عمَّ يبحث زيلينسكي في جولته الأوروبية؟ / صورة: AA (AA)
تابعنا

قاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ يوم السبت، جولة أوروبية مفاجئة، قادته إلى كل من روما وبرلين وباريس ولندن، حيث التقى زعماء هذه البلدان وتباحث معه حول مستجدات الحرب التي تعيشها بلاده، والخطة الأوكرانية للسلام. وجدّد زيلينسكي طلبه للمساعدات العسكرية الغربية، مع إعداد بلاده لهجوم مضادّ تعتزم إطلاقه في هذا الربيع.

وفي طريق عودته إلى بلاده يوم الاثنين، كتب زيلينسكي: "نعود إلى الوطن بحزم دفاعية جديدة. مزيد من الأسلحة الجديدة والقوية للجبهة ومزيد من الحماية لشعبنا". وأضاف: "النتائج الرئيسية لهذه الأيام: أسلحة جديدة، واحترام للأوكرانيين، وانتصارنا قد اقترب. المجد لكل من يساعد!".

فيما كان على رأس لائحة مطالب الرئيس الأوكراني، المقاتلات الجوية الغربية المتطورة، التي يمنّي الأوكرانيون بها النفس منذ شهور، من أجل تعديل كفة القوى الجوية بعد التفوق الروسي الكبير في هذا المجال. هذا ما أعرب عنه زيلينسكي، داعياً إلى تشكيل "تحالف مقاتلات جوية"، بالمقابل يبقى مدى استجابة حلفائه الغربيين لهذه المطالبات محطَّ تكهنات كثيرة.

غنائم جولة زيلنيسكي الأوروبية

سعى زيلينسكي من خلال زيارته العواصم الأوروبية الأربع، ولقاءاته مع قادتها، لتحصيل مزيد من الدعم لجهوده في الحرب، في شِقَّيه السياسي والعسكري، وهو ما كشفه في مقطع الفيديو الذي نشره في طريق عودته الاثنين، إذ قال إنه في جميع المحادثات التي أجراها في إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بحث خطة السلام الأوكرانية، المتمثلة في الانسحاب الكامل للقوات الروسية من أراضي البلاد.

في هذا الصدد التقى زيلينسكي في روما نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، هذا الأخير الذي أكّد في تصريحاته عقب المباحثات أن "السلام الذي نعمل من أجله في أوكرانيا يجب أن يعيد العدالة والقانون الدولي"، مشدّداً على دعم إيطاليا لأوكرانيا في الحرب التي تخوضها.

إضافة إلى الدعم السياسي، تلقى زيلينسكي وعوداً من القادة الأوروبيين بمساعدات عسكرية إضافية. وتعهدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بمواصلة تزويده بالأسلحة ودعمها ما دامت الضرورة تقتضي ذلك. وشددت ميلوني بالقول: "إننا نراهن على انتصار أوكرانيا".

في السياق ذاته، ومن برلين هذه المرة، حصد زيلينسكي صفقة الدعم الأكبر من نظيره المستشار الألماني أولاف شولتز، إذ وعدت ألمانيا مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، تناهز قيمتها 3 مليارات دولار.

وبرر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس هذه الخطوة التي أقدمت عليها بلاده قائلاً في بيان: "نريد جميعاً نهاية سريعة لهذه الحرب الوحشية التي تشنّها روسيا ضدّ الشعب الأوكراني، لكنها للأسف ليست في الأفق. لهذا ستقدّم ألمانيا كل المساعدة الممكنة، ما دام ذلك ضرورياً".

وحسب تقارير إعلامية ستشمل هذه الحزمة 20 مركبة مشاة قتالية من طراز ماردر و30 دبابة ليوبارد 1، و15 دبابة مضادة للطائرات من طراز جيبارد، و200 طائرة مسيّرة للاستطلاع، إضافة إلى أربعة أنظمة إضافية مضادة للطائرات من طراز إيريس-تي بما يشمل ذخيرة، وذخيرة مدفعية إضافية، وأكثر من 200 مركبة مدرعة قتالية ولوجستية.

من جانبها أعلنت باريس هي الأخرى عزمها على تزيد أوكرانيا بعشرات المركبات المدرعة والدبابات الخفيفة للجيش الأوكراني، إلى جانب تدريب الجنود على استخدامها. وقال بيان مشترك صدر عن الرئيسين الفرنسي والأوكراني، إنه "في الأسابيع المقبلة ستدرّب فرنسا عديداً من الكتائب الأوكرانية وتجهّزها بعشرات المركبات المدرّعة والدبابات الخفيفة من طراز AMX-10RC".

إضافة إلى هذا، حسب البيان ذاته، ستركز باريس "جهودها أيضاً على دعم قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية".

ومن لندن التي كانت أعلنت أوكرانيا قبل أسبوع أنها زوّدَت كييف بصواريخ كروز طويلة المدى، حصل زيلينسكي أيضاً على حزمة أسلحة جديدة. وقالت الحكومة البريطانية في بيان، إن البلاد "ستقدّم مئات صواريخ الدفاع الجوي ومئات الطائرات المسيّرة الهجومية بعيدة المدى، التي يصل مداها إلى أكثر من 200 كيلومتر (...)، وسيُسلَّم ذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة".

تحالف الطائرات المقاتلة!

وعلى رأس مطالب زيلينسكي التي حملها معه في جولته كانت المقاتلات الجوية الغربية المتطورة، وهو ما أكده بدعوته إلى تشكيل "تحالف طائرات مقاتلة". وقال الرئيس الأوكراني في تصريحاته في لندن: "لا يمكننا إحكام قبضتنا على السماء (...)، نريد إنشاء تحالف طائرات مقاتله لهذا الهدف، وأنا متفائل جدّاً به".

في السياق ذاته كشف مستشار وزير الدفاع الأوكراني يوري ساك، عن أن أوكرانيا تريد ما بين 40 و50 طائرة مقاتلة من طراز F-16 الأمريكية. وأضاف ساك أن تجديد زيلينسكي هذا المطلب خلال زيارته، مع اقتراب عقد قمة مجموعة السبع بهيروشيما اليابانية، يكشف سعيه لأن يكون ملف المقاتلات على رأس جدول أعمال تلك القمة.

ومنذ حصولها على الموافقة الغربية بشأن الدبابات، أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، تكثّف أوكرانيا جهودها للحصول على المقاتلات الجوية الغربية. غير أن الغرب متردّد حتى الآن في الموافقة على ذلك، وسط مخاوف بشأن مزيد من التصعيد العسكري، إضافة إلى الحواجز التقنية التي تحول دون استنفاد الجهود العسكرية الأوكرانية منها.

ولم يحصل زيلينسكي على جواب شافٍ بشأن هذا المطلب، في المقابل تَعهَّد رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك بأنه سيطرح القضية في اجتماع قمة مجلس أوروبا، التي ستعقد في أيسلندا يوم الثلاثاء، وأيضاً في قمة مجموعة السبع القادمة.

إضافة إلى تعهدات سوناك، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداد بلاده لـ"فتح الباب من الآن لتدريب الطيارين الأوكرانيين" على المقاتلات الجوية الغربية. كما أكّد في لقاء تليفزيوني له يوم الثلاثاء، أن عدداً من الدول الأوروبية أبدى استعداده لتسليم كييف تلك المقاتلات، وأن "المحادثات قائمة مع الأميركيين".

TRT عربي