تعرف عدد من الدوائر الانتخابية المغربية منافسة شرسة بين زعامات الأحزاب السياسية (Others)
تابعنا

خمسة أيام تفصل المواطنين المغاربة على توجههم لمراكز الاقتراع في انتخابات تأتي هذه السنة عامة. فيما تراهن كل الأحزاب على حصد مقاعد كافية لتمكينها من قيادة المجالس المشمولة بالتجديد، تبقى بعض الدوائر تخلق التشويق داخل المعركة الانتخابية.

"دوائر الموت"، كما يحلو للإعلام المحلي تسميتها، حيث تحتدم المنافسة بين قياديي الأحزاب المغربية الذين اختاروا الترشح فيها، منها ما وضعت زعامة أكثر من حزب وجهاً لوجه، فيما الانتظار سيد الموقف لمن سيحسم لصالحه أصواتها الانتخابية، ومن سيجر أذيال خيبة قد تقسم ظهر الحزب الذي يتزعمه.

أربعة مقاعد، زعيما حزبين ورئيس حكومة

يضع التنافس الانتخابي التشريعي حول المقاعد البرلمانية الأربعة لدائرة الرباط المحيط كلاً من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، و نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وإسحاق شاريا الأمين العام للحزب المغربي الحر، وجهاً لوجه في منافسة تحتدم ويرتفع منسوب التشويق في من منهم سيحسم السباق لصالحه.

وقد أعلن سابقاً حزب العدالة والتنمية المغربي عن ترشح أمينه العام ورئيس الحكومة بالدائرة الانتخابية الرباط المحيط، وقد كان يدخل السباق الانتخابي في المرات السابقة بدائرة إنزكان (جنوب المغرب). هو الحزب الذي دأب على انتزاع مقعدين من الدائرة المذكورة، يرجح مراقبون أنه سيعجز عن ذلك هذه السنة نظراً للتغييرات الطارئة على قانون الانتخابات، بخاصة في شقه المتعلق بالقاسم الانتخابي.

كما تشهد دائرة الرباط المحيط هذه السنة غياب القوة اليسارية الضاربة داخلها، متمثلة في برلماني تحالف فيدرالية اليسار، عمر بلفريج، الذي اختار اعتزال السياسة وعدم الترشح لأي منصب برلماني.

معركة استرجاع فاس

تعد مدينة فاس (وسط البلاد) أحد المعاقل التقليدية لحزب الاستقلال، غير أنها ضاعت من بين يديه للخمس سنوات التي مضت، لتوضع بيد العدالة والتنمية الإسلامي ويشغل منصب عموديتها وزيره السابق إدريس الآزمي. في هذه السنة يدخل الاستقلاليون السباق الانتخابي في المدينة وعينهم على استردادها بأي ثمن، كما كلَّفهم سقوطها وقتها سقوط أمينهم العام، عبد الحميد شباط، وخلطاً كبيراً لأوراق بيتهم الداخلي.

الأمين العام السابق والعمدة السابق لمدينة فاس، عبد الحميد شباط، هو الآخر يخوض المنافسة لاسترداد منصبه، لكن بثوب آخر بعد أن رفض الاستقلال تزكيته للترشح. يقول شباط إن إصراره على الترشح يأتي رداً على “ديكتاتورية الأمين العام لحزب الاستقلال الذي حل أجهزة الحزب بمدينة فاس”، يدخل الانتخابات عن دائرة فاس الجنوبية على رأس لائحة حزب الجبهة الديموقراطية.

لكن عوض العمدة الحالي الآزمي والعمدة السابق شباط، تُمنّي أسماء قوية من أحزاب أخرى النفس بالظفر بالمدينة. على رأسها عزيز اللبار، رئيس المجلس الجهوي للسياحة لجهة فاس ومالك عدة منشآت فندقية بالمدينة، عن حزب الأصالة والمعاصرة.

استقطاب سوس السياسي

مع كل انتخابات تعرف جهة سوس (جنوب المغرب) استقطاباً سياسياً حاداً، كونها تعد مسقط رأس عدد كبير من الأسماء البارزة داخل الطبقة السياسية المغربية الحالية. وتنحدر أغلب القيادات السياسية لحزبي "الأحرار" و"العدالة والتنمية" من الجهة ذاتها، بداية من الأمينين العامين، من بلدة تافراوت وإنزكان. كما وزراء آخرين من الحزب الإسلامي مثل محمد أمكراز من تيزنيت.

هذا ويعود عزيز أخنوش، وزير الفلاحة المغربي وزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى مدينة أكادير، بعد تجربة مجلس الجهة، عبر ترشحه في الانتخابات الجماعية المقبلة في عاصمة سوس. معللاً ذلك بـ "التفاعل مع مراسلات السكان، وبعد التشاور مع قيادات حزبه".

كما أعلن حزب الأصالة والمعاصرة، رسمياً عن ترشح أمينه العام عبد اللطيف وهبي داخل الجهة ذاتها، بدائرة تارودانت الشمالية. الأصالة والمعاصرة الذي أدانت قيادته ما أسمته "استفحال ظاهرة المال البشع، وسعي طرف سياسي إلى إغراق الساحة الانتخابية بحجم رهيب من المال والإغراءات المختلفة". لم يسم ذلك الطرف لكن مراقبين يرجحون أن الكلام موجه لقيادة التجمع الوطني للأحرار.

نبيلة منيب وخيارها الصعب

بالنسبة لزعيمة الحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، التي اختارت الانفصال في آخر لحظ عن تحالف فيدرالية اليسار وخوض الانتخابات بشعار حزبها "الشمعة". كان ذلك الاختيار سبيلاً لترشحها على رأس اللائحة الجهوية لجهة الدار البيضاء السطات. هذا ما رجحه وقتها مصادر من الحزب، حيث أفاد أحدها لـ TRT عربي قائلًا: "إنها تريد رأس اللائحة الجهوية وبدون المرور عبر القنوات الرسمية للترشيح".

موضحاً أنه "ليس الاشتراكي الموحد (من أراد الانسحاب)، بل نبيلة منيب بقرار فردي قامت بسحب التوقيع، في ضرب لكل قرارات الأجهزة التنظيمية، وعلى رأسها المؤتمر الذي قرر الانخراط في الفيدرالية وتقويتها وتسريع وتيرة الاندماج قبل الانتخابات، لكن ذاتية الأمينة العامة أفشلت كل شيء". هذا ويمكن الترشح عبر اللائحة الجهوية الأمينة العامة للحزب من حظوظ أوفر لحجز مقعد داخل البرلمان.

TRT عربي