رئيس وزراء جزر سليمان ماناسي سوغافاري أثناء زيارته للصين.  (Mark Schiefelbein/AP)
تابعنا

أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، تلقيها إخطاراً من جزر سليمان بتعليق دخول السفن الأمريكية لجزر الأرخبيل. فيما يأتي هذا القرار بعد أسبوعين من رفض سلطات هونيارا التصريح لسفينة خفر سواحل أمريكية من دخول أحد موانئها للتزود بالوقود.

هذا وفي أبريل/نيسان الماضي وقَّعت سلطات جزر سليمان اتفاقاً أمنياً مع الصين، فيما اعتبر وقتها إشارة إلى دخول الأرخبيل ذاتي الحكم تحت النفوذ الصيني. بينما يرى مراقبون قرار حظر هونيارا السفن الأمريكية الأخير، تأكيداً على ذلك النفوذ.

جزر سليمان تحظر السفن الأمريكية

نقلاً عن وكالة بلومبيرغ الأمريكية، قالت متحدثة باسم سفارة واشنطن في كانبيرا، في بيان، إن "الولايات المتحدة تلقت إخطاراً رسمياً من حكومة جزر سليمان بخصوص تعليق جميع الزيارات البحرية في انتظار تحديثات إجراءات البروتوكول".

هذا ويأتي القرار بعد نحو أسبوع من رفض سلطات جزر سليمان لسفينة خفر السواحل الأمريكية "أوليفر هنري"، التي كانت تشارك في عملية "آيلاند تشيف" لمراقبة أنشطة الصيد في المحيط الهادئ، من الرسو في ميناء غوادالكانال للتزود بالوقود.

وبخصوص حادث المنع ذاك، قالت السفارة الأمريكية في أستراليا، في بيانها، بأن "الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل لعدم تمكن سفينة خفر السواحل الأمريكية من هذا التوقف المقرر في هونيارا.. سنواصل مراقبة الوضع عن كثب".

ومن أجل توضيح قرار بلاده، قال رئيس وزراء جزر سليمان ماناسي سوغافاري، بأن هذا الإجراء يأتي لرغبة بلاده في تعزيز المراقبة لمنطقتها الاقتصادية الخاصة، لهذا "طلبنا من شركائنا منحنا الوقت لمراجعة إجراءاتنا الجديدة وتنفيذها قبل إرسال طلبات أخرى لسفن عسكرية لدخول البلاد". مشدداً على أن هذه الإجراءات ستنطبق على جميع السفن الأجنبية الزائرة.

هذا ويزداد التوتر بين جزر سليمان والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، يوماً بعد يوم، على خلفية التقارب الكبير بين هونيارا وبكين. ويرى مراقبون أن قرار منع السفن الأمريكية الأخير يأتي في هذا السياق، كما سبق وهدد رئيس الوزراء سوغافاري منع الصحفيين الأجانب من دخول البلاد على خلفية بث وثائقي أسترالي ينتقد النفوذ الصيني في الأرخبيل.

ماذا يعني تقارب هونيارا وبكين؟

وقعت جزر سليمان في أبريل/نيسان الماضي اتفاقاً أمنياً مع بكين، نظر إليه على أنه تقدم كبير للصين في المحيط الهادئ الغني بالموارد، حيث كانت الولايات المتحدة هي صاحبة النفوذ المهيمن إلى جانب الحليفين أستراليا ونيوزيلندا.

وعلى الرغم من أن الصين صرحت بأن الاتفاقية ستساعد جزر سليمان في الحفاظ على النظام الاجتماعي والتعامل مع الكوارث الطبيعية والإغاثة الإنسانية، وإنها لا تشكل أي خطر على الولايات المتحدة، قالت الولايات المتحدة إنها سترد وفقاً لذلك على أي وجود عسكري صيني في المنطقة.

وفيما وصف منتقدو رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الاتفاقية بأنها أكبر فشل دبلوماسي لأستراليا في المحيط الهادئ منذ الحرب العالمية الثانية، قال موريسون إن بناء الصين قاعدة عسكرية في جزر سليمان سيكون "خط أحمر" لأستراليا والولايات المتحدة.

ومنذ اندلاع الحرب الأوكرانية قبل أشهر، تبدي الصين اهتماماً شديداً بدراسة الأداء العسكري الروسي والتعلم منه. ويقول الخبراء إن الزعيم شي جين بينغ سيحلل بعناية نقاط الضعف التي كشف عنها الهجوم على أوكرانيا لأنها قد تنطبق على جيش التحرير الشعبي الخاص به ومخططاته للهجوم على جزيرة تايوان.

وبعكس أوكرانيا، فإن هجوم الصين على تايوان لن يكون أسهل، خصوصاً وأن تايوان جزيرة واجتياحها يحتاج إلى عمليات لوجستية معقدة جداً، فضلاً عن أن الجزيرة تربطها اتفاقيات دفاع مع الولايات المتحدة والدول الغربية، كما أن جيشها أكثر تجهيزاً وقوة من الجيش الأوكراني، لذلك فإن الصين قد تحتاج جزر سليمان لإنشاء قاعدة عسكرية لاستخدامها في اجتياح تايوان من عدة جبهات. ناهيك عن استخدامها قاعدة عسكرية في وجه أستراليا حال اندلاع حرب عالمية.

رغم كل ذلك، تصر بكين على أن الاتفاقية الأمنية مع جزر سليمان ما هي إلا مساعٍ صينية لضمان بيئة استثمارية مستقرة في جزر سليمان بعد أن استُهدفت المصالح والشركات الصينية خلال احتجاجات شعبية في أغسطس/آب الماضي، إثر التسريبات الي قالت إن جزر سليمان والصين بدأتا نقاشاً حول توقيع اتفاقية أمنية.

TRT عربي