهرها". كلّ هذا مع الإشارة في آخر التعريف إلى أنّ "الحركة مستقلة وزمور ليس مسؤولاً عن محتوى موقعها"، بينما تُكرّس جهدها الكبير للتعريف بأفكار الصحفي العنصرية.

فيما يكشف تحقيق صحفي لموقع "ميديابارت" أنّ هذه الحركة مكوّنة أساساً من كوادر حركات أخرى يمينية متطرِّفة، تدعو إلى العودة للملكية كـ"الحركة الفرنسية"، أو تحمل أفكاراً فاشية عنيفة واستعلائية عنصرية كحركة "جيل الهوية" المحظورة. ويُضيف التحقيق أنّ الأمر لا يتعلّق فقط بمنتمين عاديين لتلك الحركات المتطرّفة، بل بقيادات ومسؤولي جمع التمويلات وحشد الحملات الدعاية.

وينقل "ميديابارت" على لسان المتحدّث باسم "الحركة الفرنسية"، أنتوان بيرث، أن هذه العناصر اختارت إريك زمور بدلاً من مارين لوبان، لأنه "الأكثر راديكالية واستجابة لتطلعاتهم، عوض لوبان التي تبدو رخوة وغير قادرة على الدفاع عن مطالبهم". وأعطى بيرث مثالاً على ذلك "إدانة مارين لوبان لأحد نشاطاتنا الاحتجاجية" في إشارة إلى محاولة ثماني ناشطين من الحركة اقتحام مجلس جهة أوسيتاني (جنوب البلاد) ورفع لافتة تقول "الإسلاميّون اليساريّون هم خونة فرنسا!".

ويُورِد مقال آخر على موقع "Révolution permanente" أنه "من الصّعب عدم رؤية أنّ حملة زمور تضمّ الملكيين والنازيين الجدد وقدماء حزب التجمع الوطني، وأنّ هذه العناصر هي من تنشر خطاب الكراهية ومعاداة الإسلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يُنظّمون حملات عنف ضدّ المهاجرين".

TRT عربي