اللوبي اليوناني في أمريكا وأنشطته المناهضة لتركيا. (Others)
تابعنا

لفتت الأنشطة المناهضة لتركيا التي دأب عليها اللوبي اليوناني في الولايات المتحدة الانتباه في الآونة الأخيرة. فيما يحاول تسويق دعاية سوداء ضد تركيا بشكل مخالف للقانون، ويسعى اللوبي اليوناني لممارسة ضغوط دولية على تركيا، فضلاً عن أهدافه المكشوفة الرامية إلى توجيه السياسة الأمريكية ضد تركيا.

وعلى الرغم من التصميم الذي تبديه تركيا لحماية حقوقها المشروعة وسط الأزمة والتوتر السياسي المتصاعد من السلطات اليونانية، يحاول الجانب اليوناني خلق تصور معادٍ لتركيا من أجل فرض مطالبهم غير العادلة، وهنا تحديداً يبرز دور اللوبي اليوناني في الولايات المتحدة الذي يسعى للتأثير على القرارات المتعلقة بتركيا من خلال التعامل والضغط على الساسة والمشرعين في مجلسي النواب والكونغرس.

تاريخ اللوبي اليوناني في الولايات حافل بالممارسات والضغوط ضد تركيا ومصالحها، كان آخرها تدخُل اللوبي لإحباط وتأخير صفقة بيع مقاتلات "F-16" لتركيا. وفقاً للسفير المتقاعد خلوصي كيليش الذي تحدث لموقع TRT Haber، فإنه على الرغم من دعم الرئيس الأمريكي بايدن بيع وتحديث طائرات "F-16"، فإن اللوبي اليوناني يحاول إصدار قرار مشروط يلزم أنقرة بالتعهد بعد استخدام هذه المقاتلات ضد اليونان، وهو الأمر الذي رفضته تركيا جملةً وتفصيلاً.

عملية السلام نقطة فارقة

كانت عملية السلام التي نفذتها تركيا عام 1974 لإنقاذ الجالية التركية في جزيرة قبرص بمثابة نقطة تحول فارقة في عمل اللوبي اليوناني في الولايات المتحدة. وفيما ركزت اليونان على الضغط المناهض لتركيا بعد عملية السلام في قبرص، تمكن اللوبي من تحقيق هدفه بفرض حظر أسلحة على تركيا.

ورغم نجاح العملية العسكرية التي نتج عنها تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية، فإن محاولات اللوبي لم تتوقف طوال العقود الماضية. ففي عام 2010، قدم اللوبي اليوناني مشروع قانون إلى الكونغرس يهدف إلى إنهاء الوجود العسكري التركي في قبرص، ووجهت دعوات إلى إعادة النظر في العلاقات مع تركيا.

من جانبه، قال محمد سيف الدين إيرول، رئيس أنكاسام "ANKASAM"، وهو مركز أبحاث استراتيجية مقره أنقرة، "إن العلاقات التركية-الأمريكية تتعرض لضغط كبير من اللوبي اليوناني"، في إشارة إلى أن الضغط أصبح صناعة في حد ذاته.

دعاية سوداء ضد تركيا

يحاول اللوبي اليوناني خلق موقف تجاه تركيا في قضايا عديدة، لعل أبرزها: ملف تسليح الجزر، ومناطق النفوذ البحري في بحري إيجة والمتوسط، بالإضافة إلى قضية قبرص أيضاً.

ولا يقتصر ضغط بعض المجموعات اليونانية في الولايات المتحدة على القضايا الملفات بين تركيا واليونان فحسب، بل تمتد ممارساتهم إلى مساعدة اللوبي الأرمني من خلال التعاون المشترك لترويج مزاعم الإبادة، والضغط على الإدارة الأمريكية للاعتراف بها.

وفي معرض التعبير عن وجود أنشطة تهدف إلى التأثير على الإدارة الأمريكية، قال إيرول: "الشيء الرئيسي هنا، هو بالطبع أن الولايات المتحدة تفتح المجال لهم، وعلاقاتها الوثيقة مع هذه المنظمات تجعلها مفيدة وتحولها إلى أداة ضغط تحت مسمى لوبي".

تعاون مع المنظمات الإرهابية

إلى جانب تسييرها دعاية سوداء ضد تركيا وممارسة ضغط على الساسة والمشرعين الأمريكيين للإضرار بالعلاقات التركية الأمريكية، فإن جماعات الضغط اليونانية لا تتوانى عن التعاون مع المنظمات الإرهابية التي تستهدف تركيا وأمنها، ومساعدتها للوصول إلى ساسة نافذين داخل واشنطن، وبالتالي الخروج بقرارات ورسائل مناهضة لتركيا.

وفي أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذها تنظيم كولن الإرهابي منتصف عام 2016، قدم التنظيم الإرهابي تبرعات سخية للسياسيين من خلال تعاونها مع اللوبي اليوناني، وهي الشراكة التي حفزت الكونغرس على إرسال رسائل مناهضة لتركيا.

وعلى الرغم من كل الممارسات العدائية التي تنفذها جماعات الضغط اليونانية في الولايات المتحدة ضد تركيا سعياً وراء خلق رأي عام وتغيير التوازن في بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط ​​لصالح اليونان، فإن تركيا تواصل بحزم نضالها ضد هذه اللوبيات دون السماح بالمساس بحقوقها المشروعة في كل ملفات التوتر الحساسة بين البلدين.

TRT عربي