عمدة باريس آن هيدالغو تواجه انتقادات بتحويل المدينة إلى "كومة قمامة" (Pool/Reuters)
تابعنا

بعد إعلان فوز رئيسة بلدية العاصمة الفرنسية باريس آن هيدالغو الخميس، بترشيح الحزب الاشتراكي، لخوض الانتخابات الرئاسية التي من المنتظر أن تُجرى العام المقبل، تعود إلى الواجهة حملة الانتقادات المستمرة التي تواجهها، إذ تُتّهم بإغراق العاصمة في وضع صحي وجمالي متردٍّ باعتبارها عمدة المدينة.

إنها "تخرِّب باريس"، هكذا اختارت تلك الحملة وسمها على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي غالباً ما أُرفق به صور عن انتشار القمامة والأتربة والأعشاب الضارة على بلاط شوارع المدينة، في دلالة على أن عمدتها الاشتراكية لا تؤدي دورها بالشكل الذي تعاقدت عليه مع الأهالي والسكان.

ففيما تتحدث الصحف الفرنسية طوال الفترة الماضية عن إعلان هيدالغو دخولها السباق نحو الإليزيه، داعمة ملفَّها بعدد من "النجاحات" على رأسها احتضان المدينة للدورة الأولمبية الصيفية سنة 2024، ما زالت نيات التصويت لصالحها متأرجحة، مع سيادة الترقب حول ما إذا كانت حملة الانتقادات المذكورة ستؤثر في أدائها الانتخابي.

"خراب باريس"!

يعود إطلاق حملة "خراب باريس" إلى أبريل/نيسان الماضي، حينما غدى الوسم الأكثر تداولاً على وسائل التواصل الاجتماعي الفرنسية، خاصة على منصة تويتر. وقتها دفعت المشاركة الواسعة في الوسوم بلدية المدينة للتنديد بما اعتبرته "حملة لتشويه السمعة"، مؤكدة عبر تويتر أن "باريس على غرار جميع مدن فرنسا تواجه مظاهر غير حضارية ومشكلات في إدارة المساحات العامة".

هذا ونشر مغردون صوراً تظهر رسوماً مشوهة على جدران باريس ونفايات في شوارعها ومخلفات ملقاة في الأقنية المائية، قالت البلدية في تغريدتها إن بعضها "قديمة أو ملتقطة قبل مرور فرق النظافة". موضحة أن هذه الفرق تتكون من "2500 عنصر يتدخلون يومياً في جميع أنحاء باريس، غير أن الأعداد الحالية تقلصت بنسبة 10% بسبب تفشي كوفيد-19" ما قد يؤدي إلى تأخير في معالجة النفايات.

من جهتهم، وتفاعلاً مع الحملة، طالب نواب من المعارضة اليمينية في بيان مجلس بلدية باريس بتنظيم "جلسة استثنائية" مخصصة لهذه المسألة. واستغل معارضو عمدة باريس، الاشتراكية آن هيدالغو، الوضع للهجوم على أدائها في تسيير البلدية. حيث أكدت رشيدة داتي، رئيسة بلدية الدائرة السابعة في باريس والمنافسة الجمهورية لهيدالغو في آخر انتخابات بلدية، أن "خلف هذه الصور، ثمة انعدام الأمن والتقوقع والتدهور الاجتماعي والاقتصادي في باريس".

كما غردت رئيسة التجمع الوطني اليميني المتطرف، مارين لوبن، قائلة "تدهور عاصمتنا الجميلة على يد فريق هيدالغو معاناة وطنية يجب ألا يتجاهلها أي فرنسي".

هيدالغو في الرئاسة؟

ما زالت هذه الحملة مستمرة ومعها الضغط على العمدة الاشتراكية. ضغط يتزامن مع ترشحها لخوض رئاسيات البلاد المرتقبة سنة 2022. وليس هناك من شك، يقول مراقبون، في تأثير الانتقادات على حملتها الانتخابية، هي التي تمني النفس بإعادة تمثيل دور سيغولين الرويال في سباقها مع ساركوزي، وتدعم ملفَّ ترشيحها بأن الفضل يعود إليها في تحصيل باريس على شرف تنظيم أولمبيات 2024.

وتحصل هيدالغو على دعم كبير من قيادات حزبها، حيث "اجتمعت كل الظروف لتبدأ المغامرة الشخصية" يقول باتريك كانر رئيس فريق السيناتورات الاشتراكيين بالبرلمان الفرنسي. مضيفاً أن قوة ملف هيدالغو تكمن في "شخصيتها وإشعاعها المحلي والدولي". هذا ودعم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ترشيح حزبه لعمدة باريس.

بالمقابل، تكشف استطلاعات رأي، الشهر الماضي، عن أنه فقط ما بين 6 و10% من الفرنسيين ينوون التصويت للمرشحة الاشتراكية، ما يضعها قريبة من مرشح الخضر يانيك جادو، والاثنان معاً متأخران بفارق كبير عن زعيم "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشان.

وفيما تتوارد دعوات لاستقالتها من عمودية باريس تزامناً مع خوض الحملة الرئاسية، أجاب مكتب المرشحة الرئاسية، بأنها "عمدة باريس وستبقى عمدة باريس".

TRT عربي
الأكثر تداولاً