صواريخ وقذائف مدفعية.. كيف تصل أسلحة كوريا الشمالية إلى الجيش الروسي؟ (Others)
تابعنا

شهر سبتمبر/أيلول الماضي كشفت تقارير استخباراتية أمريكية أن روسيا اشترت ملايين القذائف المدفعية والصواريخ من كوريا الشمالية، مفسرة ذلك بأنه مؤشر على النقص الحاد الذي تواجهه القوات الروسية في ما يخص توفير الذخائر الكافية لاستمرار عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وعدم قدرتها على تصنيعها محلياً بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية.

وهو الأمر الذي نفته بيونغ يانغ وموسكو بشكل قطعي. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في بيان إن البلاد "لم تورد أي أسلحة إلى روسيا ولا تخطط لذلك". وفي ذات السياق أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن كل ما أشيع بشأن حصول بلاده على ذخيرة من بيونغ يانغ مزيف.

وبـمؤتمر صحفي له الأربعاء عاد منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إلى القول إن واردات السلاح الكوري الشمالي في طريقها إلى موسكو، لكنه لم يكشف عن أي معلومات حول طرق التسليم المحتملة. ما يطرح أسئلة حول الكيفية التي ستصل بها الشحنات إلى الجيش الروسي.

صواريخ وقذائف مدفعية

"نحن لا نتكلم هنا عن عدد قليل من الذخائر المدفعية بل عن كمية مهمة منها"، هكذا وصف منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي شحنات الأسلحة الكورية الشمالية المتوجهة نحو روسيا. معتبراً أنها "ليست فقط علامة على مدى استعداد كوريا الشمالية لمواصلة دعم روسيا، ولكن على الاحتياجات الدفاعية لروسيا ونواقصها".

وأضاف كيربي خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء أنه "في السابق كنا نتحدث عن اتفاقات شراء، لكننا مررنا اليوم إلى مرحلة التسليم". مشدداً على أن هذه الشحنات تشمل "آلاف" القذائف لكنها لا تكفي لتغيير مسار الحرب "بأي طريقة يمكن تقديرها". ولم يكشف كيربي عن أي معلومات إضافية حول الطريقة التي يمكن أن تتسلم بها روسيا هذه الواردات.

وتتسق هذه التصريحات الأخيرة مع ما جرى كشفه سابقاً أواخر سبتمبر/أيلول الماضي حين كشفت تقارير استخباراتية عن أن روسيا تدرس شراء صواريخ وقذائف مدفعية من كوريا الشمالية.

ووفقًا لما نقله موقع "ديفانس نيوز" المتخصص بأخبار العتاد العسكري عن النائب السابق لرئيس قسم كوريا في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بروس كلينجنر فإن من المحتمل أن تزود كوريا الشمالية روسيا بقذائف 122 ملم و152 ملم، بالإضافة إلى قذائف لمنصات إطلاق صواريخ متعددة. مضيفاً أن "تلك الذخائر ستكون متوافقة مع الأنظمة الروسية، ومن الأنظمة التي تحاول كوريا الشمالية استبدالها بأنظمة أحدث".

كيف ستصل الأسلحة إلى الجيش الروسي؟

تحيط تصريحات كيربي الأخيرة المتكتمة عن الخوض بالحديث عن أي طرق محتملة لتسليم شحنات الأسلحة الكورية الشمالية لروسيا هذه المسألة بالغموض. ما يترك مجالاً لسيناريهات متعددة، نظراً إلى العقوبات القاسية المفروضة على البلدين، التي دفعتها إلى خلق شبكات توريد معقدة ومتشعبة مع الخارج.

ومن بين السيناريوهات المطروحة يقول الباحث الدفاعي في مؤسسة راند بروس بينيت في حديثه لصحيفة "واشنطن بوست"، إن بيونغ يانغ تستخدم طرقاً متعددة للتسليم من "أجل إبقاء الغرب بحالة تخمين". ويقترح الخبير الدفاعي أن تستخدم الطرق البحرية لإيصال جزء من القذائف المدفعية إلى شمال إفريقيا، مما قد يخلق فرصاً أكبر للغرب للاستيلاء على الأسلحة، فيما "تستخدم السكة الحديد من أجل تسليم الجزء الآخر".

وتضيف الصحيفة الأمريكية أن من المحتمل اعتماد روسيا على الدول التي لها نفوذ عليها لتحديد نقاط التسليم. وفي هذا السياق تبرز سوريا حيث تخوض موسكو منذ 11 عاماً حرباً إلى جانب نظام بشار الأسد، وتسيطر قواتها على قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس اللذين يوفران لها قدرات لوجستية تسمح بنقل شحنات الأسلحة الكورية الشمالية.

وينقل ذات المصدر هذه المرة على لسان كين غوس الخبير في كوريا الشمالية في معهد "سي إن إي" قوله إن "الكوريين الشماليين أنشؤوا طرقاً متشعبة لتصدير الأسلحة حول العالم تمكنهم بها المناورة". مضيفاً أن "الولايات المتحدة تراقب من كثب تحركات كوريا الشمالية"، ما يجعل الاعتماد على الطريق التقليدي عبر سيبيريا الأقل احتمالاً للاستخدام.

TRT عربي
الأكثر تداولاً