حضر الرئيس جو بايدن والرئيس السابق باراك أوباما حدثاً للاحتفال بالذكرى السنوية 12 لقانون الرعاية الميسرة "أوباما كير". (GETTY IMAGES) (Others)
تابعنا

عاد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إلى البيت الأبيض الثلاثاء، لأول مرة منذ غادره عام 2017، لترويج مزايا قانون أوباما كير للرعاية الصحية وتقديم الدعم لصديقه وشريكه السابق في الحكم الرئيس جو بايدن، الذي يواجه تراجعاً في شعبيته جراء عدة أمور، على رأسها ارتفاع التضخم بسبب تبعات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية.

وتَخلَّل زيارة أوباما للبيت الأبيض مؤتمر صحفي بدأه بشكر الحضور، ثم نظر إلى بايدن قائلاً: "أشكرك يا نائب الرئيس". ضحك بايدن وأدى التحية العسكرية قبل أن يذهب إلى أوباما ويعانقه، ليعود الأخير ويقول إنها كانت "مزحة متفقاً عليها".

تأتي هذه الزيارة في محاولة لاستعادة شعبية بايدن في ظل استمرار الضغط الذي يواجهه الديمقراطيون واحتمال فقدان الأغلبية في مجلس واحد على الأقل إن لم يكن كلا مجلسي الكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني، الأمر الذي سيؤدّي إلى وقف جدول أعمال بايدن في ما يتعلق بالتشريعات.

"ظل أوباما"

دفعت "مزحة" أوباما تلك كثيراً من المعلقين إلى العودة للحديث عن أن بايدن فشل من الخروج من عباءة نائب الرئيس في علاقته مع أوباما، ولو كان أقوى رجل على هذا الكوكب، لدرجة وصلت بالبعض إلى وصف فترة إدارة بايدن بولاية أوباما الثالثة.

وقُبيل تولي بايدن زمام الحكم في البيت الأبيض، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية نهاية عام 2020 تقريراً أعده مدير مكتبها في واشنطن ديفيد سميث تحت عنوان "ظل أوباما.. ما تأثير الرئيس السابق على بايدن؟"، أوضح من خلاله أن بايدن بصدد تعيين مسؤولين في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لتولي مناصب رئيسية في عهده، مشيراً إلى أن أوباما الذي توارى عن الأنظار 4 سنوات منذ تولّي دونالد ترمب الرئاسة، يستعد للعودة.

ومنذ انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن واستيلاء حركة طالبان على أفغانستان، وما لحقها من انسحاب "مذلّ" للجيش الأمريكي من أفغانستان العام الماضي، بالإضافة إلى التضخم غير المسبوق الذي ضرب البلاد بسبب تبعات جائحة كورونا ولاحقاً الأزمة الأوكرانية التي زادت الأمور تعقيداً، بدأت شعبية بايدن تتراجع بحدة، مما دفع فريقه إلى استضافة أوباما في البيت الأبيض على أمل ترميم شعبية رئيسهم.

هل أطلق بايدن النار على قدميه؟

تحت عنوان "إذلال باراك أوباما لجو بايدن الضعيف" نشرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية تقريراً لاذعاً لإدارة البيت الأبيض، تطرقت فيه إلى أن شخصاً ما داخل فريق بايدن يكرهه بشدة لدرجة أنه طرح فكرة دعوة سلفه صاحب الشخصية الكاريزمية للعودة إلى منصب الرئيس وإهانته أمام العالم.

وقد سوّقَت الفكرة لبايدن في البداية كمحاولة لاستعارة سحر باراك أوباما، إلا أن الخطة لم تسِرْ كما أُريدَ لها وجاءت بنتائج عكسية، إذ بدا الرئيس بايدن كأنه ضعيف وغير محبوب في مواجهة رئيسه السابق الذي استحوذ على الأضواء طوال الحفل تاركاً "عجوز البيت الأبيض نائماً في الظل".

لقطات تُظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن يقف وحيداً وسط اهتمام الحضور بالرئيس السابق باراك أوباما في أثناء زيارته البيت...

Posted by ‎عربي TRT‎ on Wednesday, April 6, 2022

وخلال الحفل الذي استغله أوباما للحديث عن إنجازاته وترويج مزايا قانون الرعاية الصحية الذي يحمل توقيعه، مع قليل من الجهد لتلميع السمعة المحطمة "للرجل العجوز الذي يقف بجانبه كئيباً" محاولاً أن يبدو مرحاً، خرجت لقطات مصوَّرة تُظهِر الرئيس الأمريكي جو بايدن يقف وحيداً وسط اهتمام الحضور بالرئيس السابق باراك أوباما في أثناء زيارته البيت الأبيض للمرة الأولى منذ مغادرته منصبه في 2017.

"حصان طروادة"

حسب استطلاع أعدته "فوكس نيوز" الأمريكية (المحسوبة على الجمهوريين) في وقت سابق من العام الماضي، فإن نسبة كبيرة من مشاهديها يرون أن الرئيس جو بايدن لن يكمل الفترة الرئاسية وسيغادر منصبه قبل الموعد المحدد بسبب وضعه الصحي.

ويسود اعتقاد واسع بين متابعي القناة الأمريكية بأن اختيار بايدن لشغل منصب رئيس الولايات المتحدة لم يكُن عرضياً، ويرجّحون أن تحلّ نائبته كامالا هاريس مكانه قريباً.

فيما يذهب البعض في تحليلاتهم أبعد من ذلك بكثير، فيتحدثون عن مؤامرة خُطّط فيها لاستخدام بايدن المريض كـ"حصان طروادة" لتهيئة المناخ لتقديم كرسي الرئاسة لنائبته كامالا هاريس كأول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تقديم بايدن استقالته بسبب حالته الصحية المتدهورة.

TRT عربي