خطف وقتل واشتباكات مسلَّحة.. كيف خططت "CIA" لتصفية عراب ويكيليكس؟ (Kirsty Wigglesworth/AP)
تابعنا

خمس عشرة سنة على إنشائه موقع ويكيليكس المختص في نشر التسريبات الاستخباراتية، وما زال جوليان أسانج، الصحفي الأسترالي، يعيش تبعات خطوته تلك كأحد أكثر الشخصيات ملاحقةً على مستوى العالم. فبعد أن وجهت إليه الولايات المتحدة تهم التجسس، إثر فضحه مقاطع فيديو لقتلها مدنيين في العراق وأفغانستان ونشره تسريبات "فولت 7" التي تكشف ترسانة التجسس الإلكتروني لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، سعت هذه الأخيرة إلى تركيز كل جهدها على "اصطياده".

اصطياد كان ممنوعاً قانونياً بعد أن لجأ الصحفي داخل السفارة الإكوادورية في لندن ومتَّعته الإكوادور بصفة اللاجئ السياسي. غير أن هذا لم يمنع CIA، خلال حقبة الرئيس السابق دونالد ترمب الذي كان يرى هو ومكتبه أنه يجب التخلص من أسانج بأي ثمن، من التخطيط لاختطافه أو اغتياله كما الإعداد لاحتمال نشوب اشتباكات مسلَّحة من أجل منع المخابرات الروسية التي كانت تنوي تهريبه، حسب ما كشف تحقيق صحفي أخير لموقع "ياهو نيوز".

تحقيق صحفي يجمع المتحدثون فيه، وأغلبهم ضباط مخابرات أمريكية ومسؤولون داخل ذات الجهاز، على أن وزير خارجية ترمب، مايك بومبيو، أشرف بشكل مباشر على عمليَّة التخطيط تلك. وعلى أن الرئيس كان يتخذ احتمال تصفية أسانج أو مواجهة المخابرات الروسية إذا ما حاولت تهريبه بشكل جدي، رغم ما قد تثيره من صدام دولي.

"CIA" خطَّطت لاغتيال جوليان أسانج!

بومبيو وقيادة CIA كانوا "منفصلين تماماً عن الواقع لأنهم كانوا محرجين للغاية بشأن "فولت 7" وينظرون إلى الدماء!" يقول مسؤول الأمن القومي في إدارة ترمب لمحققي "ياهو نيوز". في إشارة لما كانت تحيكه وكالة الاستخبارات الأمريكية.

بومبيو الذي كان قد أشار سابقاً لوكيليكس بأنها "جهاز استخبارات معادٍ غير تابع للدولة"، وضع منذ توليه المنصب نصب عينيه إنهاء قضيَّة أسانج إلى الأبد. حيث يورد مسؤولون استخباراتيون أمريكيون اشتغالهم على مخططات تتضمن اختطاف الصحفي المتحصن وقتها داخل السفارة الإكوادورية في لندن، وكذا دفع مسؤولين آخرين في الجهاز بخيارات اغتياله ودراستها.

بالمقابل، في ذلك الوقت "كانت هناك معلومات استخباراتية جادَّة حول عمل الاستخبارات الروسية على تهريب أسانج" يسترسل مسؤول الأمن القومي في إدارة ترمب بالحديث، وتحوَّل منتصف سنة 2017، "محيط سفارة الإكوادور إلى ساحة مواجهة صامتة بين الأجهزة الاستخباراتية، فكل من وُجد داخل تلك المنطقة كان عميلاً سرياً لأحد الأجهزة المتصارعة".

وفي خضم الحديث عن احتمالات الاختطاف، كان احتمال مواجهة بين العملاء الروس والأمريكيين وارداً وطرحت كذلك خطط إحباط العملية بما في ذلك الاشتباك المسلح معهم في شوارع لندن. فيما موقف موبيو كان "مواجهة أي محاولة تهريب لأسانج ولو تطلَّب ذلك تحويل شوارع لندن إلى جحيم" يقول المصدر ذاته.

موجة ردود أفعال

من جانبه لم ينف وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، ما ورد من مخططات لاغتيال مؤسس ويكيليكس، بل أكد أنه: "لا أعتذر عن حقيقة سعيي والإدارة الجاد إلى التأكد من قدرتنا على حماية هذه المعلومات الحساسة، سواء من جهات إلكترونية فاعلة في روسيا، أو من الجيش الصيني، أو من أي طرف كان يحاول تسريبها".

وفي دخول لأستراليا على خط القضيَّة، كشفت وزيرة خارجيَّتها، ماريز باين، بأنها تبحاثت حول قضية جوليان أسانج مع نظيرها الأمريكي أنتوني بلينكن خلال لقائهما الأخير بواشنطن هذا الشهر. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأسترالية لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، الأربعاء، إنّ الوزيرة "طرحت وضع أسانج مع نظيريها الأمريكي والبريطاني، وآخرها في لقاء مع أنتوني بلينكن، في 15 سبتمبر/أيلول الحالي".

ومن جانب دفاع أسانج، قال باري بولاك، محاميه في أمريكا إنه: "بصفتي مواطناً أمريكياً، أجد أنه من المشين للغاية أن تفكر حكومتنا في اختطاف أو اغتيال شخص ما دون أي إجراءات قضائية لمجرد أنه نشر معلومات صادقة". وأضاف: "آمل وأتوقع أن تأخذ المحاكم البريطانية هذه المعلومات في الحسبان وستعزز قرارها بعدم تسليمه إلى أمريكا".

هذا ويقبع جوليان أسانج بسجن "بلمارش" اللندني منذ اعتقاله ربيع سنة 2019، مع قرار المحكمة البريطانية عدم تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فيما تجمع تقارير المفوَّضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بأن اعتقال أسانج يضع حياته على المحك كون "كل الأعراض (التي يعاني منها) تشير إلى تعرضه المطول للضغط والتعذيب النفسي" لما تكتنفه ظروف اعتقاله من "حجز انفرادي وحرمان من الزيارة، وضغوط أمنية مسلطة على أسانج، لا تبررها حالة الاعتقال المتابع فيها".

TRT عربي
الأكثر تداولاً