تابعنا
يصارع المقاتلون الموالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد لتحقيق مكاسب مهمة في حملتهم لاستعادة الأراضي في شمال سوريا من قوات المعارضة.

بعد أشهر من بدء الهجوم في أواخر أبريل/نيسان من العام الجاري، فشل نظام الأسد في الاستيلاء على أي مراكز حضرية رئيسية رغم القصف المكثف للأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا وغيرهم من جماعات المعارضة.

وقال مصطفى سيجري، أحد قادة الجيش السوري الحر والمتحدث باسمه لـTRT إن قواته قتلت "مئات" من الموالين للأسد.

وأضاف "لقد ظنوا أن معركة إدلب ستكون مشابهة لمعركتي حلب والغوطة وستنتهي في غضون أسابيع، ولكن بعد شهرين أصبحوا عالقين في طريق مسدود لا يحقق فيه قصفهم أي مكاسب أو تقدمات ميدانية".

ووفقاً لسيجري، يكمن جزء من أسباب فشلهم في غياب التنسيق بين الحملة الجوية التي تقودها روسيا ومليشيات نظام الأسد البرية التي تدرّبها وتدعمها إيران.

ووفقاً للمعارضة السورية، لم تلتزم القوات الإيرانية بالكامل المشاركة في خط المواجهة كي تؤكّد أهميتها لاستمرار نظام الأسد.

إذ إن كلّاً من موسكو وطهران مؤيّد رئيسيّ للنظام البعثي المتأصل، وقد ساعد تدخلهما مجتمعتين في سوريا على منع سقوط نظام الأسد. لكن الاثنتين لا تتفقان دوماً عندما يتعلق الأمر بالتكتيكات.

يقول أحمد رحال، المحلل العسكري والعقيد السابق في الجيش السوري الحر، إن فشل القوات المدعومة من روسيا على الأرض -مثل قوات النمر- في تحقيق نجاحات جوهرية في حملة إدلب، من شأنه أن يجبر موسكو على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحملة.

وقال رحال "سيعيدون العملية السياسية ويعيدون تنشيط المناطق العازلة".

"مجزرة واسعة النطاق"

بيد أن غياب النجاح العسكري لا يعني توقف معاناة المدنيين.

إذ شنت القوات الجوية الروسية وطائرات نظام الأسد غارات جوية واسعة النطاق على المناطق الحضرية، فيما شاركت قوات النظام البرية في قصف مدفعي عنيف.

وفي أحدث مثال على التهديد الذي يشكّله الموالون للأسد على المدنيين في المنطقة، قُتل سبعة أطفال وثلاث نساء خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي على قرى في جنوب إدلب.

وقال محمد حلاج، مدير فريق "منسقو الاستجابة" (RCG)، لـTRT إن أعداد الوفيات والإصابات الناتجة عن حملة النظام مستمرة في الارتفاع.

وقال فريق منسقو الاستجابة إن 900 شخص قُتلوا في قصف النظام منذ فبراير/شباط الماضي، ووقعت 20 حالة وفاة في الأسبوع الأول من يوليو/تموز الجاري.

وأدَّى القتال أيضاً إلى نزوح أكثر من 200 ألف شخص، وهو ما قال حلاج إنه بالضبط ما أراده نظام الأسد، إذ يتطلع إلى إحداث تغيير دائم في المناطق التي يحاول السيطرة عليها.

وأوضح أن "هذه الحملة العسكرية المستمرة في المناطق منزوعة السلاح والمناطق الحدودية تهدف إلى دفع أكبر عدد ممكن من السكان المحليين إلى النزوح وإحداث تغييرات سكانية في هذه المناطق".

ومنذ بدء الحرب الأهلية في سوريا، نزح أكثر من 11 مليون شخص، فر أكثر من ستة ملايين منهم إلى الخارج فيما نزح خمسة ملايين داخليّاً.

جديرٌ بالذكر أن الصراع قد بدأ بقمع نظام الأسد للاحتجاجات التي كانت تطالب بمزيد من الحريات ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان على أيدي قوات الأمن.

وردّاً على هذا القمع العنيف، حمل سوريون كُثر السلاح ضدّ النظام.

وخلّفَت الحرب التي تلت ذلك أكثر من 500 ألف قتيل.

في أحدث مثال على التهديد الذي يشكّله الموالون للأسد على المدنيين في المنطقة، قُتل سبعة أطفال وثلاث نساء خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي (AFP)
TRT عربي