واجهت أربع دول من غرب البلقان، بما في ذلك ثلاث دول أعضاء في الناتو، هجمات إلكترونية على المؤسسات العامة. (Reuters)
تابعنا

أدت موجة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت حكومات أربع دول في غرب البلقان إلى شل المواقع الرسمية وخدمات المرافق العامة، بل وأدت إلى خلاف دبلوماسي بين ألبانيا وإيران فيما يُنظر إليه على أنه هجوم منسق على أعضاء الناتو.

واجهت دولة الجبل الأسود أسوأ هجمات على الإنترنت أدت إلى تعطيل الخدمات الحكومية ودفعت شبكة الكهرباء في البلاد إلى التحول إلى آلية التحكم اليدوي. اضطرت الحكومة إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة، التي أرسلت بسرعة فريقًا من خبراء الإنترنت التابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق في الهجمات الضخمة المنسقة.

أبلغت ألبانيا، التي تواجه سلسلة من الهجمات الإلكترونية منذ 15 يوليو/تموز، عن أحدث اختراق رقمي من هذا القبيل في 10 سبتمبر/أيلول عندما استهدف قراصنة نظام TIMS الخاص بها، والذي ينظم دخول وخروج الأفراد من وإلى البلاد ويشكل أساس السيطرة على الحدود.

وقد نُقل عن ميلان ستيفانوسكي، خبير إدارة الأمن ونائب رئيس جمعية أمن الشركات ومقرها سكوبي، وهي منظمة غير حكومية، قوله إن منطقة البلقان تواجه "حربًا خاصة على الإنترنت من نوع ما".

من منظور إيران

في منتصف يوليو، ألقى رئيس الوزراء الألباني إيدي راما باللوم على أربع مجموعات من القراصنة مرتبطة بإيران في استهداف عدائي لمنصة ألبانيا الإلكترونية التي تعرف بـ e-Albania، مما أجبر وزارة التعليم والرياضة على تأجيل الموعد النهائي لتسجيل طلاب المدارس الابتدائية لفترة غير محددة من زمن. كما اضطرت وزارة الداخلية في ألبانيا إلى إعادة فتح مكاتب السجل المدني لبعض الوقت.

وقد تراجعت العلاقات بين ألبانيا وإيران في عام 2014، عندما وفرت الدولة البلقانية ملاذًا لنحو 3000 عضو من جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في المنفى. واستقرت المجموعة منذ ذلك الحين في مخيم بالقرب من دوريس، الميناء الرئيسي في ألبانيا.

في 7 سبتمبر/أيلول، قطعت تيرانا العلاقات الدبلوماسية مع طهران وأمرت جميع الدبلوماسيين الإيرانيين وموظفي السفارة بالمغادرة في غضون 24 ساعة. تم اتخاذ القرار بعد أن ألقى تحقيق مشترك مع الولايات المتحدة باللوم على إيران في سلسلة الهجمات الإلكترونية.

وبررت تيرانا "هذه الاستجابة الشديدة" بأنها "تتناسب تمامًا مع خطورة والمخاطر الناجمة عن الهجوم الإلكتروني الذي هدد بشل الخدمات العامة المدنية، ومحو الأنظمة الرقمية واختراق سجلات الدولة، وسرقة الاتصالات الإلكترونية على الشبكة الداخلية الحكومية، وإثارة الفوضى وانعدام الأمن في البلاد".

الجبل الأسود تحت الحصار

تم إطلاق العنان للهجوم الإلكتروني الأكثر تعقيدًا واستدامة في الآونة الأخيرة على الجبل الأسود بواسطة مجموعة من القراصنة الإلكترونيين تطلق على نفسها "Ransomware Cuba" التي تم إلقاء اللوم عليها في استهداف البنية التحتية الرقمية للبلاد.

أكدت سلطات الجبل الأسود أن هذه الهجمات، التي بدأت في أغسطس / آب، تتكون من مزيج من عدة طرق مختلفة، بما في ذلك برامج الفدية ورفض الخدمة DoS.

وقال وزير الإدارة العامة، ماراس دوكاج، للتلفزيون الحكومي، إن المجموعة أنشأت فيروسا خاصا للهجوم يسمى Zerodate والذي أصاب 150 محطة عمل داخل 10 مؤسسات حكومية.

وقد أعلنت مجموعة Cuba Ransomware مسؤوليتها عن الهجوم على شبكة الإنترنت العميقة Dark Web، وقالت إنها حصلت على "مستندات مالية، ومراسلات مع موظفي البنوك، وحركات الحسابات، والميزانيات العمومية، والمستندات الضريبية"، من برلمان الجبل الأسود. لكن الحكومة قالت إن الكشف المبكر عن الهجوم سمح لها بضمان بقاء الأنظمة الرئيسية محمية.

يذكر أن دولة البلقان قد انضمت إلى الناتو في عام 2017 على الرغم من المعارضة القوية من الكرملين. كما انضمت إلى العقوبات الغربية ضد موسكو إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا.

كوسوف خارج التغطية

في الأسبوع الماضي، تم قطع اتصال المؤسسات العامة في كوسوفو عن الإنترنت في هجوم إلكتروني شنّ من خارج البلاد.

وقال المتحدث باسم الحكومة بيرباريم كريزيو إن الهجوم الإلكتروني لم يتمكن من اختراق البنية التحتية لشبكة الكمبيوتر الحكومية لأنه تم حظره بواسطة "معدات أمنية مناسبة".

"تم تحديد أن الهجوم الإلكتروني جاء من خارج كوسوفو، وكان الهدف هو عنوان IP حيث تتاح العديد من مواقع الويب الخاصة بمؤسسات جمهورية كوسوفو. وقد اتخذت وكالة مجتمع المعلومات، أو بالأحرى فريق الأمن السيبراني، إجراءات محددة للتغلب على هذا الهجوم السيبراني واستعادة خدمة الإنترنت.

مقدونيا الشمالية ليست محصنة

كما تعطل موقع وزارة التعليم والعلوم في شمال مقدونيا أيضًا نتيجة لهجوم إلكتروني. وأعلن رئاسة الوزراء وبالتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى، أنهم يعملون على إعادة تفعيل الموقع وأن بيانات المواطنين آمنة.

وقد حث المركز الوطني للاستجابة لحوادث الكمبيوتر جميع مؤسسات الدولة على التحقق من بروتوكولات الأمان عبر الإنترنت وتعزيزها ضد الهجمات الإلكترونية المحتملة بعد الاستهداف الأخير لموقع الوزارة.

في العام الماضي، تم تسجيل هجمات إلكترونية ضد مكتب الإحصاء الحكومي أثناء إجراء عملية تعداد سكاني في البلاد.

TRT عربي