رغم تنصل أوكرانيا.. هل ترد موسكو على هجوم الكرملين؟ وما أبرز السيناريوهات؟ / صورة: Reuters (Stringer/Reuters)
تابعنا

في أخطر مزاعم وجهتها موسكو إلى كييف في أكثر من 14 شهراً من الحرب، قالت روسيا إن أوكرانيا شنت محاولة لقتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضربة بطائرة بدون طيار على الكرملين فجر الأربعاء، وهو الادعاء الذي نفته أوكرانيا جملةً وتفصيلاً.

وأظهر مقطع الفيديو، لاقى رواجاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وميضاً لتفجير جسم طائرة فوق جزء من الكرملين، المقر الرسمي للرئيس الروسي وأقوى رمز للسلطة في موسكو. فيما قال الكرملين في بيان إنه جرى إحباط الهجوم وتدمير الطائرة المُسيرة المزعومة، وإنه يعتبر الهجوم المزعوم إرهاباً ومحاولة متعمدة لاغتيال بوتين.

ومباشرة عقب النفي الأوكراني السريع والواضح، اتهم خبراء أمنيون الكرملين بتفجير طائرة بدون طيار فوق مركز القوة الروسية كعملية "علم زائف" ومبرر لمزيد من تصعيد حربه في أوكرانيا. ومع ذلك، قالت روسيا إنها "تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات انتقامية حيثما ومتى ترى ذلك مناسباً".

أصل الحكاية

في حادثة هي الأكثر جرأة منذ اندلاع الحرب مطلع العام الماضي، أظهرت لقطات متداولة على الإنترنت الدخان يتصاعد فوق الكرملين في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء. فيما يُظهر مقطع فيديو ثان انفجاراً صغيراً فوق مبنى مجلس الشيوخ بالموقع، بينما يبدو أن رجلين يتسلقان القبة.

نفت أوكرانيا من جهتها أن يكون لها أي علاقة بالحادث، حيث قال فولوديمير زيلينسكي إن همه الوحيد هو الدفاع عن المدن والقرى الأوكرانية ضد الغزو الروسي. وأوضح الرئيس الأوكراني قائلاً: "نحن لا نهاجم بوتين أو موسكو، نحن نقاتل على أراضينا".

ومع ذلك، سبق وأن شنت أوكرانيا في الماضي ضربات بطائرات بدون طيار داخل روسيا وشبه جزيرة القرم، على الرغم من أنها اعتادت أن لا تعلن مسؤوليتها عن مثل هذه العمليات.

لكن في حال إذا كان ما يقوله الكرملين صحيحاً، فمن شأن هذه العملية أن تثير تساؤلات حول مدى حماية الرئيس حقاً. كما سيكون هناك أيضاً تدقيق في فعالية الدفاعات الجوية الروسية، ولا سيما تلك الأنظمة التي رصدها في الأشهر الأخيرة على أسطح المنازل في موسكو بالقرب من المباني الرئيسية. والتي قال الخبراء حينها إنها وُضعت لشعور الكرملين بالقلق من أن أوكرانيا، أو أولئك المتعاطفين مع أوكرانيا، قد يحاولون شن هجمات جوية على أهداف عالية القيمة في الأراضي الروسية.

هل هي عملية "علم زائف" روسية؟

أثارت مقاطع الفيديو التي تظهر طائرة بدون طيار تنفجر فوق الكرملين، مركز القوة الروسية والقلب الرمزي للبلاد، موجة من الاتهامات تمتد من موسكو إلى واشنطن، مما أثار نظريات المؤامرة التي غذّتها وسائل التواصل الاجتماعي وأربكت الخبراء في جميع أنحاء العالم، وفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.

وبين النفي الأوكراني وما قابله من تأكيد ووعيد روسي، أصدر حليف كييف المقرب، الولايات المتحدة، بيانات غير ملزمة حتى الآن. في غضون ذلك، أثار العديد من الخبراء في الشؤون الروسية احتمال أن تكون الضربة عملية "زائفة" من موسكو.

وبينما تأتي الضربة في نقطة تحول محتملة في الحرب، حيث تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد طال انتظاره، اتهم عدد من الخبراء روسيا بتنظيم حدث علم كاذب، وهي عملية نفذت بقصد إلقاء اللوم على الخصم. فيما قال ميك مولروي، النائب السابق لمساعد وزير الدفاع وضابط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لـ بي بي سي إن أوكرانيا تتابع تحركات بوتين من كثب، لذا فمن المحتمل أنهم كانوا يعلمون أنه لم يكن في الكرملين في ذلك الوقت.

سيناريوهات الرد الروسية

بغض النظر عن حقيقة ما حصل صباح الأربعاء، فإن السؤال الآن هو كيف سترد روسيا، خصوصاً أن المسؤلين الجنرالات الروس حذروا مرات عديدة من أن أي هجمات على الأراضي الروسية سيقابلها ردود فعل قاسية. حتى اللحظة احتفظت موسكو بحق الرد بالمكان والزمان المناسبين، مما يعني الرد قد يكون على شكل تصعيد كبير في ساحة المعركة داخل أوكرانيا.

وبينما دعا نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف إلى "التخلص" من الرئيس الأوكراني وأعوانه، طالب رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين روسيا بألا تتفاوض مع الرئيس الأوكراني وأن تستخدم الأسلحة القادرة على ردع النظام في كييف وتدميره.

بالمقابل، قال مستشار رئاسي أوكراني لـ "بي بي سي" إن الحادث يشير إلى أن روسيا ربما "تستعد لاستفزاز إرهابي واسع النطاق" في أوكرانيا. وقال ميخايلو بودولاك إن مهاجمة موسكو لا معنى لها بالنسبة لأوكرانيا، لكنها ستساعد روسيا على تبرير هجماتها على أهداف مدنية.

TRT عربي