متطوعو مجموعة موزارت يدربون قوات أوكرانية (Sandboxx)
تابعنا

في منتصف شهر أغسطس/آب الماضي، أعلنت القيادة الشرقية لعمليات الجيش الأوكراني تدميرها معسكراً لمقاتلي "فاغنر" في بلدة بروباسنا بإقليم دونباس، كبدت فيه مرتزقة الشركة التي يديرها يغفيني بريغوجين المقرب من فلادمير بوتين خسائر فادحة.

ويؤشر هذا الحدث على النشاط الكبير لمجموعة المرتزقة الروسية في الحرب الأوكرانية تحت إمرة الجيش الروسي، كما يؤكّد المزاعم الغربية السابقة، في أبريل/نيسان الماضي، بأن موسكو سحبت مئات من قوات فاغنر المنتشرين في إفريقيا، لتوزعهم على جبهات القتال في دونباس والجنوب الأوكراني.

من ناحية أخرى، تتهم موسكو كييف وحلفاءها باستجلاب مرتزقة للقتال ضدّها، وهي التهمة التي أدانت بها بريطانيين والمغربي إبراهيم سعدون، وحكمت عليهم بالإعدام. فيما يردّ الحلفاء الغربيون بأن أولئك ليسوا مرتزقة، بل متطوعون متعاطفون مع أوكرانيا في محنتها.

ومن هؤلاء المتطوعين الغربيين ضباط متقاعدون من المارينز الأمريكي، أتوا إلى أوكرانيا لإنشاء مجموعة مناقضة لـ"فاغنر"، مهمتها تدريب المنخرطين الجدد في قوات كييف، على حمل السلاح والتكتيكات العسكرية المتطورة، حسب قولها.

مَن مرتزقة "موزارت"؟

أطلق الضباط الأمريكيون على الشركة التي أنشؤوها اسم "موزارت"، على اسم الموسيقار النمساوي الشهير، نكاية في اختيار الروس اسم الموسيقار الألماني "فاغنر" لشركتهم للتعهد الأمني.

خرجت شركة "موزارت" للتعهد الأمني للوجود بعد اندلاع الاقتتال في أوكرانيا بأسابيع قليلة، ومؤسسها ضابط مشاة البحرية الأمريكية الكولونيل أندي ميلبورن، المتقاعد من الخدمة العسكرية في بلاده بعد أن قضى فيها واحداً وثلاثين عاماً. ويتمركز نشاط الشركة في منطقة دونباس، على مقربة من جبهات الاشتباك بين الروس والأوكرانيين.

على موقعهم الرسمي، يرفع أفراد "موزارت" شعار "التحقوا بنا للدفاع عن أوكرانيا"، كما يتعَّهدون ببناء مقاومة ناجعة ومستدامة من المدنيين الذين ينخرطون في حمل السلاح للدفاع عن مدنهم وقراهم، إضافة إلى الدعم الطبي واللوجستي للمدنيين والمقاتلين الأوكران.

يتكون أغلب طاقم "موزارت" من بريطانيين وأمريكيين، إضافة إلى فرنسي واحد كان جندياً في القوات الخاصة لبلادة. هذا الأخير كشف في حديثه لصحيفة "لوموند" أن ما دفعه إلى توقيع عقد مع الشركة الأمريكية بدل الانخراط في الفيلق متعدد الجنسيات، أن "في موزارت جنوداً محترفين، إضافة إلى أن العقد الذي قدموه لي أكثر مرونة من الجيش الأوكراني".

"موزارت" ضد "فاغنر"

حول كيفية اختيار اسم "موزارت"، يقول مدير الشركة آندي ميلبورن في حديثه لصحفي الغارديان البريطانية، إنه "بدأ أولاً كمزحة يردّدها الضباط حول اختيار الروس اسم "فاغنر"، إلى أن اعتُمد. في البداية توجست من الأمر، لكنه أصبح الآن الماركة المسجلة لشركتنا". ويرفض ميلبورن أن يربط بين شركته ونظيرتها الروسية.

على الأرض، يضيف المتحدث: "نقوم بالعمل الذي لا تستطيعه واشنطن" مخافة التورط في الاقتتال، كما أن "البنتاغون يبرئ نفسه بالقول إنه لا علاقة له بنا، وهو على حق: إنها الحقيقة الراسخة".

وتتلخص مهمة "موزارت"، حسب زعمهم، في تدريب المقاومة المدنية الموالية لكييف على حمل السلاح وتكتيكات الحرب، بما فيها حرب الشوارع، للدفاع عن مدنهم وقراهم. كما يؤدّون مهمات الإسناد الطبي والإغاثة الإنسانية وإخلاء المدنيين من مواقع القصف أو الاشتباك، إضافة إلى المساعدة على كشف الألغام والفخاخ التي يخلفها الروس بعد انسحابهم.

ويتفاخر ميلبورن بأنه، على عكس نظيره الروسي يغفيني بريغوجين وشركته "فاغنر"، لا أحد من الضباط تحت إمرته يحمل سلاحاً، و"من ثبتت مشاركته في الاقتتال فسيُطرَد مباشرة من موزارت".

TRT عربي
الأكثر تداولاً